الدوحة – بزنس كلاس:
وقعت وزارة البلدية والبيئة ممثلة بقطاع شؤون الزراعة والثروة السمكية ومجموعة القمرا القابضة اليوم، عقد إقامة مشروع للاستزراع السمكي بالأقفاص العائمة في البحر بالمنطقة الشمالية من الدولة .
وقع على العقد الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني الوكيل المساعد لشؤون الزراعة والثروة السمكية بالوزارة والسيد حمد القمرا رئيس مجلس إدارة مجموعة القمرا القابضة وعدد من المعنيين .
وأكد الشيخ الدكتور فالح بن ناصر آل ثاني أن هذا المشروع ، وهو الأول من نوعه في دولة قطر، سيوفر حوالي 2000 طن من الأسماك ذات الجودة العالية ، والتي تحظى بإقبال كبير من المستهلكين.
وأوضح في تصريح للصحفيين بهذه المناسبة، أنه إلى جانب الأهمية الاقتصادية للمشروع، فإن له أبعادا بيئية تتمثل في الحفاظ على المخزون السمكي وتخفيف جهد الصيد على الأسماك التي عليها طلب عال مثل أسماك الهامور .
من ناحيته، نوه السيد عبد العزيز الدهيمي مدير إدارة الثروة السمكية بالوزارة ،في كلمته بحفل توقيع عقد المشروع، بأهمية الأمن الغذائي باعتباره واحدا من أهم الأهداف التي تعمل الدولة على تحقيقها، مبينا أن قطر تولي أهمية كبرى لمشروعات الاستزراع السمكي كونها من المشروعات الهامة التي تساهم في زيادة الإنتاج المحلي من الأسماك .
وذكر أن وزارة البلدية والبيئة تقوم باتخاذ التدابير اللازمة لتحديد جهد الصيد وتثبيت حجم المصيد السنوي من الأسماك، بهدف حماية المخزون السمكي من الاستنزاف للمحافظة عليه للأجيال القادمة.
وأوضح مدير إدارة الثروة السمكية أنه من هذا المنطلق جاء اهتمام الدولة بمشروعات الاستزراع السمكي كإحدى أهم الركائز الأساسية لزيادة نسبة الاكتفاء الذاتي من الأسماك والبالغة حاليا حوالي 80 بالمائة، بالإضافة لحماية وتدعيم المخزونات السمكية والمحافظة على البيئة البحرية والتنوع البيولوجي فيها .
وقال السيد عبد العزيز الدهيمي “إنه وفقا لتوجيهات القيادة الرشيدة بتفعيل دور القطاع الخاص في المجالات الاقتصادية بالدولة، قامت اللجنة الفنية لتحفيز ومشاركة القطاع الخاص في مشروعات التنمية الاقتصادية، بطرح مزايدة عامة للمستثمرين لإقامة مشروع استراتيجي لاستزراع الأسماك بالأقفاص المائية في منتصف شهر فبراير من العام الحالي، حيث تقدم للمزايدة العديد من المستثمرين وفاز بحق امتياز المشروع مجموعة القمرا القابضة”.
بدوره، نوه السيد القمرا بمشاركة الشركة في تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع شركة /أكفأ/ النرويجية المتخصصة في مجالات الاستزراع السمكي، متمنيا أن يسهم المشروع في النهوض بجهود الدولة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في المجال الغذائي، خاصة الأسماك.
يذكر أن مشروع الاستزراع السمكي بالأقفاص العائمة يعد باكورة مشاريع الاستزراع السمكي بدولة قطر، وسيعقبه خلال الفترة القليلة القادمة طرح مشروع لاستزراع الربيان على مستثمري القطاع الخاص وكذلك مشروعان آخران للاستزراع السمكي في الأقفاص العائمة.
كما انتهت وزارة البلدية والبيئة من إنشاء مركز الأبحاث المائية في رأس مطبخ، وهو في مرحلة الإعداد لبدء التشغيل حالياً، علما أن هذا المركز الحيوي الهام، سيكون النواه الأساسية لإقامة العديد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة للاستزراع السمكي في المرحلة القادمة، لتصل دولة قطر إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي الكامل من الأسماك، في غضون خمس سنوات.
ويستهدف مشروع الاستزراع السمكي في الأقفاص العائمة إنتاج حوالي ألفي طن من الأسماك الطازجة سنوياً لسد حاجة السوق القطري من الأنواع المتميزة من الأسماك وبجودة عالية وأسعار مناسبة، علما بأن المشروع يعتمد على أحدث التكنولوجيات ذات الكفاءة العالية في استزراع الأسماك، في وقت تعاقدت فيه مجموعة القمرا القابضة مع شركة /أكفأ/ النرويجية كمجهّز ومشغل للمشروع، وهي إحدى الشركات التي تمتلك خبرات كبيرة ومتميزة في مجال الاستزراع السمكي.
ويبلغ إجمالي مساحة الموقع البحري للمشروع الذي جرى توقيع عقده اليوم نحو 900 ألف متر مربع، ويتضمن استزراع العديد من أنواع الأسماك ذات القيمة الاقتصادية العالية الاقتصادية والتي يوجد عليها طلب كبير في السوق الداخلي ، وهي أسماك الهامور والسبيطي والشعم.
كما يتوقع أن يساهم المشروع في رفع نسبة الاكتفاء الذاتي من الأسماك بالدولة لتصل إلى 87 بالمائة خلال مدة لا تتجاوز 18 شهرا .
ووفقا للكتيب الذي أصدرته وزارة البلدية والبيئة في هذا السياق، فإن مشاريع المزارع السمكية المزمع إنشاؤها ضمن استراتيجية التنمية الوطنية 2017 – 2022 ، تتضمن إنشاء 10 مزارع ساحلية صغيرة الحجم بطاقة إنتاجية سنوية للمزرعة الواحدة تبلغ 50 طنا من أسماك السميطي والشعم والصافي والهامور .
كما تتضمن الاستراتيجية إنشاء 3 مزارع سمكية بحرية في الأقفاص العائمة، تبلغ طاقة المزرعة الواحدة السنوية ألفي طن من ذات أنواع الأسماك المذكورة، فضلا عن إنشاء مزرعة روبيان ساحلية متكاملة تنتج 50 مليون من يرقات الروبيان /ألف طن/ سنويا من أسماك الروبيان.
وحسب الكتيب فإن أنواع الأحياء المائية المستهدفة بالاستزراع هي أسماك الهامور والصافي العربي والشعم والسبيطي والروبيان المحلي.