
أكَّدَ السيّدُ عادل اليافعي، مُساعد مُدير إدارة الشؤون الزراعيَّة بوزارة البلدية، أنَّ الإقبال المتزايد على شراء المُنتجات المحليَّة، في ساحات بيع المنتج الزراعي المحلي خلال شهر رمضان المبارك، يُظهر ارتفاعَ مستوى الثقة في الساحات كنقطة بيع رئيسية للخَضراوات الطازجة والمنتجات المحلية، ويعكس في الوقت ذاته مستوى عاليًا من الرضا لدى المُواطنين والزوَّار.
وقال اليافعي في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية «قنا»: إنَّ الساحات قد شهدت منذ انطلاقها في عام 2012 تطورًا كبيرًا، ونجحت في استقطاب المزيد من الزوار، خاصة بعد تحسين الخِدمات وجودة المنتجات.
وأوضحَ أنَّ هذه الآلية تقلل من عدد الوسطاء، ما يضمن أسعارًا تنافسيةً، ويحافظ على القيمة الغذائية للمنتجات، ويزيد من ربحية المُزارعين بنسبة تصل إلى 40 بالمئة، بالإضافة إلى المساهمة في بناء نظام غذائي مستدام ومرن، ودعم الإنتاج المحلي، وتعزيز استهلاك المنتجات الزراعية المحلية.
وأضافَ: إنَّ ساحات بيع المنتج الزراعي المحلي شهدت تطورًا ملحوظًا، مبينًا أنَّ رمضان هذا العام يتزامن مع شهر مارس، وهي فترة ذروة الإنتاج الزراعي في دولة قطر. وقالَ: إنَّ تعديلَ ساعاتِ عمل الساحات إلى الفترة المسائية أتاح للمُستهلكين الحصول على الخَضراوات الطازجة والمنتجات المحلية الأخرى دون انقطاع خلال الشهر الكريم.
وحدَّدت الوزارةُ مواعيدَ عمل ساحات بيع المُنتج الزراعي المحلي خلال شهر رمضان المُبارك في كل من ساحات الخور والذخيرة والشمال والوكرة والشحانية لتكونَ من الساعة 7 مساءً وحتى الساعة 11 مساءً، وذلك خلال أيام الخميس والجمعة والسبت من كل أسبوع. أمَّا ساحة المزروعة في السوق المركزي بأمّ صلال، فستكون مفتوحة يوميًا من الساعة 6 صباحًا، وحتى الساعة 11 مساءً.
وأشارَ مساعدُ مُدير إدارة الشؤون الزراعيَّة بوزارة البلدية، إلى وجود مُبادرات لضبط الأسعار خلال شهر رمضان لضمان توفر المُنتجات بأسعار مناسبة للجميع، حيث يتمُّ التنسيقُ مع الجهات المعنية من أجل التزام أصحاب المزارع بأسعار النشرة الجبرية، مع الحفاظ على جودة المنتجات، ما يحقق التوازن بين مصلحة المنتجين والمستهلكين.
وقالَ السيدُ عادل اليافعي: «هناك تعاون مع مركز «حفظ النعمة» لتوزيع الخَضراوات المحلية على الأسر محدودة الدخل، بالإضافة إلى توفير منافذ تسويقية خاصة بالأسر المنتجة ذات الدخل المحدود داخل الساحات، ما يمنحها فرصة لتسويق منتجاتها وتحقيق دخل إضافي».
وبيَّنَ السيدُ عادل اليافعي، مساعد مدير إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية، أنَّ الساحات تتوزع حاليًا في المناطق ذات الكثافة الزراعية العالية، وهناك خطط للتوسع فيها وتطويرها لتغطية المزيد من المناطق، بما يحققُ استفادةً أكبر للمزارعين والمستهلكين على حد سواء.
وعن التسهيلات والدعم الذي تقدمه وزارة البلدية للمُزارعين خلال هذه الفترة، نوَّه إلى أنَّ الوزارة توفر منافذ بيع مجانية لأصحاب المزارع داخل الساحات، إلى جانب الدعم الفني والإرشادي لمساعدتهم على تحسين جودة المنتجات وتسويقها بشكل أفضل، فضلًا عن عبوات تسويقية مجانية للمزارعين المشاركين في الساحات، إضافةً إلى تنظيم عملية البيع ومراقبتها لضمان الكفاءة.
ولفتَ إلى أنَّ ساحات بيع المنتج الزراعي المحلي تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الاكتفاء الذاتي من خلال تشجيع المزارعين على زيادة إنتاجهم، وتوفير بيئة تسويقية مباشرة تدعم ربحيّتهم، منبهًا إلى أن الاستثمار في التقنيات الزراعية الحديثة، وتحسين جودة المنتجات يساعد في تقليل الاعتماد على الاستيراد، ويدعم التماسك المجتمعي والهُوية الوطنية من خلال تعزيز ثقافة استهلاك المنتجات المحلية.
وأردفَ أنَّ ساحات بيع المنتج الزراعي المحلي خلال شهر رمضان المبارك، تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الأمن الغذائي من خلال البيع المباشر بين المزارعين والمستهلكين، ما يخلق علاقة وثيقة تساعد في فهم احتياجات السوق بشكل أدقّ.
وأشارَ إلى تجاوز أغلب التحديات التي كانت تواجه الساحات في المواسم السابقة، مثل تلبية الطلب المتزايد خلال رمضان، وضمان توفر المنتجات الطازجة بشكل مستمر، وذلك بفضل التنظيم الجيد والتخطيط المسبق.
وفيما يخصُّ الهدر الغذائي الذي يعد تحديًا مهمًا، أكَّدَ أنَّ نسبة الفاقد تتراوح في مرحلة التسويق ما بين 15 إلى 20 بالمئة، و »نعمل على تقليل هذه النسبة من خلال توعية المزارعين بأفضل مُمارسات التسويق والتخزين، وتقليل فترة عرض المنتجات في الساحات، بالإضافة إلى توزيع عبوات تسويقية مناسبة تضمن حفظَ المنتجات بأفضل شكل ممكن».
وفي ختام حواره مع «قنا» دعا مساعد مدير إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية المزارعين إلى الاستمرار في تحسين جودة منتجاتهم واستغلال الفرص التي توفرها السَّاحات لتحقيق مزيدٍ من النجاح. كما شجع المُستهلكين على دعم المنتج المحلي، لما له من دور كبير في تعزيز الأمن الغذائي والاستدامة الاقتصادية.