الاستخبارات الأمريكية تدير ظهر المجن لابن سلمان

وكالات – بزنس كلاس:

دخلت المخابرات الأمريكية “سي آي إيه” مجدداً على خط أزمة مقتل جمال خاشقجي بعد بيان النيابة العامة السعودية التي حاولت تبرئة ولي العهد محمد بن سلمان، وتحميل المسؤولية لنائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري والمستشار السابق بالديوان الملكي سعود القحطاني وغيرهم.

وكشفت وسائل إعلام أمريكية ووكالات أنباء عالمية نقلاً عن “سي آي إيه” عن دور خالد بن سلمان شقيق ولي العهد وسفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية في استدراج خاشقجي إلى إسطنبول بناءً على طلب من محمد بن سلمان، مؤكدة أن تقرير المخابرات الأمريكية خلص إلى أن ولي العهد السعودي هو من أمر بقتل جمال خاشقجي.

ونقلت رويترز عن مصدر مطلع قوله إن وكالة المخابرات الأمريكية تعتقد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمر بقتل جمال خاشقجي في اسطنبول مما يعقد جهود الرئيس دونالد ترامب للحفاظ على العلاقات مع حليف رئيسي للولايات المتحدة.

وأضاف المصدر يوم الجمعة أن الوكالة أطلعت جهات أخرى بالحكومة الأمريكية على استنتاجها الذي يتناقض مع تأكيدات الحكومة الأمريكية بعدم تورط الأمير محمد في هذا الأمر .

ويمثل ما توصلت إليه وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أوضح تقييم أمريكي حتى الآن يربط الأمير محمد بهذه الجريمة بشكل مباشر، بحسب “رويترز”، فيما امتنع البيت الأبيض ووزارة الخارجية عن التعليق.

وفي السياق ذاته قالت صحيفة واشنطن بوست، الجمعة، إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية خلصت إلى أن الأمير محمد أمر باغتيال خاشقجي، مشيرة نقلاً عن أشخاص مطلعين على هذا الأمر إن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية توصلت إلى استنتاجها بعد تقييم عدة مصادر للمخابرات من بينها اتصال هاتفي أجراه الأمير خالد بن سلمان شقيق ولي العهد وسفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأمريكية مع خاشقجي.

وأضافت الصحيفة أن الأمير خالد أبلغ خاشقجي ضرورة ذهابه إلى القنصلية السعودية باسطنبول للحصول على الوثائق التي يحتاجها من أجل زواجه من امرأة تركية وقدم له تأكيدات بأنه لن يمسه أذى.

وقالت الصحيفة نقلاً عن أشخاص على دراية بهذه المكالمة إنه لم يتضح ما إذا كان الأمير خالد كان يعرف أن خاشقجي سيُقتل ولكنه أجرى هذا الاتصال بناء على توجيهات شقيقه، لافتة أيضاً إلى أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فحصت أيضاً مكالمة من داخل القنصلية السعودية في اسطنبول بعد قتل خاشقجي.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص استمعوا لهذه المكالمة قولهم إن ماهر مطرب، وهو مسؤول أمني كثيراً ما شوهد بجوار الأمير محمد، أجرى هذا الاتصال بسعود القحطاني، وهو من كبار مساعدي الأمير محمد، ليبلغه بأن العملية تمت.

وأكدت شبكة إن بي سي ووكالة أسوشيتد برس ووول ستريت جورنال أن “سي آي إيه” خلصت إلى أن محمد بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي.

وأوضحت وول ستريت جورنال أن قيادات الكونغرس اطلعت يوم الخميس على تقييم الاستخبارات الأمريكية بشأن مقتل خاشقجي، فيما أوضحت نيويورك تايمز أن تقييم سي آي إيه استند إلى رصد مكالمات لمحمد بن سلمان قبل اغتيال خاشقجي وبعد تكشف معلومات من بينها التسريب الأخير لاتصال ماهر المطرب بسعود القحطاني بعد مقتل خاشقجي وقوله أخبر رئيسك أن المهمة أنجزت.

وكانت النيابة السعودية أعلنت الخميس “توجيه التهم إلى 11 شخصاً من الموقوفين في قضية مقتل جمال خاشقجي وعددهم 21″، وطالبت بقتل “من أمر وباشر الجريمة منهم وعددهم خمسة أشخاص، وإيقاع العقوبات الشرعية على البقية”، مطالبة بإعدام 5 متهمين في جريمة قتل خاشقجي، معلنة أن الآمر باستعادته إلى الرياض هو نائب رئيس الاستخبارات السابق أحمد عسيري، وأن الآمر بقتله هو “قائد المهمة” الذي لم تسمه، معترفة بأن جثة جمال خاشقجي تم تقطيعها بعد قتله في قنصلية بلاده بإسطنبول.

وأشار المتحدث باسم النيابة السعودية خلال المؤتمر الصحفي إلى أن “واقعة قتل خاشقجي بدأت يوم 29 سبتمبر الماضي وأنه تم تشكيل فريق لاستعادة خاشقجي بأمر من نائب رئيس الاستخبارات السابق أحمد عسيري.

وقال إن المستشار السابق في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني كان دوره بالتنسيق مع نائب رئيس الاستخبارات العامة وهو طلب الالتقاء بمجموعة التفاوض لتقديم معلومات مفيدة لهم نظراً لخلفيته الإعلامية، موضحة أن “المستشار السابق تم منعه من السفر وهو قيد التحقيق”. وزعم أن “قائد مهمة استعادة خاشقجي قرر قتله في حال فشل في إقناعه”.

وكان الهدف الرئيسي من بيان النيابة السعودية هو تبرئة ولي العهد محمد بن سلمان وذلك من خلال ما جاء على لسان المتحدث باسمها قائلاً إن ما أسماه نتائج التحقيقات خلصت إلى أنه “صدر أمر باستعادة خاشقجي بالإقناع وإن لم يقتنع يعاد بالقوة وأن الآمر بذلك هو نائب رئيس الاستخبارات العامة السابق أحمد عسيري الذي أصدر أمره إلى قائد المهمة (لم يذكره)”.

وقالت النيابة السعودية إن “قائد المهمة قام بتشكيل فريق من 15 شخصاً لاحتواء واستعادة خاشقجي يتشكل من ثلاث مجموعات (تفاوضي – استخباري – لوجستي) واقترح قائد المهمة على عسيري أن يتم تكليف زميل سابق له مكلف بالعمل مع مستشار سابق (لم يذكر اسمه) ليقوم بترؤس مجموعة التفاوض لوجود سابق معرفة له معه”.

وأضافت أن “نائب عسيري قام بالتواصل مع المستشار السابق لطلب من سيكلف بترؤس مجموعة التفاوض فوافق المستشار على ذلك وطلب الاجتماع مع قائد المهمة”.

وجاء الرد من أنقرة سريعاً عقب بيان النيابة السعودية، حيث أكد ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن تصريحات النيابة العامة السعودية تهدف للتستر على قتلة خاشقجي واستبعد أن يكشف التحقيق السعودي عن الجناة الحقيقيين.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بعض التوضيحات التي قدمها القضاء السعودي الخميس “لم تكن مرضية” برأيه، موجهاً حديثه للصحفيين: “يقولون لنا إن (خاشقجي) قتل لأنه عارض إعادته إلى بلاده. لكن الواقع أن هذه الجريمة وكما قلنا سابقاً تم التخطيط لها مسبقاً”. وتابع “تقطيع الجثة لم يكن عفوياً. جلبوا معهم مسبقا الأشخاص والأدوات الضرورية من أجل ذلك. بكلام آخر، خططوا مسبقاً لكيفية قتله وتقطيعه”. وكرر جاويش أوغلو مطلب تركيا للرياض بأن تكشف عن مكان جثة خاشقجي.

وكرر جاويش أوغلو كذلك طلب أردوغان بأن يحاكم المشتبه بهم في القضية في تركيا وليس في السعودية. وطالب بـ”الكشف عن المدبرين الحقيقيين” للعملية، مضيفاً: “يجب الكشف عن الذين أمروا بقتل خاشقجي والمحرضين الحقيقيين وعدم إغلاق القضية بهذه الطريقة”..

وأردف قائلاً: “بحسب التصريحات التي صدرت امس من السعودية، نستنتج أن 11 شخصاً مسجونون حالياً على خلفية مقتل خاشقجي، لكن عدد المسجونين سابقا كان 18 شخصاً، والذين أتوا إلى إسطنبول للقيام بهذه الجريمة كان عددهم 15 شخصاً، فلماذا تم إطلاق سراح الأخرين وانحصرت المحاكمة بـ 11 شخصاً وطُلب إعدام 5 منهم”.

وكان الرئيس أردوغان قال في 13 نوفمبر الجاري إن تركيا أطلعت كلًّا من الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا وألمانيا على والسعودية تسجيلات تتعلق بمقتل الصحفي السعودي، قائلاً قال “مخابراتنا لم تخف أي شيء عن أحد”، مجدداً التأكيد على أن هناك شخصاً مسؤولاً عن الجريمة-عدا الأشخاص الـ18- هو من أصدر الأوامر، مشدداً على أن أمر القتل صادر من السلطة العليا في السعودية.

وجاءت تصريحات أردوغان هذه على متن الطائرة التي أقلته خلال عودته من العاصمة الفرنسية باريس إلى أنقرة، حيث شارك هناك بفعالية أممية بمناسبة مضي قرن على انتهاء الحرب العالمية الأولى.

وقال أردوغان إنه شرح لهؤلاء الزعماء موقف تركيا بخصوص خاشقجي والتي أوضحها بمقال له في واشنطن بوست، مؤكداً أن الجريمة معدة مسبقاً وأمر القتل جاء من السلطات العليا بالسعودية.

وأضاف أردوغان، “إن التسجيلات التي بحوزتنا فظيعة، ولقد أوضحت ذلك لكل من الرئيس ترامب، والسيدة ميركل، والسيد ماكرون. وتابع قائلًا: “نعلم أنّ قتلة خاشقجي هم بين الـ 18 الذين اعتقلتهم السلطات السعودية، إلا أننا نريد الكشف عن الذي أمرهم بالقتل”.

وأضاف “لقد صرّحت خلال مقال في واشنطن بوست، أنّ مقتل خاشقجي كان عملية مدبرة من قبل، وبأمر من أعلى السلطات في السعودية. وذكرت حينها ثقتي بخادم الحرمين الشريفين، أحترمه للغاية ولا أعتقد بتاتًا أن يكون هو من أمر بقتل خاشقجي، إلا أننا نريد الكشف عن الشخص الذي أعطى أمر القتل، هناك 18 معتقلون عليهم أن يتحدثوا ويعترفوا؛ من أعطاهم الأمر؟”.

وأمس وبعد أقل من 24 ساعة من بيان النيابة السعودية قالت صحيفة “حريّت” التركية، إنّ لدى أنقرة مزيداً من الإثباتات تؤكد أن قتل خاشقجي كان مدبراً، وهو ما حاولت النيابة السعودية إنكاره.

وأوضحت الصحيفة التركية إنّ تركيا بحوزتها تسجيلاً صوتياً ثانياً من 15دقيقة يبيّن بوضوح أنّ جريمة قتل خاشقجي كانت متعمّدة، وأنّ فريق الاغتيال المؤلف من 15 فرداً (بينهم مقربون من محمد بن سلمان مثل ماهر المطرب) كان موجوداً داخل القنصلية قبل وصول خاشقجي إليها، وناقش كيفية تنفيذ عملية القتل.

السابق
وزيرة الصحة عضواً بالأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب
التالي
التجاري يفتتح مقر رئيسي جديد لـ “ألترناتيف بنك” بإسطنبول