الاستثمارات الخارجية عامل توازن ثقيل وضمانة لمصالح قطر الاستراتيجية

أصول تبلغ 300 مليار دولار في مختلف دول العالم

الخاطر: الاستثمارات القطرية الخارجية تتميز بالبعد الاستراتيجي

الهاجري: بناء جسر من المصالح المشتركة يصب في توجهات الدولة

بزنس كلاس – باسل لحام

أكد سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي حجم الاستثمارات الضخمة التي تملكها دولة قطر في الخارج، حيث تبلغ جملة أصول جهاز قطر للاستثمار نحو 300 مليار دولار، ساهمت من تحقيق ايرادات كبرى وتنويع الاقتصاد الوطني ومكنت قطر من بناء شبكة علاقات دولية حافظت على مصالح قطر الاستراتيجية وقت الازمات وفق ما ذهب إليه عدد من الملاحظين والمتابعين خلال الأزمة و الحصار الذي فرضته دول الجوار منذ ما يزيد عن شهر حاليا.

شراكات استثنائية

وفي هذا الإطارصرح رجل الأعمال و الخبير الاقتصادي السيد عبد الله الخاطر أن جهاز قطر للاستثمار معني بالدرجة إلى تعزيز تواجده في الاقتصاديات الكبرى والاقتصاديات الناشئة  وبناء شراكات قوية مباشرة مع الشركات العالمية  خدمة لمصالح الطرفين ، قائلا :” إن وجود شراكات قوية وتواجد كبير للاستثمارات القطرية في دول العالم   سيمكن من  تقوية  المبادلات بين الطرفين  زمن السلم و الدفاع عن مصالح قطر وقت الازمات كالتي نعيشها في الوقـــــت الحالي “.

ولفت إلى أهمية  تشجيع الشركات الكبرى من مختلف دول العالم  على التواجد داخل السوق القطري  لتقديم الاضافة للاقتصاد القطري ،  ودفع المشاريع التي يتم انجازها، خاصة و ان هناك مشاريع  ضخمة تنفذ في الدولة يمكن لهذه الشركات الاستفادة منها  و الاستفادة من القوة الشرائية للمستهلك في قطر.

وشدد على ضرورة أن تتميز الاستثمارات القطرية في الخارج بالبعد الاستراتيجي لخدمة الاهداف القطرية و سياساتها في مختلف المجالات.

خطط خمسية

ويخطط جهاز قطر للاستثمار لضخ استثمارات تناهز 35 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة في سوق الولايات المتحدة الامريكية خاصة في مجال البنية التحتية ، خاصة بعد أن تم افتتاح أول مكتب للجهاز في الولايات المتحدة اواخر العام الماضي، بهدف تسهيل ودعم الاستثمارات المشتركة بين البلدين.كما يخطط لاستثمار 5 مليار دولار في المملكة المتحدة و نوحو 10 مليار دولار في الاقتصاد الفرنسي ..

شبكة مصالح خارجية

بدوره شدد رجل الأعمال السيد سعد آل تواه الهاجري على الدور الكبير الذي يمكن ان تلعبه الاستثمارات القطرية في الخارج لبناء شبكة مصالح استراتيجية تقوم على قاعدة “رابح رابح “،  تمكن قطر من الدفاع عن مصالحها الاستراتيجية على غرار ما تقوم به باقي دول العالم ، مؤكدا ان  الاستثمار علاوة على دوره في تنويع الاقتصاد، و تحقيق عوائد استثمارية تساهم في دعم الموازنة والانفاق على المشاريع التي تنفذ في الدولة ، يساهم تواجده في تشبيك العلاقات و المصالح بين الدول المصدرة للاستثمار والدول المستقبلة له، وبالتالي ضمان تفاهم أكبر لسياسات و التوجهات الدول.

وأوضح  أن لغة المصالح  مع كبريات الشركات العالمية من اوروبا و آسيا و أمريكا  وغيرها في باقي دول العالم  ستمكن من المحافظة على مصالح الدولة وتدفع بها إلى الأمام ، حيث ستشكل هذه الشركات قوى ضغط  تصب في مصلحة الدولة ، قائلا:” إنها خطوة ضرورية يجب المضي فيها و نشجع جميع المبادرات التي تأتي من القطاع العام او القطاع الخاص للاستثمار بقوة في كبريات الاقتصاديات العالمية .”.

المركزي داعم وضامن

يذكر أن مصرف قطر المركزي يمتلك احتياطيا يبلغ 40 مليار دولار بالإضافة إلى الذهب بينما يمتلك جهاز قطر للاستثمار حوالي 300 مليار دولار.

وكان محافظ قطر المركزي  أكد على أن الاقتصاد القطري قادر على تحمل أي صدمة مالية ناجمة عن أزمة الحصار التي فرضتها أربع دول عربية على دولة قطر، مشيرا  إلى  أنه ليس هنالك ما يدعو للقلق مضيفاً أن لدى دولة قطر ما يكفي من سيولة لمواجهة أي نوع من الصدمات.

ويمتلك جهاز قطر للاستثمار  اصول  ضخمة في أوروبا على وجه الخصوص، حيث قدرت الحكومة البريطانية مجموع استثمارات الجهاز في المملكة المتحدة  بما لا يقل عن 45 مليار دولار، من بين تلك الاستثمارات ناطحة السحاب شارد ف ي لندن ي  وحصص في شركة رويال داتش شل للطاقة وشركة سينسبري لمتاجر التجزئة، وفضلا عن ذلك فإن قطر مصدر لنحو  90% من واردات بريطانيا من الغاز الطبعي المسال.

خارطة استثمارات أوروبية

ومن أكبر استثمارات قطر في أوروبا حصتها في شركة فولكسفاغن الألمانية للسيارات التي تبلغ 17%من إجمالي الشركة وتقدر قيمتها بـ11 مليار دولار.

وتملك الدوحة أيضا 9% من شركة غلينكور البريطانية السويسرية لتجارة السلع الأولية والتعدين، كما تملك أكثر من 6% من أسهم بنك باركليز، و22% من شركة سينسبري.

على الرغم من أن الاستثمارات الرئيسية لقطر تركزت في أوروبا فإن الدوحة تطلعت في السنوات الأخيرة إلى الولايات المتحدة، ووضع خططا لاستثمار 35 مليار دولار في البلاد بحلول عام 2020. وقد استحوذ الجهاز على نحو 10% من شركة “إمباير إستيت ريالتي تراست” المالكة لمبنى “إمباير إستيت” الشهير في عام 2016، وفي العام نفسه كان جهاز قطر للاستثمار رابع أكبر مستثمر في المباني الإدارية بالولايات المتحدة.

وفي العام الماضي أيضا استحوذت مجموعة “بي أن” الإعلامية القطرية على شركة “ميراماكس” السينمائية الأميركية.

كما أبرمت قطر بالشراكة مع شركة غلينكور صفقة مهمة في روسيا في ديسمبر بلغت قيمتها 11 مليار دولار، فقد اشترى الطرفان معا حصة في شركة “روسنفت” الحكومية العملاقة لإنتاج النفط.

وتبلغ حصة قطر وحدها في روسنفت 9.75% وتقدر قيمتها بـ6.8 مليارات دولار،ويضاف هذا الاستثمار إلى محفظة قطرية متنامية في روسيا، فقد اتفقت قطر في يوليو على شراء نحو 25% من مطار سان بطرسبرغ.

بالإضافة إلى ما تقدم في جهاز قطر للاستثمار عام 2014 إن الجهاز ينوي استثمار ما يصل إلى عشرين مليار دولار في آسيا على مدى ست سنوات وتوسيع مكاتبه في بيكين و الهند

واتفق الجهاز في 2016 على شراء برج “آسيا سكوير 1” في سانغافورة   مقابل 2.5 مليار دولار، وهي أكبر صفقة عقارات إدارية في سنغافورة، ويملك الجهاز حصة بنحو 13% في البنك الزراعي الصيني تقدر قيمتها بـ1.7 مليار دولار، وهو من أكبر بنوك الصين.

 

السابق
1.5 مليار ريال صادرات الشركات غير النفطية في مايو بنمو 12.2%
التالي
4 ملايين فقير في السعودية.. لماذا؟!!