أوسلو – النرويج – وكالات:
قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، إن دول الحصار لم تقدم إلى الآن، وبعد 73 يوماً من الحصار، أي دليل يدعم اتهاماتها لدولة قطر بدعم الإرهاب.
وأضاف سعادته، خلال مؤتمر صحافي، أمس، مع سعادة السيد بورغي بريندا، وزير خارجية مملكة النرويج، أنه ناقش مع نظيره النرويجي العديد من القضايا، ومنها الحصار الذي تتعرض له دولة قطر من ثلاث دول خليجية، بالتنسيق مع مصر، حيث اتهمت تلك الدول قطر بعدة اتهامات لم تتمكن إلى الآن من إثبات أي منها، ولم تقدم أي دليل عليها.
وأعرب عن شكره لموقف النرويج الداعم للوساطة الكويتية.. مؤكداً في الوقت نفسه أن دولة قطر لم تشأ أن تقابل بالمثل سلوك دول الحصار، بل اختارت النهج الهادئ وتجنّبت تصعيد الموقف في المنطقة التي لا تحتمل المزيد من التصعيد، معرباً عن أمله أن تقوم دول الحصار بالشيء ذاته، وأن تحذو حذو قطر، وأن تكون أكثر استجابة للوساطة الكويتية.
وأشار سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إلى أنه تمت مناقشة الوضع في غزة وكذلك في الشرق الأوسط وعملية السلام، إضافة إلى ملفات ليبيا وسوريا واليمن والصومال وأفغانستان.
وردّا على سؤال بشأن قرار السعودية بالسماح للحجاج القطريين بدخول أراضيها لأداء مناسك الحج، قال سعادته إن «هناك أكثر من مئة شخص دخلوا الأراضي السعودية حتى الآن، لكن السلطات السعودية لم ترد حتى الآن على مطلب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة قطر بشأن تأمين سلامة الحجاج القطريين، وهذا يعني أن سلامة من يتجاوز الحدود القطرية إلى الأراضي السعودية باتت من مسؤولية السلطات السعودية».
وأضاف «إن علاقاتنا مع السعودية لم تصل سابقاً إلى هذا المستوى من التأزم، وقد وصل الأمر إلى سنّ قانون في المملكة يمنع حتى التعاطف مع دولة قطر تحت طائلة الغرامات والسجن، وهذا ما يدعونا إلى القلق على أبناء شعبنا، خاصة في ظل ما يقوم به الإعلام السعودي من نشر للكراهية ضد الشعب القطري، لذلك ندعو السلطات السعودية إلى الاستجابة لمطلب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والابتعاد عن تسييس مسألة الحج، فمنع الحج كان لأسباب سياسية، وجاء السماح الآن لأسباب سياسية».
وبشأن ما إذا كانت خطوة السعودية قد جاءت نتيجة للوساطة الكويتية، أم بسبب وساطة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، قال سعادته «لقد عبّرنا منذ يومين في رسالة إلى سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، عن استعدادنا للتعامل مع الوساطة الكويتية واحترامنا لها، لكن الدول الأربع المحاصرة لم يرد منها شيء حتى الآن بهذا الشأن، بل رأينا منها سلوكاً تصعيدياً واستمراراً لمحاولة التسويق لتهمة دعم قطر للإرهاب دون تقديم أي دليل، حتى وصل فيهم مرحلة من اليأس أن يشتروا ثواني معدودات في القنوات الغربية، لينشروا فيها إعلاناتهم، وللأسف هذا هو السلوك المستمر من قبلهم وهو الذي اعتدناه منذ بداية الأزمة».
وتابع سعادته قائلاً «إن الحديث عن أن السماح بدخول الحجاج القطريين جاء نتيجة وساطة، فذلك يؤكد أنهم هم من سيّس الحج، أمّا بالنسبة لزيارة الشيخ عبدالله بن علي ولقائه بولي العهد السعودي، فقد كان ذلك لأسباب شخصية، وليس لدينا أي معلومات عن استقبال الملك سلمان له».
وأكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن القول بأن السماح للحجاج القطريين بأداء مناسكهم قد جاء بالوساطة، ما هو إلا استكمال لسلسلة المؤامرات التي تحاك ضد دولة قطر منذ بداية هذه الأزمة، وتكرار للتاريخ الذي يعيد نفسه منذ 1996».