الإسمنت والبوتمين.. ميناء حمد: رأس الحربة في كسر الحصار

الدوحة – بزنس كلاس:

شكل ميناء حمد البحري رأس حربة في كسر طوق الحصار الذي حاولت بعض الدول فرضه على قطر منذ 5 يونيو / حزيران الماضي، حيث يبدو لمن يتجول في أرجاءه أنه تحول بين ليلة وضحاها إلى خلية نحل لا تهدأ ليلاً أو نهاراً. وكما قال حضرة صاحب السمو في خطابه ليلة أمس “رب ضارةٍ نافعة”، فقد تسارعت العمليات في المرفئ لتصل 30% من البضائع إلى قطر عن طريق الميناء بخط مباشر مع جهود جبارة تبذلها “موانئ” لرفع هذه النسبة حتى 70% بحلول نهاية العام الحالي. كما استقبل الميناء عدد كبير من السفن التجارية. وقدر عدد الحاويات التي تم وسيتم استقبالها وتفريغها من السفن التي استقبلها في يوليو بـ 42 ألف حاوية مقارنة بـ 24 ألف في يوينو الماضي.

وفي التفاصيل، كشف الكابتن حسين أحمد المقيف الرئيس التنفيذي للموانئ بالإنابة ومدير مينائي الدوحة والرويس، أن عدد الحاويات التي يستقبلها ميناء حمد سيتضاعف خلال شهر يوليو الجاري ليبلغ 42 ألف حاوية مقارنة بنحو 24 ألف حاوية في شهر يونيو الماضي، متجاوزا بذلك الحصار الذي تفرضه بعض الدول المجاورة على دولة قطر، وأن نحو 30% من البضائع بدأت تصل الدوحة مباشرة عبر ميناء حمد منذ أول ثلاثة شهور من تشغيل الميناء.. لافتا إلى أن الشركة تعمل حاليا على رفع هذه النسبة إلى نحو 70 بالمائة بنهاية العام الحالي.

وقال السيد المقيف إن الحصار الذي فرض على دولة قطر دفع الشركة إلى البحث عن فرص وبدائل أخرى لاستقبال سفن البضائع بشكل مباشر من الدول المصدرة وصولا إلى قطر دون التوقف في وجهة أخرى على غرار منطقة جبل علي، حيث ربطت “مواني قطر” ميناء حمد بخطوط مباشرة جديدة مع موانئ صحار وصلالة بسلطنة عمان، و”نافاشيفا” و”موندرا” في الهند، وميناء إزمير بتركيا.

وأضاف أنه في السابق كانت سفن الشحن الكبيرة تضطر إلى التوقف في موانئ أخرى لعدم قدرة ميناء الدوحة على استقبال هذه السفن الكبيرة ولكن الامكانيات الكبيرة المتوفرة في ميناء حمد يجعله يستقبل أكبر السفن في العالم وبطاقة استيعابية كبيرة.

وأكد أن الحصار المفروض على قطر منذ 5 يونيو الماضي لم يؤثر على حركة الملاحة في ميناء حمد بل على العكس ساهم ذلك في رفع عدد سفن الشحن القادمة إلى قطر، وفي نفس الوقت ساعد أيضا في تسريع وتيرة العمل على استكشاف خطوط مباشرة جديدة تساعد على تسهيل حركة تدفق البضائع.

وأشار إلى أن ميناء حمد استقبل مؤخرا أكبر سفينة خاصة بنقل الاسفلت وعلى متنها 32 ألف طن من الاسفلت قادمة من اليونان.

كما أوضح أن ميناء حمد لديه إمكانيات لاستقبال 1150 حاوية مبردة في الوقت نفسه.

 

من جانب آخر، أكد المقيف، أن سفناً تحمل مواد بناء رست في ميناء حمد وجارٍ تفريغها تمهيدا لشحنها لمواقع المشروعات المختلفة. وأضاف، أنه لأول مرة تصل الميناء سفينتان تحملان مادة البوتمين المستخدم في الاسفلت، وفقا لما نشره موقع «العربي الجديد». وكانت الدوحة  تستورد البوتمين من البحرين قبل فرض الحصار الجائر عليها في 5 يونيو.

وكشف المقيف عن وصول مركب لميناءَ حمد يحمل آلاف الأطنان من الأسمنت قادمة من إيران لتلبية احتياجات السوق المحلية، سواء لأغراض البناء والتشييد أو لمشروعات البنية التحتية التي تعد مادة الاسمنت أحد أبرز مكوناتها.

وكانت وسائل إعلام محسوبة على دول الحصار قد زعمت مرات أن نقص مواد البناء يهدد المشروعات القطرية خاصة المرتبطة بكأس العالم 2022 وذلك بعد إغلاق السعودية الطريق البري الوحيد الذي كانت الدوحة تستورد معظم مواد البناء من خلاله.

وفيما يتعلق بمواد البناء كالزلط والرمال وغيره، قال المقيف إن قطر تمتلك مناجم من مواد البناء الخام داخل سلطنة عُمان، كما تمتلك كسارات وأجهزة لتحويل المناجم إلى مواد بناء، مشيراً إلى أن قطر كانت قبل الحصار تستورد بعض هذه المواد من الإمارات وسلطنة عُمان، إلا أنه بعد الحصار يتم الاستيراد من عُمان وبكميات تكفي احتياجات السوق المحلية كاملاً.

وفيما يتعلق باستيراد المواد الغذائية قال مدير ميناء الدوحة، إن الميناء يستقبل يومياً عشرات الحاويات والسفن المحملة بالمواد الغذائية، وأن الميناء جاهز لاستقبال هذه المنتجات، حيث يمتلك ما بين 1500 و2000 نقطة استقبال وحاوية مبردة.

وقال إن ميناء حمد استقبل قبل 12 يوماً أول سفينة تركية قادمة من مدينة أزمير وعليها 4 آلاف طن من المواد الغذائية.

ولفت إلى أن ميناء حمد يصنف على أنه ميناء عالمي يمكنه استقبال كل الحاويات العملاقة القادمة من كل دول العالم، وأن لديه الإمكانيات الفنية لاستقبال أي حاوية مهما كان حجمها وقدرتها الاستيعابية.

وقال إن استثمارات المرحلة الأولى لميناء حمد  بلغت 27 مليار ريال قطري ما يعادل 7.4 مليارات دولار، وأنه جارٍ تنفيذ المرحلة الثانية للميناء لزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 6 ملايين حاوية مقابل مليوني حاوية حالياً، كما أن ميناء حمد لديه محطات لاستقبال البضائع العامة والسيارات وسفن الإمداد وسفن الصب.

وأضاف، عقب فرض الحصار على قطر تم تنويع المناشئ عبر إبرام اتفاقيات تجارية وشراكات جديدة، مشيراً إلى أن هذه الشراكات تشمل دولاً بشرق آسيا كالهند والصين وسنغافورة، ودولاً بشرق أوروبا وشرق أفريقيا وأميركا، وأنه جارٍ استقبال حاويات من مناطق أخرى.

وحول الموانئ التي تم استبدالها بجبل علي الإماراتي ومدى قدرة قطر على استقبال سفن من دول المنشأ مباشرة  لميناء حمد دون ميناء وسيط، قال إننا نعمل حالياً على خطة يتم من خلالها تسيير الحاويات المحملة بالواردات القطرية مباشرة من دولة المنشأ لميناء حمد ، وأكد أنه بشكل مؤقت وعقب فرض الحصار تم استبدال جبل علي بموانئ وسيطة من أبرزها صلالة وصحارى بعمان، وميناءين بالهند منهما ميناء موندرا، كما نبحث إضافة موانئ في دول أخرى.

وأضاف أن قطر تستورد نحو 30% من وارداتها بشكل مباشر والباقي عبر موانئ وسيطة، وأن الخطة تستهدف زيادة النسبة إلى 100% بحيث يتم الاستغناء عن الموانئ الوسيطة.

من جهته قال مدير عمليات ميناء حمد ، القبطان عمر الخياط، إن الميناء يستقبل نحو 40 ألف حاوية مكافئة تحوي كل السلع من مواد غذائية وسيارات ومواد بناء وكل احتياجات السوق المحلية.
وأضاف أنه مع تنويع الشراكات التجارية لقطر عقب الحصار فإن الحاويات العملاقة تتدفق من عشرات الأسواق العالمية خاصة من دول شرق أسيا.

السابق
تعرفوا على أول تغريدة بين تيم حسن ووفاء الكيلاني!
التالي
مواقع الرادارات المتحركة اليوم السبت 22 يوليو