الأشجار صانعة الظل ومانحة توفير الأكسجين وسيدة المناخ المعتدل تعطي الإنسان شعوراً بالراحة النفسيّة والهدوء والراحة والأمان، وتساعد أيضاً في حدوث التوازن البيئي وتعمل على امتصاص المياه الزائدة على الأرض لمنع حدوث الانجرافات وتساعد في الحصول على الأخشاب وإنتاج الحطب وتعدّ مصدراً للكثير من الأدوية.
ولكنها تتعرض دائماً لعمليات قطع جائر تهدد بفنائها وربما بفناء كوكب الأرض.
أجرى علماء من جامعة شيكاغو في الولايات المتحدة بحوثاً علمية، اكتشفوا خلالها أن الأشجار تؤثر إيجابياً على صحة ومزاج الإنسان وأن التجوال بينها يعطي إحساساً بالراحة والاسترخاء ويعمل على تعديل ضغط الدم، ما يؤثر إيجابياً في عمل القلب كما أنها تساعد في التخلص من الاضطرابات النفسية.
هل تشعر النباتات وتدرك خطورة ما يحدث لها؟
لا بد أنك قد سألت نفسك هذا السؤال يوماً ما. هل تشعر النباتات مثلنا أم لا؟
العلم الحديث تولى الإجابة على السؤال الافتراضي، وأكد عبر بحوث دقيقة أن النبات لا يحس فقط بل يرى ويسمع ويلمس ويتذوق ويفرح ويخاف ويضطرب ويحتاج للرعاية.
قام أحد العلماء باستخدام جهاز يسمى (بوليجراف) وبتثبيت قطبي الجهاز على سطح ورقة سميكة من أوراق نبات الظل الموجود في حجرة مكتبه وبدأ سقي النبات بالماء، مع متابعة حركة المؤشر في الجهاز فاكتشف أن ذبذبات مؤشر الجهاز هي نفسها الذبذبات التي تنتج عند شعور الإنسان بإثارة عاطفية!
والمثير للدهشة، أنه عندما حاول العالم أن يشعل عود ثقاب ويقربه من ورقة النبات حدثت قفزة فجائية في ذبذبات المؤشر، وكأن النبات قد فهم ما ينوي أن يقوم به العالم.
النباتات أيضاً تستخدم التخاطب تحت سطح الأرض لإبعاد جذورها عن بعضها البعض، والنمو بدون احتكاك، كما أكدت بعض الدراسات أن النباتات تستخدم إشارات كيميائية تنطلق عبر الهواء وعن طريقها يمكن التخاطب مع جيرانها.
وقد لاحظ العلماء أن بعض النباتات تصدر أصواتاً أشبه بالبكاء إذا تعرضت للعطش.
برنامج يستخدم تقنية الشجر
أعلن معهد “صندانس” للفنون عن برنامج يُعرف باسم “New Frontier Program”، تم عرضه خلال مهرجان تريبيكا السينمائي الذي نظم في الفترة 19 – 29 أبريل/نيسان 2017.
أحد المشاريع الموجودة في هذا البرنامج يُعرف باسم شجرة، وقد اشترك في هذا المشروع كل من معهد صندانس وتحالف الغابات المطيرة.
ويتيح لك هذا المشروع أن تعيش تجربة كونك شجرة من الأشجار، وتجرب أن تشعر بكل شيء كشجرة وتتفاعل مع البيئة المحيطة بك بداية من كونك شتلة في البداية وبعدها تنمو أكثر فأكثر وتصبح شجرة في الغابات المطيرة.
وحين تجرب تقنية الواقع الافتراضي هذه ستحاكي فروع الشجر ذراعيك، بينما الجذع هو جسمك. أي أنك تجرب أن تكون شجرة بمعنى الكلمة.
ما الهدف من هذا المشروع؟
كل من يجرب هذه التقنية سيدرك أهمية الأشجار وأثرها على البيئة فهي إحدى أساسيات وجود الحياة على كوكبنا. وسيدرك أنه لا بد من المحافظة على الطبيعة والنباتات، وعدم إزالة الأشجار، فبعض الناس يقطعون الأشجار للحصول على الدفء وصناعة الأثاث من دون أن يدركوا خطورة ذلك على البيئة. تساهم الأشجار بشكل كبير في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وقطعها يؤدي إلى تفاقم المشكلة ولذلك لا بد من منع التسارع المتزايد في إزالة الغطاء النباتي لحماية كوكبنا.