ذكرت مجلة “لي ديكوريشن” الفرنسية المتخصصة في الديكور، أن العشرات من مهندسي الديكور حول العالم، أكدوا خلال استطلاع للرأي أجري على الموقع خلال شهر يناير الماضي، أن الأسقف المعلقة هي أسوأ ما ابتكره مصممو الديكور حول العالم خلال القرن الماضي والحالي، حتى بالرغم من انتشاره بشكل كبير في العالم، خاصة في الشركات والمؤسسات وعيادات الأطباء وغيرها من المنشآت التى تهتم بالشكل أكثر من المتانة أو المضمون عموما.
رخيصة وسريعة
أقر 1881 مهندسا من أصل 2000 مهندس شملهم الاستطلاع، أن الأسقف المعلقة رخيصة الثمن وسهلة التركيب، وبالتالي فهي سريعة ولا تستغرق وقتا لانشائها، كما أنه يضفي إطلالة جيدة للغرف وخاصة المساحات الضيقة، الأمر الذي ساعدها على الانتشار بشكل كبير جدا في أمريكا وأوروبا خلال القرن الماضي، وفي المشرق العربي ثم على مستوى العالم في سنوات قليلة.
وقد ساهم الإقبال الكبير على الأسقف المعلقة حول العالم في تفتح الرؤية الإبداعية لدى مهندسي الديكور لابتكار أشكال وتصميمات متنوعة من الأسقف المعلقة، وكلما مر الوقت اكتسبت التصميمات المزيد من المميزات الإضافية التى كانت تستأثر اهتمام متتبعي عالم الديكور، وأهمها انخفاض التكاليف أكثر وسهولة الفك والتركيب، لكن كل هذا كان على حساب المتانة وطول العمر والإطلالة التراثية الجميلة التى كانت تضيفها “فورمات الجبس” في الأسقف واللوحات التزينية من الجبس والتى ابتكرت من حضارات قديمة مثل الحضارة الرومانية القديمة والحضارة العريقة في الأندلس، وأخيرا حضارة عصر النهضة في أوروبا.
عيوب الأسقف المعلقة
وذكر عدد من المهندسين المشاركين في الاستطلاع في تحرير استمارات “شرح وجهة النظر”، أنه مع طول فترة الإقبال على الأسقف المعلقة تبين أن العيوب أكثر من المميزات ما يجعل الأسقف التقليدية أفضل بكثير وأقل تكلفة على المدى البعيد، حيث أن الأسقف المعلقة بدت غير عملية بسبب سرعة تغير ألوانها، وتآكل القطع أو “البلاطات” المعلقة من الحواف بشكل كبير، كما أنها عرضة للسقوط بشكل أكبر من الأسقف الثابتة أو حتى “الجبسية”، كما تبين من الممارسة أيضا أن نسبة كبيرة من الذين لجأوا إلى تركيب الأسقف المعلقة قد اضطروا إلى إزالتها في وقت سريع ربما أقل من عام وإعادة السقف التقليدي كما كان، وهذه الأمور رصدتها عشرات الأبحاث العلمية في الجامعات الأوروبية والأمريكية خلال الفترة من منتصف تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن، بالأرقام والمعدلات الدقيقة.
وقد أكدت على أن أسوأ الاسقف المعلقة هي تلك التى تزود بالنباتات المتسلقة داخل المنزل، فهي تتلف سريعا بسبب الرطوبة التى يتسبب فيها النبات، بالإضافة إلى جذب الحشرات والطفيليات وإضفاء إطلالة كئيبة بعد فترة قليلة من التركيب وخاصة بعد أن تتفاعل النباتات مع الطلاء منتجة ألوانا كئيبة وغير صحية.
وأوضحت الأبحاث على أن الاتجاه السائد الآن حول العالم هو السقف “السادة” الموحد اللون والمزين بالقليل من “فورمات” الجبس وقاعدات الإضاءة، وسوف يستمر الإقبال عليها فترة طويلة في المستقبل.