اكتشاف موقع أثري جديد في قطر

يعتبر ثاني أكبر موقع للنقوش الصخرية بعد الجساسية..

الموقع الأثري يقع في الشحانية واكتشفه أحد سكان المنطقة

فيصل النعيمي: الموقع الجديد سيغير تاريخ الخريطة الأثرية للنقوش الصخرية في قطر

أعلنت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، عبر حساباتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، عن اكتشاف موقع أثري جديد في قطر، يعتبر ثاني أكبر موقع للنقوش الصخرية بعد الجساسية.

ويقع الموقع الأثري في منطقة الشحانية، وهو عبارة عن نقوش صخرية على شكل وردة يرجح أنها ترمز إلى إحدى الألعاب الشعبية القديمة، ويتميز الموقع بوجوده وسط الدولة على خلاف الاكتشافات الأثرية السابقة التي تتركز على الساحل.

ويأتي اكتشاف الموقع الأثري الجديد في إطار جهود متاحف قطر في مجالات الآثار، والحفاظ المعماري والسياحة الثقافية، من خلال التنقيب على البنى التراثية والمواقع الأثرية في جميع أنحاء قطر والحفاظ عليها وتوثيقها وأرشفتها لتكون بمثابة ذاكرة للأجيال القادمة.

الموقع الأثري

وتقول قصة اكتشاف الموقع الأثري الجديد، بأن إدارة الآثار بمتاحف قطر قد تلقت اتصالاً من المواطن علي مطر الدوسري وهو أحد سكان منطقة الشحانية، يبلغهم باكتشاف نقوش صخرية، وعلى الفور انتقلت الإدارة إلى الموقع، وقامت بعملية ومسح وتنقيب واسعة بالإحداثيات المرتبطة بالأقمار الصناعية، وخلال ذلك تم رصد الموقع الأثري والذي يعتبر ثاني أكبر موقع للنقوش الصخرية بعد الجساسية، وتم في هذا الإطار توثيقه وأرشفته وتحديد نطاقه الجغرافي، استعداداً لحمايته ومعرفة تاريخه الدقيق وذلك بالتعاون مع الجامعات والبعثات الأثرية الخارجية.

أهمية الموقع

السيد فيصل عبدالله النعيمي، مدير إدارة الآثار في متاحف قطر، أكد على أهمية الموقع الأثري الجديد واختلافه عن المواقع الطبيعية الأخرى في قطر، لافتاً إلى أن الموقع الأثري الذي تم اكتشافه سيغير تاريخ الخريطة الأثرية للنقوش الصخرية في قطر.

كما وأوضح النعيمي بأنه قد تم تسجيل الموقع الأثري الجديد وأرشفته بعد عملية المسح والتنقيب فيه، وهو يعتبر من أهم المواقع الأثرية في الدولة، مشيراً إلى أنه بمجرد إبلاغ إدارة الآثار بمتاحف قطر بوجود الموقع تم مباشرة العمل فيه.

من جانبه أعرب المواطن علي مطر الدوسري عن سعادته باكتشاف الموقع الأثري الجديد، لافتاً إلى أنه من المهتمين بالآثار والنقوش الصخرية، وقد استطاع أن يكتشف هذا الموقع لشغفه بالتاريخ وحياة الأجداد بالماضي.

الاهتمام بالآثار

ويقوم فريق الآثار والترميم بمتاحف قطر بالتنقيب في مناطق من قطر كانت في الماضي تعرف ازدهارا كبيرا، وترميمها وصونها، من قرى وتجمعات سكنية تعود إلى العصر البرونزي وإلى قصور العصور الوسطى، وحصون القرن التاسع عشر، والقرى والأبراج والمساجد، متخذة في هذا المجال شعار “نبقي التاريخ حيًا” بهدف التغلغل في أعماق الماضي واكتشاف الآثار التي خلفها، وحماية المواقع التراثية والحفاظ عليها للأجيال القادمة ثم تنميتها بغية استقطاب الزوار وتثقيفهم حول ثقافة دولة قطر وتاريخها الغنيين، حيث يشمل قطاع التراث الثقافي التابع لمتاحف قطر، مجالات الآثار، والحفاظ المعماري والسياحة الثقافية، حيث تقوم إدارة الآثار والممارسات الأثرية في الدولة بحفظ المواقع الأثرية وحمايتها وتعزيزها، بهدف تحقيق التقدم في مجال الآثار بشكل عام، من خلال فتح أبواب الحوار مع المجتمع الدولي، واستضافة أخصائيين من مختلف بقاع العالم، إلى جانب بناء الخبرات التي تتحدى الاعتيادي والقواعد، وتصميم الأنشطة في المراكز المخصصة للزوار لتحث وتحفز الجمهور على التفاعل والحماس، فضلاً عن تقديم برامج لدراسات علم الآثار بالتعاون مع مع كلية لندن الجامعية في قطر، وهو ما سيفتح المجال أمام السكان المحليين المهتمين بهذا الموضوع، ومن ثم فتح آفاق أوسع في المستقبل.

ويعمل فريق الآثار في مناطق أخرى من العالم أيضا، وهو ما يتيح له تبادل المعارف والخبرات، ويساعدهم على الدخول في حوار أوسع حول المعرفة، في حين يعزز الخبرات في مجال البحوث ومن أبرز تلك المشاريع المشروع القطري السوداني للآثار، والذي يهدف إلى تطوير البحوث وحماية التراث في جمهورية السودان.

المحافظة على التاريخ

وتشمل الأنشطة التي يقومها بها فريق الآثار للمحافظة على التراث في دولة قطر، المسوحات الميدانية، وتوثيق وتسجيل المباني، وجمع وتحليل البيانات المتوفرة من مصادر المشاريع وقواعد البيانات العلمية والتجارية، والحفر الاختباري والحفريات الإنقاذية، حيث يتم القيام بها قبيل البدء بأي مشروع إنمائي وهي أساسية للتأكد ما إذا كان مشروع إنمائي ما يؤثر على أصول التراث أو يُغيرها، ويتعين على المطورين في دولة قطر الحصول على “شهادة عدم ممانعة” تصدرها لهم متاحف قطر خلال مرحلة تصميم مشاريعهم، حيث يمكنهم هذا الإجراء من اكتشاف المناطق التراثية وتسجيلها ودراستها، والأهم من ذلك تدبير حمايتها المستقبلية.

الجساسية

ويعد موقع الجساسية أحد المواقع العديدة ذات النقوش الصخرية في قطر، حيث تم اكتشاف الموقع أول مرة عام 1957، ثم شُرع بدراسته بشكل أعمق عام 1974، وقد صُنِّف 874 من النقوش الفردية وأخرى مركبة، تتألف أساسا من حفر مستديرة تشبه علامات أكواب بأشكال مختلفة بما في ذلك الصفوف، والوريدات والنجوم، كما تتكون من نقوش أخرى كنقوش للقوارب، وآثار للأقدام ورموز وعلامات أخرى تضفي قدرًا من الغموض، ويعتقد أن علامات الأكواب هذه استخدمت في ألعاب لوحية قديمة، كلعبة “المنقلة” والتي كانت تعرف في قطر بـــــ”الحالوسة أو “الحويلة”.

جزيرة بن غانم

من أبرز المواقع الأثريّة التي قام فريق الآثار والتنقيب بالعمل فيها جزيرة بن غانم الواقعة في الخور، فبحسب الفريق كانت هذه الجزيرة الوحيدة من نوعها في منطقة الخليج العربي التي كانت تستعمل خلال العصر البرونزي كموقع لصناعة الصبغ، تتميز كذلك هذه المنطقة بشجر الأيكة الساحلية (المانجروف) التي تجعل من المكان الموقع المثالي لمراقبة الطيور.

السابق
السعودية تبيع القضية و”عكاظ” تلفق قصة اتفاق قطر على الفلسطينيين
التالي
إيريك شوفالييه سفير فرنسا لدى قطر: أول طائرة رافال تصل الدوحة بداية العام يقودها طيار قطري