أعلنت وزارة الثقافة المغربية، مساء الأربعاء 7 يونيو/حزيران 2017، أن فريقاً علمياً مغربياً ألمانيّاً اكتشف ما قالت إنها “بقايا أقدم إنسان لصنف الإنسان العاقل”، في موقع جبل إيغود بمحافظة اليوسفية وسط المملكة.
و”الإنسان العاقل الأول” هو نوع منقرض شبيه بالإنسان، عاش في إفريقيا قديماً، ويُقصد به الإنسان العاقل البكر أو أوّل إنسان عاقل، ويرجح أن هذا النوع هو السلف المباشر للإنسان العاقل الذي تطور بعد ذلك.
وأضافت الوزارة المغربية، في بيان تلقت “الأناضول” نسخة منه، أن الفريق الدولي تمكن من اكتشاف بقايا عظام إنسان ينتمي إلى فصيلة الإنسان العاقل البدائي، وبقايا غزال، وأدوات حجرية مصنوعة من حجر الصوان، الذي تم استقدامه إلى الموقع، وذلك في جبل إيغود.
وأوضحت أنه تم تحديد تاريخ هذه البقايا والأدوات بنحو 300 ألف سنة قبل الآن، وذلك بواسطة التقنية الإشعاعية لتحديد العمر.
وتابعت الوزارة المغربية: “ومن ثم، فإن هذه العظام تعد أقدم بقايا لفصيلة الإنسان العاقل المكتشفة إلى يومنا هذا، حيث يفوق عمرها عمر أقدم إنسان عاقل تم اكتشافه إلى الآن بنحو 100 ألف سنة”.
وكان الفريق العلمي، الذي توصل إلى هذا الاكتشاف، تحت إشراف كل من الباحث المغربي عبد الواحد بن نصر، عن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الثقافة والاتصال المغربية، والباحث الألماني جان جاك يوبلان، عن معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا المتطورة في ألمانيا، بحسب البيان المغربي.
وبحسب دراستين نشرتهما، الأربعاء، مجلة “الطبيعة” العلمية الألمانية، فقد كان يُعتقد، قبل اكتشاف المغرب، أن مهد الإنسانية في شرق قارة إفريقيا، وظهور “الإنسان العاقل” يعودان إلى نحو 200 ألف عام.
غير أن تحليلات أجراها فريق دولي متخصص في الأنثروبولوجيا، بقيادة عالم الحفريات الفرنسي جان جاك هوبلين، على الحفريات التي عُثر عليها في جبل إيغود بالمغرب، أظهرت أن الإنسان المعاصر سكن -بلا شك- جزءاً كبيراً من إفريقيا منذ 300 ألف عام.
وبذلك، يكون هذا الاكتشاف هو أقدم أثر للجنس البشري حتى الآن.
ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن هوبلين قوله، خلال مؤتمر صحفي: “نتائجنا تفنّد مقولة أن الإنسان العاقل الأول عاش في شرق إفريقيا منذ 200 ألف عام”.
وأوضح أن “الإنسان العاقل” لا يعني إنسان العصر الحديث، وإنما “هو من جنسنا، لكن مع وجود اختلافات، خصوصاً فيما يتعلق بشكل الجمجمة، ومن ثم الدماغ ووظائفه”.
وشدد عالم الحفريات الفرنسي على أن الحفريات التي تم اكتشافها في جبل إيغود بالمغرب تعتبر الأقرب إلى الإنسان المعاصر من أي أنواع أخرى من الكائنات الشبيهة بالإنسان، مثل البشر البدائيين.