الدوحة – قنا:
تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، افتتح سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، أمس، فعاليات النسخة الأولى من معرض الغذاء والدواء ميدفود 17، والذي تنظمه غرفة قطر بالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة. ويهدف المعرض، الذي تستمر فعالياته في الفترة ما بين 24 وحتى 26 من الشهر الحالي، إلى فتح المجال أمام المصانع والشركات المختصة بصناعة المواد الغذائية والأدوية، لعرض منتجاتها، وإيجاد نوافذ تسويقية جديدة، إلى جانب إتاحة الفرصة أمام المصنعين لتبادل الخبرات والتجارب، والكشف عن مبادرات للقطاع الخاص هادفة لتحقيق الأمن الغذائي والدوائي للدولة.
ويجمع المعرض نخبة من كبار الشركات الغذائية والمصانع الدوائية المحلية، حيث تقتصر المشاركة في النسخة الأولى للمعرض على الشركات المحلية على أن تكون نسخته في العام المقبل ذات طابع دولي، تشارك فيها شركات عالمية وأسماء تجارية معروفة.
حضر الافتتاح كل من سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر، وأعضاء مجلس إدارة الغرفة، وممثلين من وزارة الطاقة والصناعة، بالإضافة إلى حشد كبير من رجال الأعمال.
فرصة لتبادل الخبرات
وبهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة: «إن المعرض أتاح المجال أمام المصانع المحلية لعرض منتجاتها أمام المستهلكين والشركات المختلفة.»
وبين السادة أن رؤية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى تدفع باتجاه تحقيق الاكتفاء الذاتي في كافة المجالات، وبالأخص قطاعي الغذاء والدواء، لافتاً إلى أن معرض ميدفود في نسخته الأولي ركز على الصناعات المحلية المختصة، وسيتم توسيع هذا المعرض في النسخ المقبلة من خلال إدخال المنتجات والشركات والمصانع العالمية، بهدف تبادل الخبرات معها.
التعريف بالمنتج الوطني
وأضاف أن معرض ميدفود يشكل فرصة حقيقية لتعريف الجمهور والمستهلكين المحليين بالمنتج الوطني، بالإضافة إلى أنه فرصة أمام رجال الأعمال لإبداء وإطلاق مبادراتهم ومشاريعهم الخاصة، والاستماع لهم في مجال الغذاء والدواء.
وأشار إلى أن مثل هذا المعرض فرصة للتشاور وتبادل الخبرات وعرض الإنجازات، بالإضافة إلى أنه فرصة أيضاً أمام الجهات الرسمية والحكومية لعرض الحوافز المقدمة للقطاع من قبل الدولة.
دعم المنتجات
من جانبه، قال سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس غرفة قطر: «إن معرض الغذاء والدواء في نسخته الأولى يعكس حرص دولة قطر على دعم المنتجات الغذائية الوطنية وتعزيزها، وتحفيز المستثمرين على الدخول في مشروعات إنتاجية جديدة في قطاعي الغذاء والدواء.»
انفتاح الاقتصاد
وأشار الشيخ خليفة، في تصريحات صحافية على هامش افتتاح المعرض، إلى أن غرفة قطر استجابت لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والتي أكد سموه خلالها «أننا مدعوون لفتح اقتصادنا للمبادرات والاستثمار، بحيث ننتج غذاءنا ودواءنا وننوع مصادر دخلنا ونحقق استقلالنا الاقتصادي».
تحفيز المستثمرين
وأوضح رئيس الغرفة أنه وفي هذا الإطار سارعت الغرفة إلى تنظيم هذا المعرض بالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة، من أجل إبراز المنتج الوطني وإعطائه كل الدعم. وأعرب الشيخ خليفة بن جاسم عن شكره لمعالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على رعايته الكريمة للمعرض، كما أعرب عن شكره لسعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة لافتتاحه المعرض.
ونوه بأن النسخة الأولى للمعرض اقتصرت على الشركات والمصانع المحلية من أجل دعمها، والترويج للمنتج الوطني نظراً لوجود بعض المنتجات الوطنية في السوق، والتي لا يعرف المستهلك المحلي أنها منتجات وطنية.
وأوضح رئيس غرفة قطر أن الدورات المقبلة للمعرض ستشهد مشاركة واسعة من مختلف دول العالم، وذلك في إطار تحفيز المستثمرين الأجانب على ضخ استثماراتهم في قطاعي الغذاء والدواء في قطر.
طفرة وشمولية
من جانبه، قال محمد بن طوار الكواري نائب رئيس غرفة قطر: «إن النسخ المقبلة من المعرض ستكون أكبر وأكثر شمولية، خاصة أن الصناعات الغذائية الوطنية ستشهد تطوراً كبيراً خلال الفترة المقبلة.
وأضاف بن طوار أنه يوجد رغبة كبيرة وحماس لدى رجال الأعمال القطريين للاستثمار في مجال الصناعات الغذائية، متوقعاً أن تشهد الدولة طفرة كبيرة في هذا المجال خلال السنوات القليلة المقبلة، كما أعرب عن تفاؤله بولادة العديد من المصانع الغذائية، وتلك المتخصصة في قطاعات الأدوية والمجالات الطبية.
ويأتي تنظيم المعرض ضمن سياق تعزيز شعار «صنع في قطر»، والذي يتم في إطار السعي لتطوير الصناعات الغذائية والدوائية، وزيادة نسبة مساهمتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي للدولة في هذين القطاعين.
صالح الشرقي: الصناعة المحلية تغلبت على الحصار
أكد صالح بن حمد الشرقي المدير العام لغرفة قطر، أن الهدف الأساسي من هذا المعرض هو الترويج للصناعات القطرية المحلية والإنتاج الوطني وأهمية هذا القطاع للدولة وضمان توصيلها للمواطنين، مشيراً إلى أن هذا المعرض هو بداية للمعارض التي تقدمها الدولة، وسيكون هناك عدد من المعارض القادمة في جميع القطاعات. وطالب الشرقي المجمعات والمراكز التجارية إعطاء الفرصة لهذه المنتجات بهدف إبرازها في المجمعات التجارية ووضع مكان مخصص لها حتى يطلع المستهلك عليها بسهولة.
وأشار إلى أنه في السابق، ونتيجة للمنتجات التي تأتي من الدول الأخرى، فإنه لم يتسنَّ للمواطن والمقيم التعرف على المنتجات الوطنية، بالتالي أخذت حيزاً كبيراً في العرض، متمنياً أن يكون مردود ذلك توعية كبيرة بالمنتج المحلي، وأن ينافس المنتج ويصدر للخارج.
التغلب على الحصار
وحول تأثير الحصار على الصناعة المحلية قال الشرقي إن الصناعة المحلية استطاعت التغلب على الحصار وأثبتت أن لها بصمة تاريخية في هذه الأزمة بالرغم من أن هناك بعض التوقعات التي كانت تشير إلى بعض التأثير في الأزمة، ولكن بفضل الله استطاع المنتج المحلي أن يوصل للعالم أنه قادر على تفادي هذه الأزمات، ونتيجة لذلك نجد المنتجات الوطنية مشاركة حالياً في هذا المعرض, وبيّن الشرقي أن المعرض وبحجمه الحالي يمثل جزءاً من المنتجات المحلية، وهناك بعض المنتجات التي غابت عن نسخة هذا العام ولكنها ستكون حاضرة في النسخة القادمة. الأمر الذي يبين للناس أن المنتج القطري قادر على أن يكون منتجاً مصدّراً للعالم.
تسهيلات من الوزارات
وقال الشرقي إن هذه المنتجات مدعومة بحزمة تسهيلات من كل الوزارات والأجهزة الحكومية، معلناً عن جملة تسهيلات أخرى في هذا المجال مثل تخصيص أراضٍ حكومية، وتمويل بنوك محلية لهذه الفئات، وستسعى الغرفة من خلال معارضها المحلية بالعمل على وضع خطة ترويج خارجي لهذه المنتجات من خلال الغرف الصديقة حول العالم، بأن يكون هذا المنتج متواجداً في جميع المحافل. وإن هناك تعاون كبير مع جميع الوزارات لتقديم تسهيلات، وتعمل جاهدة على توفير البيئة الصالحة لهذه المنتجات. وتوقع الشرقي أن تحقق قطر حلمها بتحقيق اكتفائها الذاتي من الغذاء قريباً جداً، بالرغم من بعض التأخيرات في قطاع الأعمال، إلا أن الهدف والرؤية موجودة وسيتم تحقيقها.
المنتج المحلي
وشدد الشرقي أن المنتج المحلي أصبح يغطي جزءاً كبيراً من احتياجات الدولة، موضحاً أن حجم المنتج المحلي ارتفع خلال فترة الحصار فقط بنسبة 15 %، مما يوحي بأن هذا القطاع واعد جداً ويستطيع أن يحقق الاكتفاء الذاتي قريباً، وهو مؤشر إيجابي يستطيع أن يصل لنحو 70 % زيادة في الإنتاج خلال عام.
وأضاف الشرقي أن هذا القطاع يعمل جاهداً بالرغم من بعض الصعوبات بأن يحقق الرؤية الوطنية في الاكتفاء الذاتي إن لم يكن بشكل كلي على الأقل بنسبة كبيرة جداً في الوقت الحالي.
الخيارين: «ودام» توفر فائضاً من اللحوم الحمراء في السوق
قال الرئيس التنفيذي لشركة ودام الغذائية عبد الرحمن الخيارين «نحن مسؤولون عن قطاع اللحوم، ونعمل على استيراد 90 % من اللحوم الحمراء لدولة قطر»، لافتاً إلى أن الحصار لم يؤثر على عمل الشركة، كون أغلبية المنتجات الواردة من اللحوم الحمراء ترد عبر الشحن الجوي والبحري، مما يقلل من تأثير الحصار وإغلاق الحدود من الدول المجاورة.
وبين أن هناك فائضاً في اللحوم الحمراء الموجودة في السوق المحلي، وما من داع للتخوف من نقصها حتى في المستقبل نتيجة تواصل الشركة مع العديد من المصادر الخارجية.