استقالة رئيس الحكومة اللبنانية.. أسئلة معلقة؟!!

الرياض – وكالات – بزنس كلاس:

في خطوة مفاجئة تحمل دلالات خطيرة بالنسبة للبنان والمطقة بشكل عام، أعلن رئيس الحكومة الللبنانية سعدالدين رفيق الحريري استقالة حكومته في خطاب متلفز من العاصمة السعودية الرياض في بادرة تعتبر الأولى ربما من نوعها في العالم ما يثير كثير من الأسئلة حول توقيت ومكان الاستقالة ويثير أكثر من علامة استفهام خصوصاً بعد تسريبات بأن حياة الرئيس الحريري باتت مهددة في لبنان حسب وصفه حين قال في معرض استقالته بأن أجواء لبنان اليوم تذكر بأجواء الأيام السابقة لاغتيال والده ورئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري حينها في شباط 2005.

وتأتي استقالة الحريري المفاجئة، فيما ذهب بعض المحللون لاعتبار الحركة الحريرية هذه وكأنها رفع اليد السعودية عن لبنان مؤقتاً في تمهيد غير مباشر يصب في خانة تأكيد التقارير الإعلامية الكثيرة التي تتحدث عن عدوان إسرائيلي مرتقب على لبنان من بوابة استهداف  “حزب الله اللبناني”.

وقالت صحيفة الانباء الكويتية : ان أجهزة مخابرات عربية أكدت لرئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، وجود مخطط لاستهداف حياته في لبنان. وقالت مصادر لبنانية : انه تم إحباط محاولة لاغتيال الحريري في بيروت قبل أيام، والمخططون عطلوا أبراج المراقبة لدى تحرك موكبه.

ومقابل هذه التصريحات أفاد الأمن العام اللبناني بأن لا علم لديه بالأخبار التي تتحدث عن محاولة اغتيال الحريري أو بأنه كان هناك محاولة لاغتياله في لبنان مؤخراً.

من جانبها، واصلت قناة “العربية” تولي مهمة التسويق لخبر استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري من منصبه، قبل ظهر اليوم السبت؛ وبعدما كانت أول من كشف عن هذه الإستقالة التي أُعلنت من الرياض، تحدثت القناة السعودية عن “إحباط محاولة اغتيال تعرض لها الحريري في بيروت قبل أيام”، وذلك “بعدما عطّل المُخططون أبراج المراقبة خلال تحرك موكبه”، لكن قناة “أو تي في” اللبنانية سارعت إلى نفي الخبر، مستندةً إلى “مصادر أمنية” لم تسمها.

 

ووسط هذه الأجواء الإعلامية، التي تحمل غايات سياسية، سارعت قوى الأمن الداخلي، إلى تحييد نفسها، فأصدرت بياناً رسمياً، نفت فيه أن تكون مصدراً للأنباء المتداولة، دون أن تؤكّد أو تنفي صحة مخطط محاولة الاغتيال، مكتفية بالقول إنه “ليس لديها أي معطيات”.

وجاء في بيان نفي قوى الأمن الداخلي: “تعليقاً عمّا يتم تداوله عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الأخبارية حول قيام شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي بإحباط محاولة لاغتيال دولة الرئيس سعد الحريري، يهم هذه المديرية أن توضح أن ما يتم تداوله غير صادر عنها أو عن شعبة المعلومات، وبالتالي فإنها ليست مصدر هذه الأنباء وليس لديها أي معطيات حول ذلك فاقتضى التوضيح”.

والإجراءات الأمنية التي يتخذها الحريري الإبن، شبيهة بتلك التي كانت متبعة أيام والده، رئيس الوزارء الأسبق رفيق الحريري، والتي تعتمد على فريق حماية خاص يتولى إدارة تفاصيل انتقال الحريري، بمواكبة من العسكريين في سرية حرس الحكومة التابعى لقوى الأمن الداخلي، كما يُشارك فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي (محسوب سياسياً على الحريري) في مواكبة تحركاته، وحراسة الفعاليات، التي يُشارك فيها بشكل شخصي.

​وألمح الحريري نفسه، إلى موضوع أمنه الشخصي خلال إعلان استقالته، مُستحضراً الأشهر القليلة التي سبقت اغتيال والده، والتي تخللها تعرضه لضغوطات سياسية كبيرة، قائلاً إنه “لمس ما يُحاك في الخفاء لاستهداف حياته”.ووضعت استقالة الحريري المفاجئة البلد في حالة صدمة وخوف من المجهول، خصوصاً أنها جاءت بعد يومين فقط على تأكيده أن “المملكة العربية السعودية حريصة على الإستقرار في لبنان”.

وعلّق النائب وليد جنبلاط، على استقالة الحريري بالإشارة إلى أن “لبنان أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لهذه الاستقالة”. وأضاف “كنت وسأبقى من دعاة الحوار بين السعودية وإيران”.

أما رئيس “التيار الوطني الحرّ” وزير الخارجية، وصهر رئيس الجمهورية، جبران باسيل، فطلب من محازبي التيّار التزام الصمت وعدم التعليق على الاستقالة في الوقت الراهن.

في حين، أعرب رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب، عن اعتقاده أن “الرئيس الحريري يخضع للإقامة الجبرية في السعودية”.

السابق
نمو القطاعات غير النفطية 4.7%.. صندوق النقد: الدوحة تجاوزت آثار الحصار
التالي
الذهب عند أدنى مستوى في أسبوع