عقد بالدوحة اليوم مؤتمر حول التكامل في الاتحاد الأوروبي وفي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي استعرض آفاق العلاقة بين الجانبين.
شارك في المؤتمر، الذي نظمه معهد الدوحة للدراسات العليا بمناسبة الاحتفاء باليوم الأوروبي، مجموعة من سفراء دول الاتحاد الأوروبي وممثلي دول الاتحاد في الدوحة، وعدد من المهتمين.
وناقش المؤتمر جهود التكامل بين الدول في مجلس التعاون الخليجي، وقارن بينها وبين التكامل في دول الاتحاد الأوروبي، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية الدول في كلا المنظمتين.
وقدم الدكتور عبدالله باعبود رئيس مركز دراسات الخليج في جامعة قطر عرضا تاريخيا عن تأسيس مجلس التعاون الخليجي.. لافتا إلى أهمية هذه المنظومة بالنسبة لدول المنطقة.
وأجرى الدكتور باعبود مقارنة بين جهود التكامل الخليجي وما يوازيه في دول الاتحاد الأوروبي، والدروس التي يمكن أن يستفيد منها مجلس التعاون الخليجي من التجربة الأوروبية.
وأشار إلى أن أوروبا بالنسبة للخليج هي أقرب منطقة اقتصادية وتكنولوجية وعلمية، وأن استقرار الشرق الأوسط مهم بالنسبة لكليهما ولتنمية التجاربة والاستقرار والاقتصاد.
من جهته، تحدث سعادة السيد ميشيل سيرفون دورسو رئيس المندوبية الأوروبية لدى قطر والبحرين وعمان والمملكة العربية السعودية وأمانة مجلس التعاون الخليجي عن التنسيق الأمني بين دول مجلس التعاون.. وقال إن “التنسيق يجري بشكل جيد فيما يخص التحديات الإقليمية التي تواجهها تلك الدول”.
ورأى أن الجانب الاقتصادي يتطلب الكثير من العمل اللازم،منها تحقيق العملة الخليجية الموحدة وغيرها من المبادرات التكاملية.. داعيا دول مجلس التعاون إلى الاستفادة من تجربة الاتحاد الأوروبي في تحقيق التكامل الذي تطور على مدى العقود السابقة كتحقيق السوق الموحدة والسياسة الخارجية.. مؤكدا على أهمية التعاون بين المنظمتين الإقليميتين وخصوصا في المجال الاقتصادي.
من جانبه، تحدث السيد نك ويستكوت مدير إدارة شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وحدة الخدمات الخارجية في الاتحاد الأوروبي عن إنجازات الاتحاد الأوروبي في تحقيق السلام والاستقرار “والتي جاءت نتيجة لبنية الاتحاد التي تسمح للدول بالانضمام أو الانسحاب حسب رغبتها وبناء على شروط واعتبارات على الدول الالتزام بها”.. مؤكدا نجاح الاتحاد الأوروبي في إزالة الحدود بين الدول مما خفف من أسباب النزاع بينها.
واستعرض ويستكوت بعض المخاطر التي تواجه الاتحاد الأوروبي داخليا وخارجيا كالإرهاب والهجرة غير الشرعية وصعود تيارات اليمين في بعض الدول الأوروبية.. مشددا على أهمية العمل الأوروبي المشترك لمواجهة هذه التحديات.
كما أكد أهمية المزيد من الانفتاح الاقتصادي بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي والتركيز على تأسيس قطاعات جديدة اقتصادية مشتركة بين دول المجلس يمكنها المنافسة في الأسواق العالمية.