ارتفاع الطلب على المفروشات المصنعة محلياً

الدوحة – بزنس كلاس:

أكد مديرون في شركات للمفروشات والتصميم الداخلي في الدوحة، أن هذه الصناعة قد شهدت تطوراً كبيراً، حيث انتقلت من التصنيع اليدوي إلى استخدام أحدث الآلات التكنولوجية، مما عزز مكانتها في السوق المحلي بشكل تدريجي إلى أن وصلت اليوم إلى موقع متميز في خارطة الإنتاج الوطني. وأوضح هؤلاء لـ «» أن مرحلة ما بعد الحصار الجائر المفروض على دولة قطر قد أحدثت طفرة في مختلف القطاعات المنتجة، بسبب الدعم الذي منحته الدولة وغرفة قطر والوزارات لتمكينها من الاستحواذ على مكانة سوقية متميزة، لتحل محل نظيرتها الأجنبية التي كانت تستثمر في السوق المحلي، وتساهم في إخراج العملة الصعبة خارج البلاد، مشيرين إلى أن هذه الصناعة اتخذت منعطفاً جديداً تمثل في فرض نفسها بقوة والنهوض بمستوى إنتاجها الذي يؤهلها لتلبية احتياجات السوق ومنافسة المنتجات المستوردة، حيث باتت أقوى من أي وقت مضى.
لفت المديرون إلى أن هذه الأزمة عززت ثقة المستهلك بالإنتاج المحلي من المفروشات والتصاميم الداخلية، وبات يتجه إلى طلبها بقوة خلال الفترة الراهنة، حيث كان قبل الحصار يفضل المنتجات القادمة من الخارج ويثق بها أكثر، رغم الارتفاع البسيط في أسعار بعض المواد الخام التي تنعكس بدورها على أثمان البضائع، إذ إنه أصبح هناك وعي كبير لدى المستهلك بضرورة دعم المنتج الوطني وتشجيعه والاعتماد عليه، وثقة بأن الأسعار تلائم الجودة العالية التي تتمتع بها المنتجات المحلية.
منافسة المستورد
وفي هذا السياق، قال طارق شهاب، مدير عام منجرة المفتاح: «نحن شركة متخصصة في كافة أعمال التصميم الداخلي والمفروشات المنزلية والفندقية، بالإضافة إلى أعمال الجبس، وهي من الأقسام التي نقودها في سبيل تطوير الصناعة المحلية والارتقاء بها إلى أعلى المستويات وصولاً إلى العالمية، وقد بدأت الشركة نشاطها في السوق منذ 50 عاماً، وقد تطورت هذه الصناعة عبر السنين من التصنيع اليدوي إلى أن باتت تستخدم فيها أحدث الآلات التكنولوجية وعبر الكومبيوتر، ولم تتأثر الشركة بالحصار وارتفاع بعض المواد الخام، وذلك بسبب الاستراتيجية التي تعتمد عليها في استيراد تلك المواد من الخارج بشكل مباشر».
ولفت إلى أنه في فترة ما بعد الحصار قد حصلت طفرة بالنسبة للدعم الذي قدمته الدولة وغرفة قطر والوزارات إلى مختلف القطاعات المنتجة في البلاد، لتمكينها من الاستحواذ على مكانة سوقية متميزة، بدلاً من السابق، حيث كانت نظيرتها الأجنبية تستثمر في السوق المحلي وإخراج العملة الصعبة خارج البلاد، حيث باتت حالياً تدعم الصناعة المحلية بقوة لتطوير نفسها والنهوض بالجودة التي تؤهلها لتلبية احتياجات السوق ومنافسة المنتج المستورد، وهذه الطفرة لا بد من أن تعدل وضع الصناعة الوطنية بكل تأكيد.
وأوضح أن المواطن، في الآونة الأخيرة، بات يملك الثقافة والوعي الكافي للثقة بالمنتج المحلي وبدعم صناعة بلده، والشراء من اسم عريق موجود في البلاد منذ سنوات يعطيه أفضلية للحصول على خدمات ما بعد الشراء والصيانة، على النقيض من نظيره المستورد، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى تلك المنتجات ومعاينتها عن قرب وتوفر عليه الوقت والجهد وحتى التكلفة، بحيث تكون أرخص سعراً، لافتاً إلى أن ازدياد الإقبال عليها مؤخراً قد دفع الشركة إلى تطوير خطوط إنتاج جديدة تشمل العديد من الفنون الجديدة التي كان يعتمد الزبون على شرائها من دول الحصار، والآن بات يطلبها من الشركات والمصانع الوطنية.
ويرى أن المنتج الوطني وصل إلى مرحلة من الجودة تمكنه من منافسة المنتجات القادمة من الخارج، كما يملك من المقومات ما يؤهله مستقبلاً، وخلال 5 سنوات على أبعد تقدير، للتصدير إلى الخارج بسبب أسعاره التنافسية والجودة العالية، مشيراً إلى أن حجم الطلب قد وصل إلى 100% على المنتجات التي تطرحها الشركة، متوقعاً أن تشهد الصناعة المحلية نمواً كبيراً في المرحلة المقبلة، والتي تنطبق على قطاع المفروشات الذي يملك فرصاً واعدة للاستحواذ على السوق.
ثقة المستهلك
من جانبه، قال أشرف كمال الدين، مدير في مصنع بوكنان للمفروشات: «هو مصنع قطري 100% ومتواجد في السوق منذ عامين، نختص بتصنيع الأبواب وخزائن الملابس، ولدينا تشكيلة واسعة منها متدرجة في أسعارها ترضي جميع الأذواق وتتناسب مع مختلف الشرائح، كما نحافظ على الجودة العالية في صناعتنا، بالإضافة إلى كافة أنواع الأثاث المنزلي داخل معارضنا».
وأشار إلى أن صناعة المفروشات في قطر قد شهدت تطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة، حيث باتت تنافس على أعلى المستويات بعد توفر الآلات والماكينات الحديثة التي تساهم بطبيعة الحال في تطوير الإنتاج وتوفير الوقت والجهد، مؤكداً أن الحصار لم يحدث تأثيراً يذكر على قطاع المفروشات في الدوحة بسبب وفرة المواد الخام والأخشاب في المستودعات، منوهاً بأن عمليات التصنيع تتم بشكل اعتيادي وطبيعي حسب الطلب الذي ارتفع مؤخراً على المفروشات المحلية بعد الأزمة.
وأوضح أن دعم الدولة والجهات المعنية لكافة القطاعات، ومنها المفروشات، قد ساهم بشكل كبير في تماسك الشركات والمصانع العاملة في هذا المجال من حيث إيجار المصانع والأراضي، لافتاً إلى أن المنتجات المحلية باتت قادرة على منافسة نظيرتها الأجنبية والأوروبية، وأصبحت تحوز على ثقة المستهلك من حيث جودتها ومواصفاتها العالية، كما أنها توفر على الزبون الوقت والجهد والأموال التي قد تكلفه لجلب تلك القطع من الخارج، إلا أن هذه الصناعة لا زالت تحتاج مزيداً من الدعم ليؤهلها لتصبح جاهزة للتصدير إلى الخارج.
طلب قوي
بدوره، قال عبد الكريم صلحي، مدير في شركة آرتيسنت: «هي شركة قطرية تأسست منذ عام 2012، وتعمل في صناعة المفروشات والنجارة والجبس وجميع التصاميم الداخلية، وكنا في السابق نجلب الكثير من المستلزمات في هذا المجال من بعض دول المنطقة وحتى وقت قريب، إلا أن الحصار شكل نقطة تحول مفصلية في عملنا، حيث بتنا نعتمد على السوق المحلي في تأمين جميع الاحتياجات والمواد».
ولفت إلى أن هذه الأزمة عززت ثقة المستهلك بالإنتاج المحلي من المفروشات والتصاميم الداخلية، وبات يتجه إلى طلبها بقوة خلال الفترة الراهنة، حيث كان قبل الحصار يفضل المنتجات القادمة من الخارج ويثق بها أكثر، رغم ارتفاع أسعار بعض المواد الخام التي تنعكس بدورها على أثمان البضائع، إذ إنه أصبح هناك وعي كبير لدى المستهلك بضرورة دعم المنتج الوطني وتشجيعه والاعتماد عليه، وثقة بأن الأسعار تلائم الجودة العالية التي تتمتع بها المنتجات المحلية.
وأكد أن الطلب على المفروشات المصنعة في الدوحة بدأ يزداد بشكل لافت، مشيراً إلى أن الشركة تطمح من خلال ذلك إلى مزيد من التوسع والانتشار داخل قطر، وتعويض المستهلك المحلي عن البضاعة الأجنبية التي لا تزيد أفضلية عن المنتج المحلي، وكذلك التوجه نحو التصدير إلى الخارج وغزو الأسواق الدولية.

السابق
تحويلات العاملين في قطر ترتفع 10% في 3 أشهر
التالي
البورصة تحقق مكاسب أسبوعية بنحو 5 مليار ريال