ارتفاع أسعار تذاكر الطيران حتى 70%.. “جنون الأسعار” في موسم الإجازات

قدر مراقبون لقطاع السياحة والسفر مستوى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بمتوسط بين 60 % و70 % في موسم الصيف الحالي نتيجة نمو الطلب على السفر إلى وجهات خارجية من جهة وتزامن ارتفاع الطلب مع موسم الإجازات والعطلات من جهة أخرى مشيرين إلى ان ارتفاع أسعار النفط في الفترة الأخيرة يلعب دوراً ايضاً في رفع تذاكر السفر حيث تتأرجح اسعار النفط حالياً بين 55 و60 دولاراً للبرميل في 2017، وهي زيادة بأكثر من 20 % من متوسط 45 دولاراً للبرميل في 2016.

وأوضح المراقبون أن الحجوزات المتأخرة لتذاكر الطيران في موسم الذروة «الصيف» تؤدي إلى زيادة أعباء تكلفة السفر أما الحجوزات المبكرة والمخطط لها من الأسر والعائلات فتؤدي إلى الحصول على أفضل الأسعار بحلول موسم الذروة خصوصاً في الوجهات الشعبية الخارجية التي تتوجه إليها العائلات المقيمة خلال إجازة الصيف وبعض الوجهات السياحية الخارجية المفضلة للمواطنين مثل تركيا وبريطانيا وفرنسا وبعض الولايات الأميركية. لافتين إلى أن أبرز الوجهات التي تشهد طلباً خلال إجازة الصيف هي العواصم الاوروبية وبعض الولايات الأميركية فضلاً عن دول جنوب شرق آسيا وعلى رأسها تايلاند وماليزيا، منوهين لوجود وجهات جديدة دخلت قائمة الوجهات الأكثر تفضيلاً للسفر منها اذربيجان والبوسنة وذلك لتمتع هذه الوجهات الجديدة بالأسعار المقبولة والهدوء والمناظر الطبيعية الخلابة والطقس الذي يستقطب المواطنين.
وفي التفاصيل قال «صالح الطويل» مدير عام شركة العالمية للسفر والسياحة إن الموسم الفعلي للسفر وهو موسم الذروة سيبدأ الشهر المقبل «مايو» والذي يشهد ارتفاعا في الاسعار نتيجة اقبال المواطنين على الحجز والسفر لقضاء الاجازة لافتا إلى أن الحجوزات المتأخرة لتذاكر الطيران في موسم الذروة «الصيف» تؤدي إلى زيادة اعباء تكلفة السفر أما الحجوزات المبكرة والمخطط لها من الأسر والعائلات تؤدي إلى الحصول على أفضل الأسعار بحلول موسم الذروة خصوصاً في الوجهات الشعبية الخارجية التي تتوجه إليها العائلات المقيمة خلال إجازة الصيف وبعض الوجهات السياحية الخارجية المفضلة للمواطنين مثل لندن وتركيا وفرنسا وبعض الولايات الأميركية.
وأشار الطويل إلى ان اسعار التذاكر تختلف على حسب الشركات والوجهات مشيرا إلى ان معظم الشركات تحاول خلال فترة موسم السفر تعويض ركود الحجوزات في أشهر الركود التي تشهد ضعفا في الطلب على السفر مقدراً معدلات الارتفاع المحتملة لأسعار التذاكر بمستوى يتأرجح بين 60 % و70 % قياساً على المواسم التقليدية التي لا تشهد ارتفاعاً في الطلب على الحجوزات والسفر للخارج. وعن ابرز الوجهات السياحية لهذا العام قال انه نتيجة الاضطرابات الجيوسياسية في العديد من الدول العربية التي كانت متميزة وتستحوذ نسب اقبال عالية اصبحت اوروبا ودول جنوب شرق آسيا هي الوجهات الرئيسية للاجازات وعلى رأسها دول مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا وايطاليا، إلى جانب دول مثل البوسنة وجورجيا التي رغم بعدها الا ان الطقس فيها والأسعار جيدة وتستهوى العديد من الراغبين في قضاء إجازات مريحة وغير مكلفة وتابع ان تركيا مازالت تحتل مكانة كبيرة كوجهة سياحية للكثيرين حتى إنه أصبحت هناك 5 رحلات يوميا إليها وهي اقرب من اوروبا ويستمتع فيها الجميع بالإجازات بشكل جيد.
أسعار مستقرة
أما السيد عادل الهيل مدير عام شركة آسيا للسفر والسياحة فيرى أن اسعار التذاكر تحكمها قوى العرض والطلب وبالتالي فإن ارتفاع الطلب في موسم الذروة الصيفي يؤدي بالضرورة لارتفاع مماثل في الأسعار كما ان ارتفاع أسعار النفط في الفترة الأخيرة يلعب دوراً أيضاً في رفع تذاكر السفر حيث تتأرجح اسعار النفط حالياً بين 55 و60 دولاراً للبرميل في 2017، وهي زيادة بأكثر من 20 % من متوسط 45 دولاراً للبرميل في 2016 علما بأن ارتفاع النفط يعني بالضرورة ارتفاع تكلفة التشغيل الناتجة عن زيادة أسعار وقود الطائرات مما ينعكس على اسعار التذاكر.
واشار الهيل إلى أن أسعار التذاكر تكون دائما متغيرة الا في حالات العروض التي تقدمها شركات الطيران لفترات زمنية معينة مضيفاً أن زيادة الاقبال على التذاكر في اوقات السفر تفتح الباب لرفع الاسعار نتيجة ندرة الاماكن على الطائرات وحاجة الكثيرين المتزايدة في نفس الوقت للسفر قبل انتهاء مدة الاجازة مما يجعلهم يقبلون بالأسعار وبزيادتها. ونصح السيد عادل الهيل الراغبين في السفر ان يبكروا في تحديد وجهاتهم وحجز تذاكر سفرهم مبكرا حتى لا تكون امامهم الفرصة الجيدة للحصول على اسعار معقولة ومناسبة لتطلعاتهم، مشيرا إلى ان الانتظار لايام قليلة قبل السفر يعني الدخول في درجات عالية من الاسعار.
شركات الطيران
ومن جانبه قال السيد محمد الملا مدير عام شركة سفريات الملا ان شركات الطيران هي التي تفرض الاسعار على اصحاب شركات السفر الذين ليس لهم أي دخل في الاسعار، فهم ينفذون ما تفرضه شركات الطيران من اسعار مشيراً إلى ان شركات الطيران اصبحت تنافس بعضها البعض في استقطاب العملاء على حسب العرض والطلب. ولا يقتصر الامر على المنافسة بين شركات الطيران التجارية التقليدية وإنما يمتد ليشمل شركات الطيران منخفض التكلفة «الطيران الاقتصادي» أيضاً فمنها من يقدم عروضا مخفضة جدا للوجهات المختلفة، ومنها من يحافظ على قدر معين من الاسعار أملا في جذب العديد من المسافرين الا ان اغلب الشركات ترفع اسعارها في المواسم لتعوض انخفاض الطلب والركود في الايام العادية.
وتابع ان ابرز وجهات السفر المفضلة للمسافرين هي اوروبا وشرق آسيا خاصة دولا مثل بريطانيا والمانيا في أوروبا ودولا مثل تايلاند وماليزيا في شرق آسيا، اما فيما يتعلق بالدول العربية فتظل مصر الافضل للبعض نظرا لتملكهم عقارات بها واستقرار الاوضاع مؤخرا بنسب جيدة إلى حد ما، مما يجعل البعض يفضل قضاء ولو جزءا قصيرا من اجازته بها.
ارتفاع النفط
وقالت كفاية أبو دية المدير العام لشركة الأولى للسفر والسياحة انه من بين أسباب ارتفاع تذاكر السفر في موسم الاجازات، ارتفاع اسعار النفط الذي يؤدي اقتصاديا إلى تأثر التكلفة التشغيلية لوقود الطائرات، مشيرة إلى انه تلاحظ مؤخرا ان معظم شركات الطيران قامت بتطبيق رسوم وقود اضافية بسبب ارتفاع اسعار النفط في الفترة الاخيرة.
واشارت إلى ان العامل الآخر الذي لا يقل أهمية في ارتفاع اسعار تذاكر الطيران والسفر مرتبط بعملية العرض والطلب اثناء فترة الاجازات والعطلات، فكلما زاد الطلب على الحجز ارتفعت الاسعار حتى ان نسبة ارتفاعها تصل احيانا إلى ما بين 60 % و70 % تقريبا نتيجة الاقبال والحاجة الماسة للسفر والضغط على الطيران الذي يفرض اسعارا عالية على رحلاته المختلفة، لافتة إلى أن النسبة الاكثر ارتفاعا تكون لضغط السفر على دول أوروبا وعلى رأسها بريطانيا.
وأضافت أن المنافسة بين شركات الطيران في الايام العادية تكون في صالح الراغبين في السفر حيث يجدون تذاكر مناسبة جدا وبأسعار رخيصة على عكس ما يحدث في ايام الاجازات ومواسم السفر التي تشهد ارتفاعات غير محددة وطفرات عالية في الاسعار.
وتابعت في ما يتعلق بوجهات السفر المفضلة لقضاء الاجازات بالنسبة للمواطنين فتتصدر أميركا وبريطانيا القائمة بالاضافة إلى بعض دول اوروبا المختلفة، منوهة إلى وجود وجهات سياحية جديدة تتمثل في بعض الدول مثل اذربيجان والبوسنة وجورجيا، مرجعة السبب في الاقبال على تلك الدول رغم بعدها إلى ان انخفاض التكاليف فيها إلى جانب الطقس الجيد جعلها وجهة مفضلة لدى الكثيرين مؤخرا إلى جانب استقرارها.
وتابعت «بالنسبة لوجهات المقيمين في السفر فهي الدول المعتادة خلال الصيف والتي تكون تقريبا لمدة شهرين ومعظمها للدول العربية مثل مصر والأردن ولبنان وتونس، مشيرة إلى انه لوحظ مؤخرا توجه الكثير من المقيمين غير القادرين على العودة لبلدانهم نتيجة الاضطرابات الجيوسياسية بها إلى دول آسيا لقضاء اجازاتهم وعلى رأسها دول مثل تايلاند والمالديف وكوالالمبور وغيرها من الدول في جنوب شرق آسيا.

السابق
لمستخدمي “هلا”.. أوريدو قطر تطلق عرض “مهرجان النجوم”
التالي
انضمت لمدن المستقبل.. الدوحة مدينة ذكية!