من المعلوم عند أهالي أقدم عاصمة ماهولة بالسكان في العالم ، مدينة دمشق .. عادة خلع الحذاء ووضعه على رف جانبي قبل دخول البيت وتخصيص حذاء خفيف يقى من الحر والبرد داخل المنزل .. يسمونه المشاية .. وكذلك تخصيص حذاء للحمام .. يسمونه قبقاب.
وخلع الحذاء عند الضيف إذا كان بيته ممدوداً بالسجاد .. وكل هذه العادات تناقلتها الحضارات التي احتكت بسكان هذه المدينة .. كالعثمانيين وسكان الأندلس الذين كانو بتماس مباشر مع سلوكيات أهل دمشق منذ العهد الأموي لما كانت دمشق عاصمة الخلافة.
اليوم.. يكتشف علماء البكتريا أن خلع الحذاء عند باب المنزل قبل الدخول..يجنب سكان المنزل عددا من الجراثيم يصل إلى 420 نوعا.
فوفقا لدراسة أجراها تشارلز جيربا الاختصاصي في علم الأحياء الدقيقة في جامعة أريزونا..
تبين أن الناقل الأساسي للجراثيم المسببة لالتهابات في الأمعاء والمجاري البولية والفشل الكلوي..
هو الحذاء..
ويأتي تلوث أسفل الأحذية من الشوارع.. والمشي فوق مخلفات الطيور.. ودخول المراحيض العامة والخاصة.. والمشي قرب مجاري الصرف الصحي في الشتاء وكذلك ارضيات المستشفيات..
وأكدت الباحثة النمساوية داغمار شودر من موقع فوكوس..أن الأحذية الشتوية هي الأكثر خطورة في نقل البكتيريا الدقيقة.. ووجهت توصية بسيطة لتفادي هذه البكتيريا وهي: عدم دخول غرفة المعيشة والطعام باحذيتنا.. والأفضل هو خلع الحذاء عند عتبة المنزل..
“اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى”.. الآية التي خاطب بها رب العالمين نبيه موسى..
لعلها المفتاح.. فدمشق سكنها أنبياء الأديان كافة.. وملوك من بني إسرائيل وقتل فيها يوحنا المعمدان.. مدينة النظافة والمياه الموفورة في داخل الدور.. وهذا ما اندهش له الصليبيون حين قاموا بحملاتهم.. فوجدوا أهل بلاد الشام وبيت المقدس على درجة عالية من النظافة والطهارة، كما أوردت زيجريد هونجه في كتابها شمس العرب تسطع على الغرب..
وعليه فإن الأكابر هم من يخلعون حذاءهم عند الباب وليس من يدوسون على السجاد وفرش الغرف بحذاء الشارع!!
يا أمة النظافة حافظوا على النظافة ولتذهب العولمة إلى الجحيم..
أحمد المهندي ..