أتاح التطور العلمي للبشر اكتشاف ما تخزنه الطبيعة من مواد وثروات كان لبعضها دور في تغيير مسار التاريخ، إلا أن هذا التطور لم يقف عند حد الاكتشاف؛ بل تمكن البشر من تطوير مواد ومساحيق واختراع عناصر لا توجد في الطبيعة؛ بل وتتفوق عليها بالعديد من الخصائص التي أوجدها التدخل البشريّ.
فيما يلي نقدم لكم قائمة بأشهر المواد التي اخترعها الإنسان والتي تتفوق على ما قدمته لنا الطبيعة.
1- الزجاج المضاد للرصاص من جهة واحدة
الكثير من الشخصيات الهامة والمعروفة تستخدم الزجاج الواقي من الرصاص لحماية أنفسها، إلا أن هذا النوع من الزجاج يحتوي على مشكلة واحدة، وهي أنه لا يسمح بمرور الرصاص من الجهتين؛ من ثم لا يمكن لمَن وراءه أن يحمي نفسه ويطلق النار.
إلا أن نوعاً جديداً من الزجاج يتم استخدامه حالياً، يمنع دخول الرصاص من جهة واحدة، في حين أن الأخرى لا تقوم بذلك؛ ما يسمح للمتلقي بكسره إن أراد وإطلاق النار على المعتدي.
هذا النوع من الزجاج يمتص صدمة الرصاصة من الوجه المغلف بالبلاستيك والأكريليك، في حين أن الوجه الآخر يمزق البلاستيك أولاً ثم الأكريليك؛ ما يتيح كسر الزجاج وإطلاق النار بالاتجاه المعاكس.
2- الزجاج السائل
أهمية هذا المنتج تكمن في أنه يسهل عملية تنظيف الصحون وأواني القلي وغيرها من الأواني الفاخرة التي نمتلكها، فهذا النوع من الزجاج السائل يمكن أن يُبخّ على الأطباق لحمايتها وتسهيل تنظيفها؛ إذ يصنّع من زجاج فائق الليونة ويدوم فترة طويلة، ومن الصعب أن يُكسر؛ لكونه أرق بـ500 مرة من شعرة بشريّة، كما أنه ليس ساماً ويمنع التصاق السوائل.
يمكن لهذا الزجاج أن يُستخدم على الأسطح الأخرى؛ بل وحتى المعدات الطبيّة؛ إذ لا يسمح بتكاثر الجراثيم، ويكفي استخدام المياه الساخنة لتعقيم أي سطح مطليّ به، كما أنه شفاف، ويمكن استخدامه لحماية النباتات وجذوعها.
3- المعدن المتحوّل
هذا المعدن هو ما يسمح لمضارب الغولف أن تكون أقسى وأخف وزناً، وللرصاصة أن تكون أسرع وأخف، ويتميز بأنه يمتلك قساوة المعدن التقليدي وقساوة سطح الزجاج، كما أنه لا يمتص الصدمة التي تنشأ عما يرتطم به؛ بل يعيد الطاقة بأكملها إلى أصلها الذي ولّدها، سواء كان كرة أو غيرها.
السبب في ذلك يعود إلى الاختلاف في البنية الذرية التي تكوّن هذا المعدن؛ ففي الحالة التقليدية المعادن تمتلك بنية ذرية مرتبة بأشكال هندسية دقيقة مضبوطة التوزيع، وأي اصطدام أو احتكاك يخلخل هذه البنية الذريّة، يؤدي إلى تفتتها ومن ثم تشقق المعدن، في حين أن المعدن المتحول يمتلك بنية ذرية غير منتظمة ومرنة ومن ثم تعود لشكلها الأصلي في حال تعرضت للصدمة.
4- ستارليت
يمتلك هذا النوع من البلاستيك قدرة لا تُصدق على احتمال الحرارة دون أن يذوب؛ إذ ظن الكثيرون في البداية أن الأمر خدعة، إلا أن المنظمة البريطانية للأسلحة النووية أرادت اختبار الأمر، فتم تعريضه لدرجة حرارة تفوق بـ75 مرة تلك التي نشأت عن انفجار القنبلة النووية في هيروشيما، والنتيجة كانت، قطعة البلاستيك لم تتأثر.
عكس أنواع البلاستيك الأخرى، فستارلايت لا يطلق غازات سامة إثر تعرضه للحرارة، إلى جانب كونه خفيفاً جداً؛ بسبب هذه الخصائص من المفترض استخدام ستارلايت في الرحلات الفضائية وبدلات رجال الإطفاء.
لكن ستارلايت لم يُستخدم خارج المختبر بعد منذ الثلاثينات، حتى إن مخترع هذا البلاستيك الذي توفي عام 2011 لم يتمكن من تسجيل البلاستيك باسمه أو الحصول على براءة اختراع، والمعروف أن هذا البلاستيك يتكون من 21 نوعاً من البوليمرات والكوبوليمرات، إلى جانب كميات قليلة من السيراميك.
5- DMSO
هذه المادة عبارة عن مذيب كيميائي، وهي منتج ثانوي من لب خشب من الأشجار، وقد كانت موجودة ومستخدمة قبل 100 عام قبل اكتشاف استخداماتها الطبية في الستينات< إذ اكتشف طبيب أن هذه المادة قادرة على اختراق الجلد بسرعة وبعمق من دون أن تؤذي الأنسجة الجلديّة؛ ما يعني استخدامات هائلة لمعالجة الأعضاء الداخلية دون الحاجة للعمليات، كما يمكن لهذه المادة أن تحمل الدواء إلى داخل الجسم دون عمل جراحي، إلى جانب استخدامها علاج الالتهابات وتخفيف الألم.
هذه المادة لم تنل الانتشار الطبي الملائم؛ لكونها معروفة في مجال الصناعة؛ ما صعّب عملية تبنّيها من قِبل شركات الأدويّة، وخصوصا أن لها أعراضاً جانبية طفيفة، كالتأثير على رائحة النفَس.
6- أنابيب الكربون النانوية
كل أنبوب عبارة عن صفيحة من الكربون بسماكة ذرة ملفوفة بشكل أسطوانة، وأهمية هذه المادة أنها أخف بـ6 مرات من الفولاذ وأقوى بمئات المرات، كما أنها تنقل الحرارة بصورة أكثر فاعلية من الألماس وتنقل الكهرباء بفاعلية أكثر من الفحم.
أحد الاستخدامات المتوقعة لهذه الصفائح “المليارات منها”، هو صناعة مصاعد للفضاء الخارجي مثلاً، كما يمكن استخدامها لعلاج السرطان؛ إذ يمكن لها أن تحيط بالخلايا السليمة ومهاجمة الخلايا السرطانية ومنعها من الانقسام؛ بل وإذابتها بالحرارة العالية التي يمكن أن يولدها شعاع ليزر، ويتم توجيهه على أسطوانات الكربون.
7- الباسيلافيلا
وهي مادة اخترعها مجموعة من الطلاب في بريطانيا ومهمتها التسلل إلى الشقوق في الأسمنت، هذه المادة تحوي مواد بكتيرية تتفاعل مع الأسمنت وتفرز مواد لاصقة تغلق الشقوق في الأسمنت وتمنعه من التشقق ومن ثم الانهيار، البكتيريا التي تحويها هذه المادة مبرمجة؛ تبدأ بالتفاعل وإنتاج الاًصماغ حال تماسها مع الأسمنت، بحيث تبدأ بالعمل حال لمسها قاع الشق ثم تفرز مواد وتفاعلات تجعلها بقساوة الأسمنت.
كما أن المادة معدلة جينياً بحيث يتوقف انقسامها حال ملئها الشق؛ ما يمنعها من الانقسام بصورة أكبر وزعزعة الكتل الأسمنتية.
8- D30
توفر هذه المادة الحماية للجسد من الصدمات القوية بأنواعها دون أن تكون ثقيلة أو تعيق الحركة، وهي مصنوعة من ذرات ذكية يتغير ترتيبها الذري تحت الضغط القليل، لكنها تتماسك وتصبح أقوى في حال كان الضغط كبيراً، وتُستخدم في واقيات الرُّكب والرأس، وأيضاً في البذلات التي يستخدمها ممثلو المخاطر ورجال الشرطة.