إيما واتسون.. عانيت بعد هاري بوتر… وتوم هانكس خجول وعفريت

كان عمر الطفلة البريطانية، إيما واتسون، 11 سنة، عندما اختيرت في 2001، لتولي البطولة النسائية في الحلقة الأولى من “هاري بوتر”، في مواجهة الممثل المراهق، آنذاك، دانيال رادكليف. علماً أن الثنائي لمع فيما بعد في الحلقات السبع الآتية، قبل أن يطير كل منهما بجناحيه في أعمال فنية من أنواع أخرى، إثر انتهاء سلسلة “هاري بوتر”.

وقدمت واتسون الدليل على أن قدراتها الفنية تتعدى مجرد تمثيل شخصية ساحرة صغيرة، متولية بطولة أفلام رومانسية وأخرى من المغامرات أو الجاسوسية أو الشباب الطائش، حال ما قدمته في فيلم “بلينغ رينغ” من إخراج صوفيا كوبولا، والذي يعتبر، حتى الآن، أبرز وأنجح ما تسنّى للجمهور مشاهدتها فيه.

أحدث أفلام واتسون هو “ذا سيركل” وتتقاسم فيه البطولة مع النجم الأميركي، توم هانكس، ومن إخراج جيمس بونسولدت.

 

* أنت الممثلة الثانية بعد بري لارسون التي نلتقيها، وتصرُّ على الحديث بالفرنسية. لارسون برَّرت ذلك بأنها فرنسيَّة الجذور، فما هو تبريرك أنت لذلك؟

– أنا مولودة في باريس، وعشت فيها نحو ثلاث سنوات، قبل الاستقرار مع أهلي في إنكلترا. لكنني بقيت أزور فرنسا بشكل دوري حتى سن المراهقة. وبالتالي، أجيد الفرنسية، وأجد من الطبيعي أن أتحدث بها إلى الإعلاميين الذين ألتقيهم هنا طالما أنهم لا يعترضون على ذلك.

 

*هل انتقلت من شخصيتك في “هاري بوتر” إلى الأدوار الأكثر نضجاً بأسلوب طبيعي، أم أنك وجدت نفسك أمام صعوبة ما؟

– لم تكمن الصعوبة في مواجهة الأدوار الجديدة الأكثر نضجاً. وأؤكد لك أن شخصيتي في “هاري بوتر”، وإن كانت طفولية، على الأقل في الحلقات الأولى، لم تتميّز بأي سهولة من ناحية الأداء، وباتت معقدة في كثير من المواقف التي واجهتها بصحبة البطل هاري بوتر. لقد عانيت من شيء آخر هو الانتقال المفاجئ من العمل مع فريق فني وتقني واحد على مدار عشر سنوات كاملة، إضافةً إلى أنني ودانيال رادكليف كبرنا معاً طوال حلقات سلسلة الأفلام، إلى الوجود وأنا محاطة بمجموعة فنية وتقنية مختلفة كلياً، وتتغيّر مع كل فيلم جديد أشارك فيه. كنت متأكدة من أنني عثرت على عائلة ثانية إضافة إلى عائلتي الطبيعية، بفضل عملي في أفلام “هاري بوتر”، وها أنا قد تعرفت إلى عائلة ثالثة ثم رابعة وخامسة ولا تزال العائلات تتكاثر وتتجدد من دون توقف. لقد اعتدت على هذا الوضع الآن الذي لا يزعجني إطلاقاً، لكنني تعذبت كثيراً في الأساس لهذا السبب، ربما أكثر من صديقي دانيال رادكليف الذي قال لي إنه على عكس ما حدث لي شعر بشيء من الاستقلال حينما غادر عالم هاري بوتر، وراح يخوض كثيراً من التجارب المختلفة أمام الكاميرا، وفي صحبة أشخاص جدد.

* حدثينا عن فيلمك الجديد “الدائرة”؟

– يروي الفيلم مغامرة تعيشها امرأة شابة أمثلها أنا، حينما تعثر على وظيفة مغرية في إطار مؤسسة متخصصة في إجراء البحوث المستقبلية الهادفة إلى التخفيف من مشاكل البشر في كل ميادين الحياة، من الصحة إلى العمل مروراً بالمال وبالميدان الخاص، الأمر الذي يشعر صاحبتنا أنها تسخّر طاقتها في خدمة الإنسانية، إلى أن تكتشف حقيقة المؤسسة وصاحبها الطاغي الذي يستخدم المعلومات التي يجمعها عن الأشخاص بهدف السيطرة عليهم. وهكذا تدرك أنها وقعت في فخ سيصعب الخروج منه، كما أنها أساءت إلى أفراد عائلتها وإلى أصدقائها عن طريق البوح بأسرارهم لكومبيوترات المؤسسة.

 

* الفيلم خيالي مستقبلي إذاً؟

– لا أنصحك بأن تقول هذا الكلام للمخرج، جيمس بونسولدت. وفهو إذا سمعك سيغضب، ويعتبر أنك لم تفهم مغزى السيناريو.

 

* لماذا؟

– لأنه ينظر إلى فيلمه على أساس أنه أكثر من واقعي، ويتكلَّم عن شيء نعيشه كلنا في هذه الأيام، والمقصود هنا هو “غوغل” وتأثيره على حياة الناس بشكل مباشر وغير مباشر.

* وهل توافقينه على وجهة نظره؟

– أنا كنت مثلك في بادئ الأمر، مقتنعة بأنني أمام سيناريو مستقبلي خيالي، لكنني اقتنعت بسرعة فيما بعد بكلام بونسولدت وصرت الآن أشاركه رأيه كلياً.

 

* هل أعدت النظر إذاً في طريقة استخدامك شبكة الإنترنت منذ أن مثلت في “الدائرة”؟

– هذا ما وعدت نفسي بفعله، لكنني لم أنجح لأكثر من أسبوع، مثل الأشخاص الذين يرغبون في الامتناع عن التدخين، ثم يعودون إليه بعد فترة قصيرة.

* أنت شاركت توم هانكس بطولة الفيلم إياه، فكيف تصفين العمل في مواجهته؟
– أعرف منذ سنوات طويلة أن هانكس هو من أكبر الممثلين الهوليووديين الحاليين. وتأكدت من عبقريته فور بدء اليوم الأول من التصوير. إذ عثرت على رجل خجول إلى حد ما يحترم كل صغير وكبير من حوله في الأستوديو، ويسعى إلى تقديم المساعدة لكل من يبدو عليه التأثر بالعمل إلى جواره. فهو يشعر بعقدة ذنب تجاه نجوميته، وبالتالي يتصرف ببساطة متناهية، متمنياً أن ينسى الغير شخصيته وشهرته. وهو بهرني بقدرته على تقمص دوره فور سماعه كلمة “أكشن” من قبل المخرج، فهنا يذوب الخجل ويخرج العفريت من علبته ليعود إليها بسرعة رهيبة في لحظة انتهاء اللقطة. إن توم (هانكس) من النادرين القادرين على التصرف هكذا وبأسلوب طبيعي، وكأن شيئاً لم يكن.

* يعتبر فيلم “بلينغ رينغ” من أقوى أعمالك فوق الشاشة، فما ذكرياتك عنه؟
– صحيح أن دوري فيه من أقوى ما تسنى لي تقديمه حتى الآن، خصوصاً أنني أديت شخصية فتاة حقيقية لا تزال على قيد الحياة والتقيتها قبل التصوير من أجل أن أدرسها عن قرب وأفهم الدوافع التي أدت بها إلى ارتكاب جرائم الاعتداء والسرقة التي شاركت فيها مع مجموعة من صديقاتها. لقد زرتها في السجن على الرغم من أن مخرجة الفيلم صوفيا كوبولا منعتنا جميعاً، أنا وزميلاتي الممثلات، من رؤية ومخاطبة الشابات اللاتي كان علينا تقمص أدوارهن أمام الكاميرا. لكنني لم أطع كلام كوبولا وتصرفت حسب وجهة نظري. وأعتبر نفسي أنني استفدت من هذه التجربة. أما عن المخرجة فقد غضبت في بادئ الأمر ثم عدلت عن رأيها بعدما شاهدتني أمثل الدور. وأنا أميل إلى مقارنة هذا الفيلم بعمل سينمائي تركي تم عرضه قبل عامين، أعتقد في مهرجان “كان”، واسمه “موستانغ”، أخرجته امرأة شابة اسمها (دينيز غامز إرغيوفين). ويتعرّض الفيلم بدوره لمواقف حساسة وصعبة تعيشها مجموعة من الصديقات المراهقات وإن لم تكن أي واحدة منهن خارجة عن القانون بالمعنى الفعلي، بل فقط في نظر أهلهن في ما يتعلق بشرف العائلة.

السابق
قصص انتهت بالانتحار.. التفاصيل المأساوية لحياة نجمات شهيرات: لهذا انتحرن
التالي
اكتشاف غابة أثرية تحت الماء في الولايات المتحدة