وكلات – بزنس كلاس:
قالت وكالة إنرجي ريبورترز في تقرير لها ، إنه من المؤكد أن يكون التعاون المشترك بين قطر وبريطانيا على جدول الأعمال المطروحة في لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى مع رئيسة الوزراء البريطانية السيدة تيريزا ماي . حيث إن قطر ثاني أكبر مورد للغاز في بريطانيا في عام 2017 ، وهو ما يمثل 9 في المائة من واردات المملكة المتحدة. ولعل الأهم من ذلك بالنسبة لرئيسة الوزراء ، أن جهاز الاستثمار القطري أعلن عام 2016 أن الدوحة استثمرت 30 مليار جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني.
و أضاف التقرير ، و بمناسبة استضافة قطر لمونديال 2022، وقعت قطر مذكرة تفاهم مع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في وقت سابق من هذا العام، كما تعمل شركة British Impactt للاستشارات التجارية الأخلاقية كمراقب خارجي للامتثال بقواعد العمل خلال كأس العالم 2022. وبين التقرير أن الحصار الذي تقوده السعودية قد يكون له تأثير على العلاقات بين دول الخليج ، لكنه لم يعق دور قطر في سوق الطاقة العالمي بأي شكل من الأشكال .
احترام الالتزامات
و أكد التقرير أن السعودية والإمارات فشلتا بعد سنة من الحصار في إحداث تأثير على صادرات الطاقة القطرية. حيث قطعت دول الحصار العلاقات الدبلوماسية مع قطر في يونيو من العام الماضي ، وأوقفت الصادرات ، وطردت مواطنيها وحظرت الرحلات الجوية القطرية من استخدام مطاراتها ومجالها الجوي وأغلقت السعودية الحدود البرية مع قطر بسبب ما زعمت أنه دعم قطري للإرهابيين .
و أضاف التقرير ، أنه ورغم هذه الإجراءات سارعت الدوحة إلى إعادة توجيه الإمدادات عبر الموانئ في سلطنة عمان والهند ، واستخدمت الرحلات الجوية المجال الجوي الإيراني ، حيث أكد جيرد نونمان ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورجتاون: “لا يوجد نقص حقيقي على الإطلاق في الحياة اليومية في الدوحة “.
من ناحية أخرى ، بين الدكتور نونمان أنه لم يعد قادراً على العمل مع المؤسسات في الدول المجاورة وتوقفت اتصالاته معهم بسبب الضغوط السياسية و قال “يبدو أن التأثير الرئيسي هو أن الزملاء والأصدقاء في هذه البلدان يشعرون أنه ليس من الجيد التواصل أو أنه غير آمن “.
استمرار العلاقات الدولية
و ذكر التقرير أن قطر تملك أكبر حقل للغاز البحري في العالم ، و لديها احتياطات طاقة هامة تمكنها من أن تتبوأ مركزا متقدما و مهيمنا في سوق الغاز الطبيعي المسال. كما أن النتيجة الرئيسية للحصار هي إضافة قوة دافعة لقطر لتطوير و تنويع الاقتصاد ، من حيث الطرق والشراكات والقطاعات الاقتصادية. حيث تقوم الدوحة بإعادة تشكيل خطوط الإمداد وتطوير السلع المحلية بينما تمضي قدما في خطة بنية تحتية بقيمة 200 مليار دولار. وفي هذا الصدد أعلنت شركة قطر للبترول الحكومية أنها بالرغم من الحصار تخطط لزيادة الطاقة الإنتاجية اليومية إلى 6.5 مليون برميل نفط مكافئ يوميا خلال الثماني إلى العشر سنوات المقبلة.
وأكد التقرير أنه على الرغم من الاتهامات بدعم الإرهاب ، فشلت الرياض وأبو ظبي في دق الأسافين بين قطر وشركائها وعملائها الدوليين . ففي حين طالبت دول الحصار بإغلاق الدوحة لقناة الجزيرة و إيقاف العلاقات بين قطر وتركيا عززت أنقرة تعاونها المشترك مع الدوحة في عدد من المجالات .
قطر عززت مكانتها
كما أن واشنطن اليوم تحاول إقناع السعودية برفع الحصار، و قد مارس كل من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ضغوطاً على السعوديين وشركائهم من أجل حل الأزمة الخليجية . حيث استنتج العديد من مراقبي السياسة الخارجية أن الحصار الذي قادته السعودية والإمارات قد عزز مكانة دولة قطر و أحدث عدة تحولات ايجابية لصالحها . و تجاوز الاقتصاد القطري الصدمة ولم تتأثر صادرات الغاز الطبيعي المسال مما ألغى أي مخاوف من نقص في إمدادات الغاز على المستوى العالمي . كما صرح الرئيس التنفيذي لشركة قطر للبترول سعد الكعبي لوكالة رويترز: ” نحن لنا وجود في المكسيك ، ووجود في البرازيل ، ونحن نفكر في الاستثمار في الولايات المتحدة في العديد من المجالات ، في الغاز الصخري ، في النفط التقليدي. نحن نتطلع إلى أشياء كثيرة “. و أضاف ” إن قطر للبترول تأمل في استثمار 20 مليار دولار في حقول النفط والغاز الأمريكية على مدى خمس سنوات.”
ريادة عالمية
و أضاف التقرير أن قطر للبترول شركة رائدة عالمياً في مجال تصدير الغاز الطبيعي المسال (غاز النيتروجين السائل) وأصحاب أغلبية الحصص في محطة جولدن باس للغاز الطبيعي المسال في تكساس ، حيث تتعاون مع إكسون و كونوكو فيليبس ، فإن قطر للبترول تتمتع بحضور قوي في سوق الولايات المتحدة. حيث تعتبر محطة جولدن باس واحدة من أكبر الشركات في العالم بطاقة إنتاج تصل إلى 15.6 مليون طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنويًا. وقال الكعبي إن قطر تتطلع أيضا إلى استثمار 5 مليارات دولار إضافية في أصول ما يسمى بالمواد الكيميائية مثل مشاريع الكيماويات. “لدينا خطة نمو ضخمة ….نحن نتحدث مع العديد من الأشخاص والعديد من الشركات في الولايات المتحدة.”
نجاح قطري دولي
و أوضح التقرير أن الحصار لم يؤد إلى تراجع التعاون الدفاعي بين قطر والغرب. حيث وقعت الدوحة عقداً بقيمة 6.6 مليار دولار مع مجموعة شركة بي أيه إي سيستمز البريطانية للدفاع في ديسمبر من العام الماضي لشرائها الطائرات المقاتلة. حيث أعلنت الشركة أن ” الطائرات ستعزز جهود قطر الإستراتيجية نحو دعم الاستقرار في المنطقة ، و بينت بي أيه إي سيستمز أن الصفقة تخضع لشروط التمويل “.
وواصل التقرير أن الدوحة تمكنت من تعزيز علاقتها مع عدة دول على غرار الصين ، وبعد أشهر من ظهور أول بوادر انشقاق دبلوماسي في عام 2014 ، أنشأ صندوق الثروة السيادية في قطر صندوقاً بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي للاستثمار في قطاعات الرعاية الصحية والبنية التحتية والملكية في الصين. وقد استثمرت الدوحة 616 مليون دولار أمريكي في متاجر تجزئة صينية فاخرة ، وتخطط قطر لاستثمار ما يصل إلى 20 مليار دولار أمريكي في العقارات والبنية التحتية في الصين على مدى السنوات الخمس المقبلة.
و في إطار الإصلاحات المستمرة لدولة قطر لتشجيع الاستثمار ألغت الدوحة متطلبات التأشيرة ، وأصبحت تقدم إقامة دائمة للمواطنين الصينيين ، ولديها اتفاقية مبادلة بالعملات مع البنك المركزي في بكين.