إنسايد وورلد فوتبول: قرصنة Bein Sport جزء من أجندة جغرافية سياسية أوسع

سرقة Beout Q لحقوق البث تتم بدعم من السعودية لإلحاق خسائر بالدوحة
الصمت على تجاوزات Beout Q يكشف عن لعبة داخل اللعبة الأكثر شعبية حول العالم
عربسات رفضت وقف القرصنة واكتفت ببيانات الاستنكار للتجاوزات غير القانونية
قال موقع “إنسايد وورلد فوتبول”: إن الصورة في المباراة الافتتاحية لكأس العالم 2018 التي جمعت بين رئيس الفيفا جياني إنفانتينو والرئيس الروسي بوتين والقيادة السعودية التي انتشرت كثيراً، جعلت أصحاب حقوق البث يسألون الفيفا: هل هناك لعبة داخل اللعبة لا تعرف تفاصيلها ولسنا جزءاً منها؟ حيث إن Beout Q وهي بث مدعوم من قبل السعودية، ينقل عبر القمر الصناعي عربسات، يقوم بقرصنة محتوى Bein Sport الرياضية، ولديها حقوق طبع ونشر محفوظة، ويبدو أن الفيفا تتسامح ضمنياً رغم تصريح تقول فيه “يأخذ انتهاكات حقوق الملكية الفكرية على محمل الجد ويستكشف جميع الخيارات لوقف انتهاك حقوقه”، بما في ذلك ما يتعلق بالإجراءات المتخذة ضد المنظمات الشرعية التي ترى أنها تدعم مثل هذه الأنشطة غير القانونية”.
القرصنة وأبعادها
وأوضح الموقع أن القضية ليست مجرد قرصنة تتعلق بمشغل ستالايت، بل إنها قناة تدعمها الدولة، وهي تسرق عمداً حقوق البث وتقوض مصالح الدوحة في حرب الحقوق الرياضية التي أصبحت جزءاً من أجندة جغرافية سياسية أوسع. فالأمر الأكثر تعقيداً بالنسبة إلى إنفانتينو الذي لا يزال يبحث عن تمويل يقدر بـ 25 مليار دولار من الأموال من أجل الحقوق التجارية لكأس العالم للأندية بعد تجديده مع رابطة الأمم العالمية — وهو الاقتراح الذي فشل في تنفيذه قبل كأس العالم ولكن لا يزال على جدول الأعمال. وبينما كان هناك قلق بشأن جمع هذه الأموال، فإن جميع المؤشرات تدل على أن الجزء الأكبر منها يأتي من السعودية. إنه مبلغ من المال يعتقد معظم سماسرة الحقوق أنه غير قابل للتحقيق في أسواق الحقوق الحالية، غير أن هذا الأمر يشير إلى التأثيرات الجيوسياسية على اختلال قوانين كرة القدم العالمي وإمكانية تأثيرها على التحضيرات لكأس العالم الذي سينظم في قطر 2022.
بث غير قانوني
وواصل التقرير: أطلقت شركة beoutQ بعد فترة وجيزة من بدء الحصار لقطر، في أغسطس 2017. وادعت بعض التقارير أنها مشروع كولومبي وكوبي، وقد أثبتت التحقيقات أنها مرتبطة بالشركات السعودية وتروج بنشاط من قبل سعود القحطاني، المستشار الإعلامي لدى الديوان الملكي السعودي الذي يحمل رتبة وزير. ويتم بث قنوات BeoutQ باستخدام ترددات ساتلاتية على عربسات، وهي مشغل حكومي يقع مقره الرئيسي في الرياض و36.6 ٪ مملوكة من قبل جهة الاتصال الحكومي.
ومنذ يناير 2017، طلبت beIN مراراً من عربسات وقف البث غير القانوني للمحتوى المقرصن والذي يبث بصفة غير قانونية، ورفضت عربسات التعاون مع القناة القطرية، على الرغم من خطابات الاستنكار والدعوات المتكررة لوقف القرصنة غير القانونية.
وقال توم كفيني، المدير الإداري لـ beIN MENA: “كشفت تحقيقاتنا أن متصلاً بشركة Selevision السعودية، وهي شركة إعلامية مملوكة لعائلة الخشيم وهي عائلة سعودية معروفة “.
وبين التقرير أنه نظرًا لأن beIN اتخذت إجراءات لمكافحة القرصنة لمنع سرقة إشاراتها فقد تحولت beoutQ إلى سرقة البث من أصحاب الحقوق الآخرين، وفي الآونة الأخيرة سرقت من كومكاست مع اخذ إشارات NBCUniversal Telemundo في كأس العالم وإضافة التعليق الخاص بها على المباريات.
وجاء في البيان الذي صدر عن “الفيفا”: “ندرك أن قناة قرصنة تدعى BeoutQ قد وزعت بشكل غير شرعي المباريات الافتتاحية لكأس العالم 2018 FIFA في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتتعامل الفيفا مع انتهاكات حقوق الملكية الفكرية على محمل الجد، وتستكشف جميع الخيارات لوقف انتهاك حقوقها، بما في ذلك ما يتعلق بالإجراءات المتخذة ضد المنظمات الشرعية التي ترى أنها تدعم مثل هذه الأنشطة غير القانونية. نحن ندحض الزعم بأن BeoutQ قد حصلت على أي حقوق من FIFA لبث أي حدث رياضي”.
وأكد التقرير أن التحذيرات من الفيفا والاتحاد الافريقي لكرة القدم حول قرصنة مسابقاتهما، لم تجد آذاناً صاغية في السعودية. حيث جاء في بيان beoutQ أصدره في نهاية الأسبوع الماضي ما يلي: “مشاهدينا الكرام، beoutQ تخبر مشاهديها بأنها تقوم بصيانة دورية لقنواتها، نتيجة لمحاولة يائسة يقودها الجانب القطري ممثلة بمجموعتها الرياضية من خلال الوسائل غير القانونية والفاشلة التي أحبطناها!!، هذه المحاولات تتعارض مع القانون الدولي!!. نعلن هذا ونعلم مشاهدينا بأن عرضهم لكأس العالم في أيد أمينة!!، ونطلب من المشاهدين إبقاء أجهزتهم متصلة بالإنترنت حتى المباراة القادمة حتى نتمكن من تنفيذ التحديثات المطلوبة في الساعات القادمة لاستئناف البث تدريجياً”؟
ويقول التقرير إن الكلام رخيص، لكن الحقوق باهظة الثمن إذا تحدثنا عن أكثر من 10 مباريات من 64 مبارة لكأس العالم مقرصنة بالفعل، يمكن أن تواجه الفيفا في وقت قريب جداً مطالب جادة من قبل أصحاب حقوق البث. وبالنسبة للفيفا التي قدمت حساباتها المالية السليمة وأعطت وعوداً بمزيد من الامتيازات لأعضائها، فإنها تظهر القليل جداً من الاحترام أو الحماية للمشترين لتلك الحقوق، وهذا يمكن أن يؤدي أيضاً إلى مطالب بالتعويضات ستضطر إنفانتينو إلى المزيد من الشجاعة ليتحدث إلى القيادات السعودية التي جلست إلى جانبه.
السابق
السعودية تواجه صعوبات قبيل اجتماع أوبك
التالي
توتال تعمل على الدخول في مراحل جديدة لمشاريع الغاز القطرية