“هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!
ظن الكثيرون أن الفيلم الملحمي الرائع قد انتهى، وأن المغامرة قد وصلت إلى محطتها الأخيرة، لكن لاعبي ليستر سيتي واصلوا كتابة التاريخ، ونجحوا فيما فشل فيه أصحاب الملايين!
يحتفل جمهور الذئاب بالتأهل إلى ربع نهائي دوري الأبطال، بينما لا زال جمهور أرسنال يتحسر على الخروج من دور الستة عشر للموسم السابع على التوالي! وهو الدور الذي نجح ليستر سيتي في عبوره، من المشاركة الأولى في تاريخه!
فريق طموحه لا يتجاوز البقاء في الدوري الإنجليزي، لكنه أقال مدربه الذي فاز بلقب الدوري في الموسم الماضي، وتصدر مجموعته في دوري الأبطال، ثم حقق نتيجة ليست سيئة في ذهاب دور الستة عشر، وفريق آخر طموحه الفوز بالدوري ودوري الأبطال، أو هكذا يقولون! ويحتفظ بمدربه الذي يفشل في الفوز بالدوري منذ 13 عاماً! والذي لم يتوج باللقب الأوروبي طوال تاريخه، والذي خسر بنتيجة كارثية في ذهاب دور الستة عشر، ثم خسر بذات النتيجة في مباراة العودة، لأنها أعجبته! لكن النادي يتمسك به لسبب ما، ويتبقى أن يكرمه على تلك الإنجازات!
آمن لاعبو ليستر سيتي بقدراتهم، واستخرجوا طاقات كانتي التي بداخلهم! ورغم تواجدهم في المركز الخامس عشر بالبريميرليج، لكنهم نجحوا في التغلب على صاحب المركز الثالث في الليجا! ولم يحدث في ناديهم مثلما يحدث في أرسنال، فعندما يتأخرون في النتيجة، أو يتعرضون لهزيمة ثقيلة، لا يضحك نجوم النادي ساخرين من خسارة فريقهم! ولا يلعبون بالحارس البديل في دوري الأبطال، وكأنها بطولة ودية أو مبارايات سهلة!
يترقب جمهور كرة القدم ما سيفعله ليستر في مواجهته القادمة في دوري الأبطال؟ والتي يتوقع الكثيرون أن تكون ضد ريال مدريد! فبعد تأهل الفريق الإنجليزي المكافح، كثرت التوقعات الساخرة عن قرعة دور الثمانية، حيث يعتقد أنصار نظرية المؤامرة أن الريال يجهز الكرات الساخنة والباردة لاختيار المواجهة الأسهل، لكن الذئاب لن يكونوا بتلك السهولة، فيبدو أن هناك قوة خفية تريدهم أن ينتصروا، ولذلك عندما سألوا بوفون عن الفريق الذي لا يتمنى مواجهته، اختار ليستر سيتي!