إذا كان معروفاً الأن كم كان كريستيانو رونالدو قلقا حيال ليونيل ميسي، فهُناك قصة تُوضح أن العكس أيضاً حدث، كان ذلك في كانون الثاني/يناير عام 2015 حيث كانت الأوضاع في برشلونة غير مُستقرة ومليئة بالفوضي ووصلت للحد الذي أدي إلي وجود خلاف بين ميسي ولويس إنريكي المُدير الفني الجديد في ذلك الوقت الذي أراد أن يأخُذ خُطوة غير مسبوقة بمُعاقبة النجم الأعظم، وإستشعاراً بالمزيد من المشاكل ، سعى تشافي هيرنانديز للتحدث مع جميع اللاعبين الأساسيين بشكل فردي في مُحاولة منه لترتيب الأمور، ومن بين كل هذا كان هُناك سؤالاً واحداً على وجه التحديد يحتاج إلي إجابة وهو عما إذا كان الأرجنتيني سعيداً برؤية رونالدو يفوز مرة أخرى بالكرة الذهبية، لأن هذا ما سيحدُث بالتأكيد إذا لم يستطع برشلونة تحقيق النجاح.
إلا أن برشلونة نجح في ذلك الموسم في الفوز بالثُلاثية ورُبما قدم ميسي أفضل موسم في مسيرته للفوز أيضاً بالكرة الذهبية، بالطبع كان هُناك العديد من العوامل لتحقيق ذلك أهمها الإعداد البدني الجيد، ولكن لا يُمكن التقليل من شأن الجانب النفسي الذي قدمه مُنافس كرونالدو، إن تطورهم على مدى السنوات التسع الماضية يبدو كدليل واضح على كيفية إستخدام كلمة “العدو” بشكل مفيد .
أنا لا أتحدث هُنا عن الإحتكار خلال السنوات التسع الماضية، ولكن أتسائل عما سيحدُث بعد إنتقال رونالدو ليلعب في الدوري الايطالي لصالح اليوفي، فقدت الليجا ديناميكية القيادة الأكثر مُنافسة والتي إستمرت لفترة طويلة جداً وكانت شيئ إستثنائي للغاية في تاريخ كرة القدم أبعد من أي شيئ آخر، فلم يحدُث أبداً أن يلعب أفضل لاعبين في العالم في دوري واحد مثل هذا الوقت الطويل.
فلم يلعب يوهان كرويف في نفس القسم الذي لعب فيه فرانس بيكنباور في حين لم يكُن هُناك أي مُنافس لبيليه في السنوات العديدة التي قضاها في سانتوس، وجائت ذروة دييجو مارادونا في الوقت الذي كان فيه ماركو فان باستن في قمته لحوالي ثلاث سنوات في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، كما كان الحال مع ألفريدو دي ستيفانو وديسلاو كوبالا مع ريال مدريد و برشلونة في 1950.
وهناك سبب آخر يجعل المنافسة تُمثل نُقطة إنعطاف تاريخية، قد يكون التنافُس بين ريال مدريد وبرشلونة أقوى تنافُس بين ناديين علي الإطلاق، وقد تصاعد هذا الأمر على مدى السنوات القليلة الماضية مع وصول رونالدو وميسي إلى أعلى المستويات التي لا يُمكن أن يستمر عليها لاعب لمُدة طويلة بسهولة، لقد جسدوا هذا التصعيد وتحول من مُنافسة الأندية إلى مُنافسة شخصية بين اللاعبين.
ولتوضيح ذلك أكثر دَعوني أطرح سؤالاً، كم كان عدد مُباريات الكلاسيكو التي حددت نتيجتها لحظة تألُق من أحدهما؟ يُمكن لغياب أحدهُم الآن أن يترُك شيئاً من الفراغ.
هناك أولاً الفراغ في ريال مدريد، وأكد الرئيس فلورنتينو بيريز بأنه يرغب في التعاقُد مع لاعبان ليحلوا محل رونالدو وهما إثنان من نيمار، كيليان مبابي أو إيدين هازارد، لكن الواقع يقول أن كل ذلك يبدو شِبه مُستحيلاً إتمامُه هذا الصيف.
وبقدر ما كان وجود رونالدو جيد بالنسبة لميسي، فلا ينبغي أن يكون هُناك أي تأثير سلبي عليه، وقد يعني هذا الأمر وجود مسيرة أخرى لإنتصار الفريق الكتالوني، أو قد يفتح الطريق أمام أتليتكو مدريد مرة أخرى الذي وسط كل هذا الضجيج عملوا مسؤولوه بهدوء كبير في سوق الإنتقالات وقاموا بصفقات ذكية للغاية.
فيما يتعلق بالدوري الإسباني ككل فهذا يفتح الطريق لمزيد من الوقائع المنظورة، هُناك ميسي فقط، لكن ذلك يترُك مساحة كبيرة جداً لشئ رُبما ليس خاصا، لكن مُثير اً للإهتمام بطريقة مُختلفة.