إطلاق خارطة طريق جديدة.. قطر للمال: إيجاد 10 آلاف فرصة عمل للمتخصصين بحلول 2022

كشف مركز قطر للمال النقاب أمس عن خارطة الطريق للسنوات الخمس المقبلة، والتي تستهدف منح تراخيص لألف شركة، وخلق 10 آلاف وظيفة للمتخصصين بحلول عام 2022. كما كشف النقاب عن أضخم حملة تلفزيونية يطلقها المركز في تاريخه، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد أمس. وخلال المؤتمر، استعرض السيد يوسف الجيدة، الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال، عدداً من أبرز الإنجازات التي تم تحقيقها خلال عام 2016، ومنها الانتقال إلى المدينة المالية الجديدة، «مشيرب قلب الدوحة» إلى جانب إدراج أسهم بنك قطر الأول في بورصة قطر، وهو إنجاز نوعي يعتبر الأول من نوعه لمؤسسة مرخص لها من قبل مركز قطر للمال.
وأشار الجيدة إلى أن هذه النجاحات تأتي مدفوعة بالجهود المستمرة لحكومتنا الرشيدة، وهي جهود تشجعنا على تقديم المزيد لمواكبة وتعزيز بيئة الاستثمار والأعمال في الدولة.
وتعليقاً على إطلاق خارطة الطريق الجديدة للمركز قال الجيدة: «تمثل خارطة الطريق هذه تطور مركز قطر للمال المستقبلي، تحديداً من عام 2017 حتى عام 2022، حين ستكون دولتنا حينها محط أنظار العالم بالتزامن مع تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022».
وتتوافق خارطة الطريق الخمسية الجديدة مع ركائز التنمية البشرية، والاجتماعية، والاقتصادية والبيئية التي ترتكز عليها رؤية قطر الوطنية 2030، وتبرز رؤية مركز قطر للمال في تحويل الدوحة إلى عاصمة مالية وتجارية رائدة في العالم.
ورحب الجيدة بتعيين مجلس استشاري جديد يجمع قادة القطاع الخاص في الدولة، حيث سيعمل بشكل وثيق مع إدارة مركز قطر للمال لدعم مساعيه الرامية لتحقيق أهداف خارطة الطريق الخمسية. وسيجمع المجلس أهم الخبراء والمختصين في القطاع الخاص والخدمات المالية، كما سيتولى تمثيل مركز قطر للمال في الفعاليات المالية المرموقة التي يتم تنظيمها على مدار العام في قطر والعالم.
المجلس
ويتألف المجلس الاستشاري من كل من: عمر حسين إبراهيم الفردان، رئيس شركة الفردان، عبدالله بن فهد بن غراب المري، رئيس مجلس إدارة بنك قطر الأول، صلاح محمد الجيدة، رئيس مجلس إدارة دويتشيه بنك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومدير دويتشه بنك في دولة قطر، تميم حمد الكواري، الرئيس التنفيذي لمجموعة «كيو إنفست» وراشد آل سعد، الرئيس التنفيذي لمكتب شرق للمحاماة.
أهداف
وتحدث يوسف الجيدة، الرئيس التنفيذي للمركز، عن أهداف خارطة الطريق الجديدة للمركز، والتي تسعى إلى إنشاء مدينة مالية في مشيرب قلب الدوحة، الترخيص لـ1000 شركة، خلق 10 آلاف وظيفة في القطاع الخاص، تحقيق ثلاثة أضعاف النمو في أصول الشركات المرخصة من قبل مركز قطر للمال، الوصول إلى %5 من القيمة السوقية لبورصة قطر.
وتابع الجيدة: «نحن واثقون من أن استراتيجيتنا الجديدة، المتزامنة مع التحسينات المستمرة التي نضيفها على منصاتنا، ستساهم بنجاح في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في دولة قطر وتدعم التنويع الاقتصادي تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030».
كما وترافق الإعلان عن الخارطة الجديدة مع إطلاق أكبر حملة دعائية تلفزيونية ينظمها مركز قطر للمال، وتحمل شعار «قلب المال والأعمال». وتقدم الحملة إعلاناً تلفزيونياً مدته دقيقة واحدة، يسلط الضوء على دولة قطر كموقع مثالي للشركات الهادفة إلى التوسع من الشرق إلى الغرب وبالعكس، من خلال منصة مركز قطر للمال.
رسالة شاملة
من جانبه، علق يوسف فخرو، الرئيس التنفيذي للتسويق والاتصال المؤسسي بمركز قطر للمال على إطلاق هذه الحملة التلفزيونية بالقول: «تركز حملتنا لعام 2017 على الرسالة الشاملة لمركز قطر للمال، وهي أننا «قلب المال والأعمال». كما أنها تذكر المشاهدين بالفوائد والمكتسبات الكبيرة التي توفرها برامجنا للشركات الساعية للنمو والطامحة في توسيع أعمالها من الشرق إلى الغرب، ومن الغرب إلى الشرق».
وتستعرض الحملة التلفزيونية أبرز محطات النجاح التي شهدها مركز قطر للمال، مجددة التأكيد على أنه المنصة الرائدة في المنطقة لتسهيل النمو والتوسع في منطقة الشرق الأوسط والعالم. كما تستعرض عدداً من الفوائد الأساسية التي يقدمها مركز قطر للمال، والتي تشمل معدلاً منخفضاً بالنسبة للضريبة على الشركات يعادل %10 من الأرباح المتأتية من مصادر محلية، والسماح بالتملك الأجنبي بنسبة %100، وترحيل الأرباح بنسبة %100، ومحكمة مستقلة ومحكمة التنظيم ومركز تسوية المنازعات، وإطار قانوني وقضائي عصري يستند إلى القانون الإنجليزي العام.
وسيتم بث الحملة الإعلانية الجديدة عبر القنوات التلفزيونية المحلية والدولية، إلى جانب عرضها على متن الخطوط الجوية القطرية، الناقل الرسمي لدولة قطر، وأهم الشبكات الإخبارية العالمية.
كما يمكن متابعتها من خلال الموقع الرسمي لمركز قطر للمال qfc.qa، وعبر قناة المركز على موقع يوتيوب QFCAuthority، إلى جانب مختلف مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للمركز من خلال الوسم #قلب_المال_والأعمال.

بصدد الإعلان عنه قريباً
القانون الجديد يشمل تحديثات جوهرية للبيئة التجارية والقضائية

وحول العائد على الاقتصاد الوطني من استقطاب 1000 شركة إلى «قطر للمال» خلال خمس سنوات من الآن، قال الرئيس التنفيذي للمركز: إن هذه الشركات ستكون ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، خاصة فيما يتعلق بخلق الوظائف ومساهمة تلك الشركات بشكل مباشر في اقتصاد البلاد من خلال استثمار رؤوس أموالها، بالإضافة إلى المساهمة بشكل غير مباشر في الاقتصاد من خلال دوران عجلة الاقتصاد، خاصة فيما يتعلق بالبنوك.
وفيما يتعلق بالمعايير التي يضعها المركز من أجل استقطاب هذا العدد من الشركات، أشار الجيدة إلى أنها تتمثل في ضرورة تطوير أنظمة التسجيل وتسهيل الإجراءات في «قطر للمال»؛ وذلك للتمكن من استقطاب أكبر عدد ممكن من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
كما نوه بأهمية تطوير البيئة القضائية أيضاً، مشيراً إلى أن المركز بصدد الإعلان قريباً عن قانون مركز قطر للمال الجديد، مضيفاً: «القانون سيشمل تحديثات جوهرية للبيئة التجارية والقضائية».
وأوضح أن البيئة التجارية في المركز هي بمثابة منصة داخلية، وليست منطقة حرة، بمعنى أن كثيرا من الشركات التي تسجل وترخص في مركز قطر للمال بإمكانها المساهمة في الاقتصاد الوطني مباشرة والدخول في مشاريع محلية، والمساهمة كذلك في المشاريع الحكومية والخاصة بشكل مباشر، مؤكداً أن هذا النوع من الاستثمار غير متعارف عليه في المناطق الحرة الأخرى.
وتابع: «قانون مركز قطر للمال سيتيح بشكل واضح وصريح، إمكانية مساهمة هذه الشركات في العمل داخل الدولة والاستفادة من البيئة القضائية الموجودة في المركز. كما أن تلك التعديلات ستسهل على المستثمرين، سواء الأجانب أو المحليين، عملية الترخيص والتأسيس واتخاذ القرار في استثمار أموالهم داخل قطر».

100 شركة بانتظار ترخيص «قطر للمال»

نوه الجيدة بأن حوالي 100 شركة تبدي رغبتها في الوقت الحالي للحصول على تراخيص من مركز قطر للمال لتأسيس أعمالها داخل قطر، مؤكدا أن عملية استقطاب الشركات مستمرة بشكل دائم.
وتابع: «يتم العمل حاليا على استراتيجية دقيقة جدا للنظر في القطاعات التي نعتقد أن الاقتصاد القطري سيستفيد منها بشكل كبير خلال السنوات الخمس المقبلة، ومنها بالطبع قطاع الخدمات المالية والقطاعات المكملة له».
وقدر الجيدة عدد الشركات التي تعمل تحت مظلة مركز قطر للمال حاليا بنحو 350 شركة.
أما فيما يتعلق بالشركات التي تخرج من المركز، فقد أكد الجيدة أن عددهم أقل بعشرة أضعاف من عدد الشركات التي يتم منح التراخيص لها، لافتا إلى أن تلك الشركات تخرج لأسباب تجارية بحتة، تتعلق بالربح والخسارة بسبب أوضاع السوق العالمي، إلا أنه في الوقت نفسه أكد أن بعض الشركات التي تخرج قد تعود مرة أخرى بعد سنة أوسنتين مع تحسن الأوضاع العالمية.
وتوقع الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال أن يبدي عدد كبير من الشركات الإقليمية والعالمية نيتهم الدخول إلى السوق القطري خلال السنوات الخمس المقبلة، بحكم قرب تنظيم قطر لكأس العالم لكرة القدم 2022.

%30 من الشركات المرخصة
بالمركز «قطرية»

حول المنافسة التي تواجهها شركات مركز قطر للمال مع شركات القطاع الخاص في الدولة، أكد الجيدة أن منصة «قطر للمال» هي منصة تكميلية وليست منافسة، بدليل أن %30 من الشركات المرخصة في المركز هي شركات قطرية، كما أن أكبر بنك مرخص من المركز قطري، وكذلك أكبر شركة تأمين، وأيضا أكبر شركة لإدارة الأصول.
وقال في هذا الصدد: «المنافسة شريفة جدا وهي تسمح بدخول رؤوس أموال أجنبية داخل البلاد، وأيضا تصدير رؤوس أموال قطرية إلى الخارج، لقد تجاوزنا المنافسة، واليوم بحكم الأوضاع الاقتصادية وأسعار النفط في المنطقة، جميع الدول في المنطقة والخليج تطمح إلى تنويع الاقتصاد، الأمر الذي يحتم فتح المجال أمام الاستثمار الأجنبي والمحلي أيضا لتحفيز الاقتصاد».
وفيما يتعلق بالحوافز والمزايا التي يمنحها «قطر للمال»، لفت الرئيس التنفيذي للمركز إلى أن البيئة التجارية والقضائية هي أكبر حافز، ولكنه أشار إلى وجود حوافز أخرى، مثل النظام الضريبي، والذي يتم مراجعته في الوقت الحالي بهدف تسهيل دخول الأموال إلى الدولة.

الانتقال إلى «مشيرب قلب الدوحة» قبل منتصف 2018

حول البرنامج الزمني لانتقال الشركات التابعة لمركز قطر للمال لمشيرب قلب الدوحة، نوه يوسف الجيدة بأن عملية الانتقال ستبدأ خلال النصف الأول من العام 2018، وستشمل عملية الانتقال الكيانات الشقيقة، هيئة مركز قطر للمال، الهيئة التنظيمية، المحاكم وأكاديمية قطر للمال، كما ستنتقل عدد من الشركات المرخصة بالتزامن، مؤكداً أن جودة البنية التحتية للمدينة ستكون عامل جذب لباقي الشركات للانتقال إلى هناك.

حملات تسويقية مكثفة في دول جنوب آسيا وأوروبا وأميركا
وحول الحملات التسويقية لاستقطاب هذا العدد من الشركات خلال فترة السنوات الخمس، قال الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال، إن المركز سيقوم بحملات تسويقية عالمية مكثفة، ابتداء من دول جنوب آسيا ثم أوروبا وصولاً إلى أميركا الشمالية.
وأضاف أن هذه الحملات ستتم خلال العام الجاري، كما سيتم من خلالها إبراز أهم مميزات الاقتصاد القطري والقطاعات الواعدة، مفيداً بأنه وبحكم قوته، فإن الشركات ستبدي رغبتها في الدخول إلى منطقة الشرق الأوسط عبر بوابة مركز قطر للمال، واتخاذ قطر مقراً لها.

هيكلة مؤشرين جديدين ضمن بورصة قطر قريباً

وفي رده على أسئلة الصحافيين، كشف يوسف الجيدة، الرئيس التنفيذي لمركز قطر للمال، عن مؤشرين جديدين ضمن بورصة قطر، أحدهما إسلامي، تتم هيكلتهما حالياً في مركز قطر للمال، مشيراً إلى أن المؤشرين سيريان النور قريباً.
كما كشف الجيدة عن نية 10 شركات، تعمل تحت مظلة المركز، الإدراج في بورصة قطر، مشيراً إلى أنها لم تفصح عن هذه الخطوة حتى وقتنا هذا، في حين أفصحت شركتان تعملان في قطاع الخدمات المالية عن نيتهما الإدراج، وهما بنك «كيوانفست» و»سيب للتأمين وإعادة التأمين».

السابق
معرض سيتي سكيب: شركة Liderlik Development تعلن عن مشروع “نيفو أتاكوي”
التالي
تراجع بنحو 530 ألف برميل.. انخفاض غير متوقع بمخزون أمريكا من النفط