
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية، يوم الاثنين، على لقاح من إنتاج شركة «ميرك» مصمم لحماية الرضّع من الفيروس المخلوي التنفسي خلال موسمهم الأول من التعرض للفيروس، ما يمهّد الطريق لطرح منافس لعلاج مماثل تنتجه شركتا «سانوفي» و«أسترازينيكا».
وسيسمح هذا القرار لشركة ميرك بطرح الدواء، الذي سيتم تسويقه تحت اسم «Enflonsia» –قبل بدء موسم الفيروس المخلوي التنفسي، والذي يبدأ عادة في الخريف والشتاء ويستمر حتى الربيع.
وقالت الشركة في بيان إنها تتوقع بدء تلقي الطلبات على اللقاح في يوليو تموز، على أن يتم شحنه قبل أن يبدأ الفيروس في الانتشار على نطاق واسع.
وتوفّر الموافقة للأطباء خياراً علاجياً جديداً ضد الفيروس الذي يتسبب بآلاف الوفيات بين كبار السن ومئات الوفيات بين الرضّع سنوياً. وتُعد مضاعفات الفيروس المخلوي التنفسي السبب الرئيسي لدخول الأطفال حديثي الولادة إلى المستشفيات.
وقال الدكتور دين لي، رئيس مختبرات أبحاث ميرك، في بيان: «نحن ملتزمون بتوفير Enflonsia في الولايات المتحدة قبل بدء موسم الفيروس المخلوي التنفسي القادم، للمساعدة في تقليل العبء الكبير الذي يفرضه هذا الفيروس الموسمي واسع الانتشار على العائلات وأنظمة الرعاية الصحية».
وسيتنافس لقاح ميرك مع علاج ناجح مماثل من إنتاج «سانوفي» و«أسترازينيكا» يُعرف باسم «Beyfortus»، والذي واجه نقصاً على مستوى البلاد خلال موسم الفيروس المخلوي التنفسي في عام 2023 بسبب الطلب غير المسبوق.
ويُعد كلا العقارين من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة الوقائية، والتي تعمل من خلال إيصال الأجسام المضادة مباشرة إلى مجرى الدم لتوفير حماية فورية. لكن كلاً منهما يستهدف جزءاً مختلفاً من الفيروس، مما يجعل المقارنة المباشرة بينهما صعبة.
ويتميّز لقاح ميرك بإمكانية إعطائه للرضع بغضّ النظر عن وزنهم، وهو ما تقول الشركة إنه يوفر ميزة من حيث سهولة تحديد الجرعة. في المقابل، يُحدد مقدار جرعة «Beyfortus» وفقاً لوزن جسم الرضيع.
وكشفت «سانوفي»، يوم الاثنين، عن خطة طموحة لزيادة إمدادات «Beyfortus»، تتضمن البدء في شحن اللقاح في وقت مبكر من الربع الثالث. وبلغت مبيعات «Beyfortus» العام الماضي 1.7 مليار يورو (1.8 مليار دولار).
فيروس قاتل للرضع وكبار السن
كما تتوفر في الولايات المتحدة لقاحات لفيروس المخلوي التنفسي من شركات مثل «فايزر»، و«جي إس كيه»، و«موديرنا»، غير أن هذه اللقاحات مخصّصة للبالغين أو للنساء الحوامل فقط. وفي الآونة الأخيرة، أوقفت إدارة الغذاء والدواء الأميركية مؤقتاً تجارب لقاحات فيروس المخلوي التنفسي للأطفال الصغار إلى حين تقييم بعض المخاوف المتعلقة بالسلامة.
وتنتظر الشركات المعنية الآن نتائج اجتماع «اللجنة الاستشارية للقاحات» التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، والمقرر عقده بين 25 و27 يونيو حزيران، والذي سيُناقش خلاله توصيات تخص لقاحات فيروس المخلوي التنفسي والتطعيمات الأخرى.
وأظهرت نتائج التجارب السريرية المتوسطة إلى المتقدمة للقاح Enflonsia أنه قلل من حالات الدخول إلى المستشفى بسبب فيروس المخلوي التنفسي بنسبة تفوق 84%، كما خفّض حالات الدخول المرتبطة بعدوى الجهاز التنفسي السفلي بنسبة 90% مقارنة بالعلاج الوهمي، وذلك لدى الرضّع حتى عمر خمسة أشهر. كما ساهم في تقليل حالات العدوى التنفسية السفلى التي استدعت تدخلاً طبياً بأكثر من 60%.
ويُعد فيروس فيروس المخلوي التنفسي أحد الأسباب الشائعة للعدوى في الجهاز التنفسي السفلي، مثل الالتهاب الرئوي.