وكالات – بزنس كلاس:
بدى أن تصريحات المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل في اكتوبر الماضي عن عزم بلادها وقف توريد الأسلحة إلى السعودية إلى حين ظهور الحقيقة كاملة حول جريمة اغتيال خاشقجي، لم تكن تصريحات للإستهلاك الإعلامي فحسب فبعد أقل من شهر أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية يوم الاثنين رسميا أن الحكومة الألمانية توقفت بالكامل عن توريد الأسلحة إلى السعودية وذلك على خلفية إغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من اكتوبر الماضي.
وقالت “روسيا اليوم” في تقرير لها إن وزارة الاقتصاد الألمانية أشارت في بيانها إلى ان قرار مجلس الوزراء يفرض حظراً على تقديم تراخيص جديدة لتصدير الأسلحة إلى الرياض، كما يوقف القرار الجديد سريان تراخيص التي منحتها الحكومة الألمانية سابقا. وأكدت الوزارة أن تصدير الاسلحة إلى السعودية تم ايقافه في الوقت الراهن.
وفي سياق ذي صلة، اعلن هايكو ماس وزير الخارجية الألماني اليوم الاثنين أن بلاده قد فرض عقوبات على 18 سعوديا شاركوا في عملية إغتيال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول. واكد الوزير الألماني أن العقوبات تم إتخاذها بعد التشاور مع كل من بريطانيا وفرنسا مما يعني أن العقوبات تقضي بحرمان هؤلاء الاشخاص من دخول منطقة شنغن، وشدد وزير الخارجية الألماني في تصريحات صحفية على هامش اجتماع للاتحاد الأوروبي في بروكسل، ان بلاده تطالب بملاحقة جميع المسؤولين عن إغتيال خاشقجي مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأسئلة حول القضية لم يتم الإجابة عليها.
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قد أعلن في الـ 24 من أكتوبر الماضي انه قد تم تحديد بعض المسؤولين عن إغتيال خاشقجي بمن فيهم مسؤولون في الاستخبارات والديوان الملكي ووزارة الخارجية السعودية ووزارات أخرى ، مشدداً على أن الولايات المتحدة لا تتسامح مع مثل هذه التصرفات الشنيعة، وفي الوقت ذاته أعلنت الخارجية الأمريكية إلغاء تأشيرات 21 مسؤولاً سعودياً.
وفي تطورات الموقف الرسمي الأمريكي حول قضية خاشقجي كانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت ،الخميس، عن فرض عقوبات على 17 سعودياً من ضمنهم المستشار السابق بالديون الملكي سعود القحطاني الشهير بـ”دليم” والقنصل السعودي في اسطنبول محمد العتيبي وماهر عبدالعزيز مترب وذلك بسبب جريمة إغتيال خاشقجي.
كما تضم القائمة السعوديين الذين ستشملهم العقوبات الأمريكية: ” فهد البلوي – صلاح الطبيقي “الطبيب الذي قطع الجثة” – مصطفى المدني “المتنكر بزي خاشقجي عقب تنفيذ الجريمة” – مشعل البستاني – نايف العريفي – محمد الزهراني – منصور باحسين – خالد العتيبي – عبد العزيز الهوساوي – وليد الشهري – ذعار الحربي – سيف القحطاني – تركي الشهري – بدر العتيبي”.
الجدير بالذكر أن تداعيات أغتيال خاشقجي قد جعلت السعودية في موقفا لا تحسد عليه، حيث أنها أصبحت تتعرض لضغوط دولية واممية وأعلامية واسعة تهددها بعزلة سياسية ودبلوماسية واقتصادية مع أمريكا وأوروبا وعدد كبير من بقية الدول التي كانت تربطها بها علاقات قوية، خصوصا بعد أن كشفت تقارير إستخباراتية أمريكية وتركية أن أمر إغتيال خاشقجي قد صدر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقد نفذه فريق أمني من دائرته الخاصة، علاوة على الروايات السعودية المتكررة والمتناقضة حول ملابسات الجريمة والتي فضحت محاولات السلطات السعودية لطمس الحقيقة من أجل تبرئة ولي العهد السعودي من خلال تقديم أكباش فداء تلصق بهم تهمة إرتكاب جريمة اغتيال خاشقجي.