أورينت الفرنسية: اختراق “قنا” مجرد حجة!

وكالات – بزنس كلاس:

مع مرور عام على جريمة قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية تتكشف الحقائق يوما بعد يوم حيث أصبحت الرؤية واضحة وفطنت وسائل الإعلام الأجنبية قبل العربية إلى الجريمة وأبعادها وخفاياها.

صحيفة أورينت الفرنسية قالت انه بات معروفا أن وكالة الأنباء القطرية قد تعرضت للقرصنة من قبل أجهزة الاستخبارات الإماراتية ، وأن النصوص المنشورة على الإنترنت كانت مزيفة. و نعلم أن القرصنة كانت مجرد ذريعة للمشاركة في الحصار ضد قطر. وهي شكل من أشكال العودة إلى الحرب الباردة في منطقة الخليج.

وأضافت الصحيفة أن توقيت وتسلسل الأحداث لا يترك مجالاً للشك في أصل وهدف المناورة. حيث إنه في نفس يوم القرصنة ، عُقد في الولايات المتحدة اجتماع بين جماعات الضغط والصحافيين الذين كتبوا فيما بعد أكثر من 12 مقالة ضد قطر. وفي الدقائق التي تلت بث الأخبار المزيفة ، قامت العربية وسكاي نيوز أبو ظبي بتحيين برامجها لوضع الأخبار المزعومة عن قطر في مقدمة أخبارها. وبحلول منتصف الليل ، كان المراسلون جاهزين ، والضيوف على استعداد في الاستوديوهات حتى أن البعض حضر قبل ساعتين من الحدث ولم يُعط أي مجال إعلامي للنفي الصادر عن قطر. وكانت التعليقات والعناوين موجهة ضد الدوحة وسياستها ، وتم التركيز على تقارب قطر مع إيران بشكل خاص ، بسبب فرط الحساسية السعودية في هذا السجل.

خفايا القرصنة
بينت الصحيفة أن الإعلام السعودي والإماراتي قام بتكرار الأخبار الموجهة ضد قطر. حيث عملت كل من قناة العربية وسكاي نيوز أبو ظبي بالتعبئة و حرصوا على تنسيق برامجهم زمنيا لزيادة التأثير وإثارة الجدل على الشبكات الاجتماعية . كذلك فإن انتشار هذه القصة المزيفة التي تهدف إلى عزل الدوحة جاء بعد أيام قليلة من زيارة دونالد ترامب للرياض ، مما يمكننا من تفسير وشرح الأهداف لهذه الحملة الموجهة، سيما وأن رحلة الرئيس الأميركي سبقتها بالفعل موجة جديدة من الهجمات ضد قطر.

وواصلت الصحيفة : هذه الاتهامات الممنهجة التي صدرت في بعض وسائل الإعلام الأمريكية ، يتم إطلاقها والإشراف عليها عن طريق شبكات تعمل لصالح الإمارات التي يبدو أن نفورها من الدوحة تحول إلى هاجس. وفي محاولة لتشويه سمعة الدوحة و تبييض صورتها في واشنطن دفعت أبو ظبي مؤخراً ملايين الدولارات لوكالات الأنباء و بعض قادة الرأي.

اعتبرت أورينت أن المقصود من هذا التسلسل الزمني واختيار توقيت عملية القرصنة ومحتواها ، يقوم على عدة عناصر منها استغلال الهوس السعودي من الوجود الإيراني واستخدام خطاب دونالد ترامب قبل بضعة أيام الذي أكد أن طهران تقوم بتمويل الإرهابيين وتدريبهم ، حيث كانت الرسالة التي أرادت أبوظبي توجيهها لا يمكن اعتبار قطر حليفاً يعتمد عليه في المواجهة الحيوية “للجبهة السنية”. ووجهت الرسالة للمعنيين بالأمر، أولاً لكسر الصلة القوية التي أقامتها السعودية مع الدوحة من خلال إثبات أن قطر غير ثابتة في معارضتها لإيران. ثانيا ، الإضرار بالعلاقات بين الدوحة وواشنطن ، خاصة بعد التقارب بين الإمارات والبيت الأبيض.

الدور الإماراتي
وذكرت الصحيفة أن هذه القضية لن تصلح العلاقات داخل دول مجلس التعاون الخليجي ، وليس من المؤكد أن الإمارات حسنت سمعتها لدى السعودية. بينما كان الطابع التخطيطي للعملية واضح لكثير من المراقبين، حيث إن استخدام مثل هذه الأساليب لتقويض العلاقات الجيدة بين السعودية و الدوحة ، أمر يثير الشك في الخط السياسي للإمارات في المنطقة الذي يستهدف بالأساس التأثير على الموقف السعودي تجاه الإخوان المسلمين لأن أبو ظبي معنية بالتأثير على الموقف السعودي وتأليبه ضد حركة الإخوان و أتباعهم في المنطقة.

وشبهت الصحيفة إصرار وسائل الإعلام الإماراتية على نشر المعلومات الخاطئة حول قطر بالإستراتيجية التي تم اعتمادها من قبل وسائل الإعلام الإماراتية التي نشرت مزاعم كاذبة حول الانقلاب المجهض في تركيا. حيث نقل الإعلام في أبو ظبي إشاعة مفادها أن أردوغان طلب اللجوء إلى ألمانيا من أجل إحباط أنصاره ودفع الجيش لتنفيذ الانقلاب.

واختتمت الصحيفة بأنه يجب أن نأخذ بعين الاعتبار تطور الوضع في الدول العربية الأخرى لفهم هدف الإمارات من حصار قطر ، سواء في اليمن أو سوريا أو ليبيا أو مصر ، حيث تشن الإمارات حربًا بالوكالة منذ تفكيك “الربيع العربي”. إذ سرعان ما برزت أبو ظبي كزعيم لـ “الثورة المضادة” التي تواجه أي تعبئة شعبية تتحدى النظام القائم.

السابق
فنادق الدوحة.. إشغال “خيم رمضان” يبلغ نحو 80%
التالي
تفاصيل عروض “المصرف” في شهر رمضان المبارك