أهل الكويت وعُمان في قطر.. عيدكم عيدنا

توافد الآلاف من العمانيين والكويتيين إلى الدوحة عبر مطار حمد الدولي لقضاء عطلة عيد الفطر المبارك، في إطار مبادرات شعبية كويتية وعمانية للتضامن مع قطر ضد الحصار المفروض عليها من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين.
ويشهد «حمد الدولي» منذ أيام توافد العديد من مواطني تلك الدولتين، وسط تسهيلات رسمية لاستقبالهم ومبادرات شخصية من مواطني قطر لتيسير تنقلاتهم وإقامتهم في الدوحة.
يشار إلى أن الهيئة العامة للسياحة قدرت أعداد السياح والزوار القادمين من الدولتين خلال العام الماضي بنحو 200 ألف زائر.
وسائل الإعلام القطرية سارعت للقاء عددا من الكويتيين والعمانيين الذين وصلوا إلى المطار، واستطلعت آراءهم بشأن أزمة الحصار الخليجي لدولة قطر، وألقت الضوء على مبادراتهم التضامنية الهادفة لدعم الدوحة في تلك الأزمة.
قال عماد الحضري، وهو إعلامي في وكالة الأنباء العمانية، إن الزيارة تأكيد على أن جميع دول مجلس التعاون كيان واحد وأن الأحداث الحالية من حصار ليست سوى اختلاف في وجهات النظر السياسية سيتم حلها قريبا.
وأضاف «الحضري»، لـ«لوسيل»: «الحصار لا يعدو كونه عارضا صحيا يتعرض له مجلس التعاون وستعود المياه إلى مجاريها وسنخرج من هذه التجربة إلى الأفضل لأن هذه التجارب تعلم الكثير من الدروس».
وتابع: «دائماً الأمور السياسية يكون بها شد وجذب واختلافات وآراء متباينة، وزيارتنا لقطر وقضاء أجازة العيد فيها تؤكد أواصر الترابط بين دول مجلس التعاون لأننا نعتبرها بيتنا الثاني، زرت الدوحة أكثر من مرة وهناك ارتباط بمعالمها التراثية أبرزها سوق واقف وكتارا والأسواق التجارية، وقطر فخر ومفخرة لكل العرب والمسلمين».
واستطرد: «اليوم نشاهد قطر في هذه المكانة العالمية حيث صارت مقصداً لكثير من البشر في العالم من سياسيين ورياضيين وسائحين وتجار ورجال أعمال وغيرهم»
بدوره، أوضح محمد سليم المهري، أن قراره بقضاء عطلة عيد الفطر في قطر يأتي في إطار مبادرة شبابية عمانية لقضاء العيد في الدوحة، تستهدف بيان وتأكيد أن قطر جزء من الخليج وستظل وتبقى كذلك أيا كانت نوعية الخلافات بينها وبين دول المجلس.
وقال: «زياراتنا كثيرة لقطر سواء عمل أو سياحة وأخرى أسرية ونحن الآن في موسم عيد وبالتالي الأخوان يقومون بزيارة بعضهم البعض في مثل هذه المناسبات، وهدفنا ترسيخ مفهوم وهدف اجتماعي يتمثل في كون قطر جزء من نسيجنا الاجتماعي».
وأضاف: «في هذه المبادرة ابتكرنا وشاحا وقررنا ارتداءه يحمل صورة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وسلطاننا المعظم بجانب شعار دول مجلس التعاون، لتأكيد أن قطر جزء من المجلس وقوتنا في وحدة المجلس».
وزاد: «المبادرة لها شقان أحدهما يتمثل في قضاء أجازة العيد عند أهلنا في قطر، والآخر يشمل دعوتهم لزيارتنا في سلطنة عمان، لأن أحد أهدافنا في إطار المبادرة هي تدعيم أواصر التواصل المتبادل مع أخواننا في قطر في ظل الامتداد الأسري بين الدولتين وغيرها من مجلس التعاون».
من جهته، قال المهندس سعيد بن محمد الجفالي، إن زيارته للدوحة في عيد الفطر المبارك هدفها التضامن والتواصل مع الأهل في قطر وتدعيم صلات الرحم كما يأمر الدين الإسلامي.
وأضاف: «قطر هي جزء لا يتجزأ وأساسي من المنظومة الخليجية التي تتكون من 6 دول بداية من مسقط وصولا إلى الكويت ونحن الآن زائرين لوطننا الثاني والدار دارنا وعيدنا عيدهم».
وتابع: «نحن متأكدون من حفاوة الاستقبال ورحابة الصدر المتواجدة لدى أخواننا القطريين في الدوحة، وهو ما لمسناه منذ أن وطأت أقدامنا أرض المطار».
وأكد أن الحصار الحالي نتيجة لاختلاف طبيعي بين الأشقاء الذين يجب أن يجلسوا للحوار من أجل الوصول إلى حل مرضي لجميع الأطراف.
وقال «الجفالي»: «جميعا لحمة واحدة يجمعنا الأصل والدين الحنيف واللغة كأمة إسلامية واحدة، لدينا امتدادات عائلية في كل مكان في دول المجلس، وكحصار أو مقاطعة لدينا ثقة كبيرة في قيادات مجلس التعاون وحكمائنا للتوصل إلى حل يرضي الجميع لتعود الأمور إلى سابق عهدها بين الأشقاء».
أحمد سلمان، أحد الزائرين القادمين من دولة الكويت لقضاء أجازة العيد مع أسرته للمرة الثالثة لهم في الدوحة، أبدى إعجابه بحفاوة الاستقبال بداية من المطار وحتى وصوله إلى الفندق.
وقال «سلمان»، لـ«لوسيل»: «متضامنون مع شعب قطر ضد هذا الحصار، وزيارتنا تؤكد تلاحمنا الشعبي الذي يجسد معنى الوفاء من شعب الخليج الواحد».
وأضاف: «بادرنا بإعلان تضامننا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ورغبتنا في قضاء العيد، وعندما وصلنا وجدنا حفاوة طالما عهدناها من أخوتنا في قطر».
على صعيد آخر، تفاعل مواطنون عبر موقع التدوينات القصيرة (تويتر) مع تغريدات العديد من الكويتيين والعمانيين الذين أعلنوا عن وصولهم إلى الدوحة لقضاء عطلة عيد الفطر.
وأعرب مغردون قطريون عن ترحيبهم بأشقائهم، وأبدى عدد كبير منهم استعداده لمرافقتهم في جولات حرة في مختلف المزارات والمناطق السياحية والتراثية بالدوحة.
وكتبت المغردة إلهام بدر#قطر العلا قائلة: “مليون هلا ومرحبا بأهل القلوب النقية والأخلاق العلية.. هلا بالسلطنة وأهلها”، فيما قال الدكتور سالم الهاجري في تغريدتين عبر وسم #مرحبا_باهل_عمان_والكويت_في_قطر : “بشوفتكم العيد عيدين، نورتو لبلاد وعيدنا أحلى بشوفتكم يالغاليين”.

السابق
مهرجان العيد.. كتارا تحتفل بالتراث العربي
التالي
صيف قطر بنسخته الـ4: تحدي الحصار.. جوائز بـ 200 ألف دولار