الدوحة – وكالات:
أكدت مجموعة أكسفورد للأعمال العالمية أن قطر تعمل حالياً على تعزيز قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية من خلال بناء صناعة محلية قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقديم حوافز وتسهيلات غير مسبوقة للاستثمار في هذه القطاعات.
وكشف أحدث تقرير للمجموعة، حصلت «العرب» على نسخة منه، أن الدولة تعمل حالياً على تنفيذ عدد من المبادرات التي تهدف إلى زيادة الطاقة الإنتاجية ضمن الإطار الأوسع لبرنامج الأمن الغذائي القطري الذي أطلق في عام 2012.
وتهدف الخطة إلى زيادة عدد المزارع المحلية من 1400 إلى 3000، وتلبية ما لا يقل عن 60 ٪ من الطلب المحلي على الأغذية من الموردين المحليين بحلول عام 2024. ولتحقيق هذه الغاية، أطلقت شركة حصاد للأغذية مبادرة «اكتفاء» في يوليو لتقديم الدعم للمزارع غير المنتجة التي تشكل حالياً 80 ٪ من الأراضي الزراعية المسجلة في البلاد، والهدف هو تزويد المزارعين المحليين بالمعونة والخبرة المالية اللازمة لجعل محاصيلهم مجدية تجارياً في السوق المحلية، وخلال المرحلة الأولى من الخطة تهدف شركة حصاد للأغذية إلى تنفيذ برنامجها على 60 هكتاراً من الأراضي، وإنتاج حوالي 5000 طن من المنتجات الطازجة سنوياً، وجاء هذا الإعلان في أعقاب اتفاق بين وزارة البلدية وبنك قطر للتنمية لتقديم المزيد من الدعم للزراعية المحلية. وأشار التقرير إلى مبادرات بنك قطر للتنمية لتوفير الدعم والتمويل والخطط للمزارع المحلية خلال الفترة المقبلة لزيادة إنتاج الثروة الحيوانية من الدواجن والأسماك والأعلاف.
بدوره يؤكد السيد عبد الرحمن الخيارين، الرئيس التنفيذي لشركة ودام الغذائية، أن تحقيق الأهداف التي حددها برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي يتطلب الكثير من العمل، إلا أن مبادرات مثل اكتفاء يجب أن تساعد في عصر جديد للأمن الغذائي في قطر، وأن الهدف هو تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 100 % في قطاعات معينة من الأغذية، وعلى الرغم من أن هذا سيستغرق بعض الوقت، في غضون عامين إلى خمس سنوات، فإن المبادرات الأخيرة من قبل القطاع العام إلى جانب الوضع الإقليمي يجب أن تزيد من تسريع هذه العملية».
ويضيف التقرير أنه في منتصف يوليو الماضي وقعت اللجنة التوجيهية لمشروع الميناء الجديد، والمقاول المحلي شركة الجابر الهندسية عقداً لتصميم وبناء المرفق والمستودع المجاور، والذي يستغرق عامين تقريباً، وبمجرد تشغيلها تجارياً، سيتم استخدام الإنتاج محلياً ودولياً، مع تحول منتجات النفايات إلى علف حيواني، وبالإضافة إلى المبادرات الرامية إلى إنتاج وتخزين المواد الغذائية الأساسية، تقوم عدة شركات بمشاريع لزيادة أعداد المواشي في البلد لتعزيز سلسلة توريد منتجات الألبان واللحوم. كما تم الإعلان عن تمويل بقيمة 1.6 مليار ريال (435.8 مليون دولار) لتمويل مرفق أمن غذائي بمساحة 530،000 متر مربع في ميناء حمد خارج الدوحة. وسوف يقوم المجمع في المقام الأول بتصنيع وتخزين الأرز والسكر الخام والزيوت الصالحة للأكل، ويتألف من صوامع الأرز وصهاريج تخزين النفط ومرافق إعادة التدوير وأنظمة النقل ومساحة للتجهيز والتخزين، وتقدر التقديرات الأولية الطاقة الإنتاجية اليومية ب 300 طن من الأرز و300 طن من السكر الخام و200 طن من زيت الطعام.
ومنذ تأسيسها في عام 2009، بدأت شركة حصاد للأغذية، الذراع الزراعي لهيئة قطر للاستثمار، ببذل المزيد من الجهود في جهودها الرامية إلى تعزيز الثروة الحيوانية ومساعدة القدرات المحلية، حيث بدأت شركة حصاد للأغذية وشركة حصاد أستراليا العمل مع ودام للأغذية لجلب أكثر من 340،000 رأس من الأغنام الأسترالية إلى قطر، وتؤكد المجموعة العالمية أن هذه الخطط تهدف إلى تلبية 60 ٪ من الطلب المحلي على الأغذية بحلول عام 2020.
كما بدأت إحدى المزارع المحلية بتوسيع مرافقها لاستيعاب ما يصل إلى 25،000 بقرة في محاولة لتلبية 40 ٪ من الطلب على منتجات الألبان في قطر بحلول منتصف نوفمبر، و100 ٪ بحلول أبريل 2018، عندما تنتج 300 طن من الحليب يومياً، وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت الشركة أنها تخطط لاستيراد 4000 من الأبقار، مما دفع إنتاج الحليب اليومي إلى 100 طن.