أكثر من 100 ألف رأس حلال أهل قطر المستثمر في السعودية

56 % من الثروة الحيوانية القطرية لا تزال حبيسة المملكة
* نفوق الكثير من الإبل و”اللقاح” أسقطت أجنتها بسبب الجوع والعطش
* عُمان وفرت عزبا لإطعام حلال القطريين وضمان راحته
* الإمارات طلبت من أهل الحلال الحصول على إذن أمن الدولة
* 12 ألف رأس دخلت عبر منفذ أبوسمرة وبعدها أوقفت السعودية النقل البري
* 20 ألف رأس من الإبل والأغنام تم نقلها عبر الكويت للموانئ القطرية

قدر أصحاب حلال قطريون الثروة الحيوانية التي يملكونها في السعودية بأكثر من 100 ألف رأس من الإبل والأغنام ، ولا تزال معظم هذه الأعداد حبيسة داخل المملكة ، نظرا لارتفاع تكلفة النقل، وما تم إرجاعه من الحلال عبر الكويت وسلطنة عمان  يشكل 45 %  فقط ،  وما تبقى من الحلال قد يتعرض للموت أو الضياع في ظل انعدام الرعاية ، بعد منع القطريين من الدخول لدول الحصار ومتابعة حلالهم  واستثماراتهم ، ويقدر عدد العمالة التي تعمل في مزارع وعزب يملكها قطريون بالسعودية، بنحو 500 عامل وراع مقيمين بالسعودية .

وأحصت لجنة المطالبة بالتعويضات 997 طلباً من ملاك حلال قطريين فقدوا ثرواتهم  في السعودية لعدم قدرتهم على إيصال حلالهم إلى قطر، وذلك خلال الستة أشهر الأولى من الحصار ، ويتوقع  وصول طلبات التضرر إلى اكثر من ألفي طلب بعد مرور عام على الحصار الجائر .

وتكبد  مستثمرون قطريون  في المجالين الحيواني والزراعي بالسعودية خسائر فادحة ،  تمثلت في  أملاك تركوها وراءهم في السعودية سواء كانت ماشية او مزارع او معدات تملكوها على مدى سنين لتعينهم في استثماراتهم في الزراعة وتربية الماشية ، مثل ماكينات توليد الكهرباء وتناكر نقل المياه ، وآلات حراثة الأرض والبورت كابن ، والعديد من هذه المعدات تم جلبها إلى الكويت تمهيدا لشحنها إلى قطر ويتراوح سعر البورت كابن  بين 300 و400 ألف ريال.و تكلفة نقل البورت كابن وحده بين 30 و40 ألف ريال .

 الحلال العائد
في الأسبوع الثاني من فرض الحصار على قطر خصصت وزارة البلدية والبيئة  أرضا مؤقتة  في منطقة النخش استقبلت فيها نحو 7 آلاف رأس إبل و 5 آلاف رأس غنم ،  من حلال أهل قطر العائد من السعودية كما قامت الجهات المعنية في الدولة بتزويد منطقة الإيواء المؤقتة بصهاريج المياه الضرورية ، وتوفير جميع الأعلاف الضرورية لإجمالي العدد الموجود في المنطقة .

ولم تستمر عملية إجلاء حلال أهل قطر من المملكة  برا وسرعان ما توقفت بسبب تعنت جهات الاختصاص السعودية التي أرادت إجراء إحصاء لحلال القطريين المتواجد على أراضيها ، تمهيدا لخروجه إلى قطر من خلال منفذ أبوسمرة البري إلا أنه بعد حصر الحلال لم تعط السلطات السعودية الإذن بتحرك الحلال برا عبر أبوسمرة ، ولم يستبعد  أصحاب حلال قيام السلطات السعودية بفرض  قيمة الزكاة على الإبل والأغنام  وهناك من يقول إن السعودية سوف تفرض أرضية على الحلال يدفعها غير السعوديين وقيمتها 5 آلاف ريال سعودي ، وبعد تعنت السلطات السعودية ورفضها  السماح  لحلال القطريين بمغادرة أراضيها برا إلى الدوحة  توجه أصحاب الحلال إلى الكويت ، ومن هناك تم نقل نحو 20 ألف رأس من الإبل والأغنام .

المكرمة الأميرية
في مارس الماضي 2018 تم بمكرمة أميرية نقل حلال أهل قطر العالق في الكويت وسلطنة عمان وتسليمه لأصحابه عبر ميناء الشويخ الكويتي وصحار العماني حيث تم نقل نحو 8 آلاف رأس من الإبل من البلدين وتم شحنها في 40 باخرة، 16 منها نقلت الإبل من سلطنة عمان بينما تم نقل باقي الإبل من الكويت في 24 باخرة ، وبلغت تكلفة نقل الرأس الواحدة من الإبل نحو 3 آلاف إلى 4 آلاف ريال  وكان في بداية نقل الحلال يدفع القطريون 6 آلاف ريال على الرأس الواحدة. وقد اضطر أحد أصحاب الحلال القطريين لدفع 450 ألف ريال حتى يدخل حلاله للكويت ودفع قطري آخر نحو 200 ألف ريال ودفع شخص ثالث نحو 300 ألف ريال.

رحلة الحلال من السعودية إلى الكويت وحتى عودته إلى قطر كانت شاقة لأنها كانت في الشتاء ، والسماسرة السعوديون يأخذون الحلال للنقل ويضعونه في حوطة كبيرة في منطقة تسمى «الحفر» حتى يحصلوا على «تصريح تعداد الحلال» الذي يتم الحصول عليه بعد ثلاثة أيام لا يأكل ولا يشرب خلالها الحلال إطلاقا إلا أنه بعد وصوله الكويت يصل في حالة يرثى لها حيث نفق الكثير من رؤوس الإبل بينما أسقطت «اللقاح» أجنتها بسبب الجوع والعطش .

حلال القطريين في الإمارات
نقل حلال أهل قطر من الإمارات بدءا من 20 يوليو من عام 2017 واستمرت عمليات النقل من يوليو حتى مطلع أكتوبر من نفس العام- يعني حوالي 3 أشهر حيث تم نقله في 16 باخرة.  على متن شاحنات توجهت إلى سلطنة عمان ومنها عبر ميناء صحار البحري إلى ميناء الرويس في قطر. وتم نقل حوالي 4 آلاف رأس من الإبل عبر ميناء صحار العماني ضمن المكرمة الأميرية .

ومن بين المشكلات التي واجهها أهل الحلال في الإمارات مسألة الحصول على إذن من أمن الدولة. كما طالبت السلطات عند الحدود  من أي صاحب حلال أن يرسل كتابا إلى أمن الدولة في الإمارات يبين فيه أنه يملك حلالا عدده كذا ويريد نقله إلى عمان برا فيصدر له أمن الدولة كتابا يتم بموجبه خروج الحلال من المنافذ الحدودية الإماراتية ، وتبلغ تكلفة النقل عبر  الشاحنات الإماراتية ما بين 2000 إلى 2500 ريال على كل رأس من الإبل .

وقد كلفت السلطات العمانية وفدا رسميا ممثلا في مسؤولين من الثروة الحيوانية ومن الحدود جاءوا من العاصمة مسقط إلى ميناء صحار وكانوا يتابعون عمليات النقل في الميناء ، كما وفرت السلطات العمانية عزبا للحلال قريبة من الميناء حتى يرتاح الحلال ويتم إطعامه ويبقى في العزب حتى يوم نقله عبر البحر في البواخر التي تنقل بين 250 إلى 280 رأسا.

السابق
مطار حمد والخطوط القطرية الأفضل عالمياً هذا العام
التالي
علامات تدل على ضعف مستوى المطعم