تعد حركة المرور مؤشرًا على مدى وجود اقتصاد صحي في أي دولة، فكلما زادت الحركة المرورية كلما أشار ذلك إلى وجود عدد أكبر من الأشخاص وفرص العمل ومزيد من الازدهار، مما يدفع الأشخاص لشراء السيارات وزيادة السفر للعمل والمتعة وشراء المزيد من البضائع.
وعلى الجانب الآخر يتسبب الازدحام المروري في العديد من التأثيرات الضارة من بينها تكلفة الوقود الإضافي، والأثر البيئي الذي تسببه الانبعاثات، وإهدار وقت السائقين الذين يقضون ساعات طويلة عالقين في الطريق المزدحم، وكلما تكبدت الشركات تكاليف الازدحام المروري كلما زادت أعباء تحمل المستهلكين لذلك من خلال ارتفاع أسعار السلع والخدمات.
وأجرت شركة ” INRIX” المختصة بتحليل بيانات حركة المرور دراسة تعد أكثر الدراسات تفصيلاً حتى الآن عن الازدحام المروري، والتي شملت بيانات 1064 مدينة في 38 دولة، تغطي مساحة 250 ألف كيلومتر مربع من الطرق، وركزت الدراسة على الازدحام في جميع الأوقات خلال اليوم وعلى مدار الأسبوع.
وخلصت الدراسة إلى أن الاحتقان المروري ظاهرة عالمية، تُشكل عبئًا على المدن وتؤثر على الشركات والركاب والمدن الصغيرة مثلما تؤثر على المدن الكبيرة، وتؤثر على الاقتصادات النامية والمتقدمة أيضًا، حسب ارقام.
ويعد النمو السكاني والاقتصادي والتحضر من الأسباب الرئيسية للازدحام المروري، فبحلول عام 2050 سوف يبلغ سكان العالم 9.7 مليار نسمة، وسوف يعيش 70% منهم في المدن، ومن المتوقع أن يتضاعف حجم الاقتصاد العالمي ثلاث مرات مما يؤدي إلى مضاعفة السفر على الطرق والسكك الحديدية، ومضاعفة الطرق والسكك الحديدية ثلاث مرات.
ويشير التقرير إلى أن الازدحام المروري سوف يستمر في الزيادة، وأن توافر البيانات الجيدة هو الحل للتعامل مع هذه المشكلة، فتطبيق البيانات الضخمة في جميع المدن لبناء أنظمة نقل ذكية سيكون الحل الرئيسي لمشكلات النقل في المناطق الحضرية.
هذا وقامت شركة ” INRIX” بقياس تأثير الازدحام المروري على الركاب خلال عام 2016، عبر حساب إجمالي عدد الساعات التي يقضيها الركاب عالقين في الطريق بسبب الاحتقان المروري في كل مدينة، وذلك خلال أوقات مختلفة من اليوم والأسبوع، وفي أجزاء مختلفة من شبكات الطرق.
وتصدرت الولايات المتحدة الأمريكية التصنيف العالمي السابق، إلا أن إضافة بلدان في أمريكا الجنوبية وآسيا نقل الولايات المتحدة الأمريكية إلى المركز الرابع، إذ قضى السائقون الأمريكيون أكثر من أسبوع عمل كامل (42 ساعة) في الاحتقان المروري خلال وقت الذورة، بينما تصدرت تايلاند قائمة أكثر البلدان ازدحامًا عام 2016، حيث قضى سائقوها متوسط 61 ساعة خلال وقت الذروة.
وتشمل الخمسة بلدان الأخرى التي تتصدر القائمة كولومبيا (47 ساعة)، إندونيسيا (47 ساعة)، روسيا (42 ساعة)، بينما جاءت المملكة المتحدة في المركز الحادي عشر (32 ساعة)، وألمانيا في المركز الثاني عشر (30 ساعة).
وفي حين تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الرابع في قائمة أكثر البلدان ازدحامًا، إلا أن المدن الأمريكية تهيمن على قائمة أكثر 10 مدن ازدحامًا في العالم، إذ جاءت لوس أنجلوس في المركز الأول، نيويورك (الثالث)، سان فرانسيسكو(الرابع)، أتلانتا (الثامن)، ميامي (العاشر).
وقضى الركاب في لوس أنجلوس العام الماضي 104 ساعات عالقين في الازدحام المروري، وهي بذلك أكثر من أي مدينة أخرى في العالم، في حين تصدرت موسكو قائمة المدن الأوروبية، حيث قضى السائقون هناك 91 ساعة في الازدحام المروري عام 2016، وتأتي بعدها لندن (73 ساعة)، ثم باريس (65 ساعة)، وإسطنبول (59 ساعة).
ووفقًا للدراسة التي شملت 1064 مدينة فإن السائقين أمضوا 9% من أوقات السفر العام الماضي في التحديق في الصدام الأمامي، حيث بلغ متوسط سرعة حركة المرور في أوقات الازدحام 14.4 كيلو في الساعة، وتعد دبلن أبطأ مدينة شملتها الدراسة بمعدل سرعة بلغ 7.5 كيلو في الساعة خلال كل الأوقات المزدحمة، ومعدل سرعة 5.5 كيلو في الساعة خلال ساعات الذورة، بينما تعتبر مدينة أواكساكا المكسيكية أبطأ مدينة خلال ساعات النهار بمعدل سرعة 5.9 كيلو في الساعة.
هذا ولم يتناول التقرير سوى مدن الولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الشمالية وأوروبا وأسيا.
وفي تصنيف الدول الذي تضمن 38 دولة تناولها تقرير ” INRIX”، تصدرت تايلاند قائمة أكثر الدول ازدحامًا بأعلى متوسط عدد ساعات يُمكن إهدارها خلال ذروة الازدحام (61 ساعة خلال 2016)، تليها كولومبيا (47 ساعة)، ثم إندونيسيا (47 ساعة)، تليها روسيا (42 ساعة).
ومن المثير للاهتمام أن الدول النامية التي وردت في التقرير لديها عدد قليل من المدن الكبيرة جدًا والمزدحمة للغاية، كما لم يرد في التقرير سوى 3 دول عربية فحسب، وهم الإمارات والسعودية والكويت.
| أكثر الدول ازدحامًا في العالم | |||
| التصنيف | الدولة | متوسط ساعات الذروة التي يتم إهدارها خلال الازدحام | متوسط مؤشر الازدحام “INRIX“ |
| 1 | تايلاند | 61 | 10.6 |
| 2 | كولومبيا | 47 | 8.8 |
| 3 | إندونيسيا | 47 | 9.3 |
| 4 | روسيا | 42 | 8.7 |
| 5 | الولايات المتحدة الأمريكية | 24 | 7.4 |
| 6 | فنزويلا | 39 | 6.3 |
| 7 | جنوب أفريقيا | 38 | 4.7 |
| 8 | البرازيل | 37 | 7.5 |
| 8 | بورتوريكو | 37 | 5.5 |
| 10 | تركيا | 34 | 6.3 |
| 11 | المملكة المتحدة | 32 | 5.0 |
| 12 | ألمانيا | 30 | 4.6 |
| 12 | سلوفاكيا | 30 | 4.5 |
| 14 | كندا | 28 | 4.6 |
| 14 | لوكسمبورغ | 28 | 3.2 |
| 14 | المكسيك | 28 | 5.7 |
| 14 | النرويج | 28 | 3.7 |
| 14 | بولندا | 28 | 4.7 |
| 14 | سويسرا | 28 | 4.0 |
| 20 | الإمارات | 27 | 5.9 |
| 21 | الإكوادور | 26 | 4.9 |
| 22 | النمسا | 25 | 4.2 |
| 22 | السويد | 25 | 3.6 |
| 24 | السعودية | 24 | 5.4 |
| 25 | فرنسا | 23 | 3.5 |
| 25 | أيرلندا | 23 | 3.8 |
| 27 | بلجيكا | 22 | 3.1 |
| 27 | الكويت | 22 | 4.7 |
| 29 | فنلندا | 21 | 4.0 |
| 30 | هولندا | 20 | 3.0 |
| 30 | إسبانيا | 20 | 4.1 |
| 32 | جمهورية التشيك | 18 | 3.2 |
| 32 | المجر | 18 | 3.3 |
| 34 | الدنمارك | 17 | 2.7 |
| 34 | البرتغال | 17 | 2.7 |
| 34 | سلوفينيا | 17 | 3.3 |
| 37 | إيطاليا | 15 | 2.6 |
| 38 | سنغافورة | 10 | 1.4 |
وفيما يلي جدول يضم أكثر 10 مدن ازدحامًا في العالم وفقًا لشركة ” INRIX”، وذلك على النحو التالي:
| أكثر 10 مدن ازدحامًا في العالم خلال عام 2016 | ||
| المدينة | الدولة | عدد الساعات التي يقضيها السائقون في ذروة الازدحام المروري/ساعة |
| 1- لوس أنجلوس | الولايات المتحدة | 104 |
| 2- موسكو | روسيا | 91 |
| 3- نيويورك | الولايات المتحدة | 89 |
| 4- سان فرانسيسكو | الولايات المتحدة | 83 |
| 5- بوغوتا | كولومبيا | 80 |
| 6- ساو باولو | البرازيل | 77 |
| 7- لندن | المملكة المتحدة | 73 |
| 8- أتلانتا | الولايات المتحدة | 71 |
| 9- باريس | فرنسا | 65 |
| 10- ميامي | الولايات المتحدة | 65 |