شهدت مدينة الريحانية التركية افتتاح مدينة “راف –iHH لبناء الإنسان” التي تعد أكبر مدينة لرعاية الأيتام اللاجئين في العالم، والتي ستحتضن 990 طفلاً من الأيتام السوريين اللاجئين في تركيا.
وتوفر المدينة التي افتتحها سعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني آل ثاني رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية “راف” والسيد بولند يلدريم رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، رعاية متكاملة للأيتام تعليمية وصحية غذائية، وترفيهية، وتأهيلا نفسيا، وغيرها من الخدمات.
وأكد سعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني آل ثاني أن هذا المشروع النموذجي الفريد من نوعه، والذي كان حلما لآلاف الأيتام، ما كان له أن يتحقق لولا العلاقات الوطيدة بين قطر وتركيا .
ولفت في تصريح صحفي بهذه المناسبة، أن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من التعاون بين “راف” وهيئة الإغاثة التركية في العديد من المشاريع الإنسانية الخاصة بالأيتام وغيرهم من الفئات المحتاجة والمتضررة من أبناء الشعب السوري الشقيق.
بدوره شدد السيد بولند يلدريم رئيس هيئة الإغاثة التركية في كلمته خلال حفل الافتتاح على أهمية مشروع المدينة، وقال إنه سيقدم رعاية متكاملة للأيتام السوريين، إلى جانب الحفاظ على هوية الأطفال السوريين وثقافة بلادهم، مثمنا الدعم الكبير الذي قدمته مؤسسة “راف” في إنجاز المدينة.
وأنشئت مدينة راف – iHH على مساحة تقارب 100 ألف متر مربع بتكلفة تزيد على 71 مليون ريال قطري، تبرع بها محسنون ومحسنات من قطر.
وتضم المدينة 55 فيلا سكنية ستحتضن 990 طفلاً وطفلة من الأيتام، من الأعمار بين 6 و15 عاما يتلقون تعليمهم في ثلاث مدارس ابتدائية وإعدادية.
وتحتوي المدينة إلى جانب الفلل، والمدارس، مبنى للخدمات، ومسجداً، ومركزاً للتأهيل، وعيادات، وصالة اجتماعات وعروض، وصالات رياضة مغلقة ومفتوحة، ومرافق اجتماعية، وسكناً للموظفين وآخر للضيوف، ومركزاً ثقافياً، ومبنى لزيارة الأسر، وحدائق للأطفال ومسطحات خاصة للزراعة والحصاد، بالإضافة إلى مناطق ترفيهية وحديقة للحيوانات.
وقال الدكتور عايض بن دبسان القحطاني رئيس مجلس الأمناء مدير عام مؤسسة “راف” إن هذه المدينة بخدماتها الشاملة تهدف لتنشئة أجيال من البنين والبنات، يحملون مشعل البناء والنماء لوطنهم وللإنسانية، وليكونوا قادة في مختلف المعارف والعلوم، مسلحين بجميع المهارات والخبرات وبثقافة السلام.
ولفت في كلمة خلال الحفل إلى أن العناية بالطفولة تأتي في صميم اهتمامات مؤسسة راف خصوصا تلك الطفولة المحرومة من أحد الوالدين أو كليهما، مشيرا إلى أن المؤسسة استطاعت أن تنشئ مشاريع ذات تأثير إيجابي وقوي لصالح الأيتام في 27 دولة.
وأوضح أن مدينة راف ـ iHH تأتي استمرارا لسلسلة من المشاريع الخاصة بالأطفال والأيتام حول العالم، “حيث يبلغ عدد الأطفال المشمولين بالكفالة الشخصية من خلال مؤسسة راف 6044 طفلا من الجنسين، إلى جانب إقامة 17 مشروعا إنشائيا من المجمعات والقرى النموذجية التي تؤوي 14066 طفلا من الجنسين في عدد من الدول بتكلفة بلغت 91 مليون ريال”.
إلى ذلك، قال السيد خليفة بن جاسم الكواري المدير العام لصندوق قطر للتنمية إن هذه المدينة تأتي في إطار الجهود الحثيثة التي تذلها دولة قطر على الصعيد الرسمي والشعبي لتخفيف وطأة المعاناة عن الشعب السوري الشقيق، خصوصا أن الفئات الأكثر تأثرا هم الأطفال والشيوخ.
كما نوه بالجهود الكبيرة التي تبذلها الجمهورية التركية لدعم القضايا الإنسانية والحقوقية للشعب السوري، معربا عن اعتزازه بالرؤية الموحدة التي تجمع بين دولة قطر وتركيا في ترسيخ دعائم الأمن والسلم العالميين.
وأضاف أن صندوق قطر للتنمية يعمل على دعم هذا المساق العالمي من خلال شراكات مع المنظمات الدولية وكذلك المؤسسات الخيرية والفاعلين الإنسانيين داخل دولة قطر، مما جعلها ضمن أوائل الدول المانحة لتخفيف الأزمات الإنسانية الناجمة عن الكوارث الطبيعية والمسلحة وما ينتج عنها من أضرار للمدنيين.
وتابع “إذا كانت هذه مساهمات القطاع الحكومي، فإن مؤسسات المجتمع المدني في دولة قطر تقوم بأدوار مهمة في تحقيق الرؤية الإنسانية لقيادتنا الرشيدة، وما افتتاح مدينة “راف- iHH لبناء الإنسان” إلا شكلا من أشكال مساعدة القطاع الخيري القطري في الاستجابة للنداءات الإنسانية العالمية”.
من ناحيته، قال السيد عيسى المناعي المدير التنفيذي لبرنامج أيادي الخير نحو آسيا “روتا” التابع لمؤسسة “التعليم فوق الجميع” إن مشروع مدينة راف iHH يحمل غاية سامية، “إذ يمكن الأمة من احتضان أبنائها من ضحايا الحروب المأساوية”.
وأوضح السيد المناعي في كلمة خلال حفل الافتتاح، أن المشروع لم يقف عند فكرة تقديم كفالات شهرية للأيتام، وإنما تجاوزها إلى توفير متطلبات إعدادهم وتأهيلهم نفسيا وعلميا واجتماعيا ليكونوا نافعين لأمتهم ومجتمعاتهم، قادرين على المساهمة في بناء أوطانهم، وهذا ما سنقوم به من خلال مجمع راف –روتا التعليمي، لأن التعليم هو أساس كل نجاح في المستقبل.
وأعلن عزم “روتا” تنفيذ “مشروع الغد” لصالح اللاجئين السوريين في تركيا، مبينا أنه مشروع يضمن زيادة عدد الأطفال الذين يستفيدون من مناطق التعلم الآمنة والمجهزة، فضلا عن توفير أدوات التعلم والتقنيات التي ترفع تحصيلهم العلمي.
كما بين أن المشروع يهدف إلى إكساب المعلمين السوريين المهارات التي تجعلهم يقدمون الدعم الكافي للأطفال، ومساندتهم على التكيف مع الواقع القاسي الذي يعيشونه.
وكانت مؤسسة راف قد وضعت حجر أساس المشروع في مدينة الريحانية الواقعة في محافظة هاتاي التركية في 2 يوليو 2015 الموافق ليوم اليتيم العالمي، وذلك في إطار بروتوكول موقع عليه مع وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية في الجمهورية التركية.