يُعتبر إصبعٌ مصنوعٌ من الخشب والجلد، عُثِر عليه في مصر، أقدم طرف اصطناعي تم اكتشافه حتى الآن، ويقدِّم نظرةً ثاقبةً في عالم الطب القديم، وفقاً لما ذكرته مجلة “نيوزويك” الأميركية، الجمعة 23 يونيو/حزيران 2017.
وتشير المجلة إلى أن خبراء عثروا في عام 1997 على إصبع اصطناعي سُمِّيَ بـ”جريفيل تشيستر”، مُرفق بمومياء عمرها 3 آلاف عام في مدينة الأقصر المصرية، وقد تم إيداعه
بالمتحف المصري بالقاهرة منذ ذلك الحين، مشيرةً إلى أن إعادة فحص الإصبع أظهرت نتائج جديدة.
وتوصّل باحثون لدى جامعة بازل السويسرية إلى أن الإصبع الخشبي قد خضع للإصلاح عدّة مرات ليلائم شكل المرأة التي ارتدته، إذ تبيّنت عليه علامات ارتدائه والطريقة التي أرادته بها مُستخدمته، وهي ابنة لأحد الكهنة، كي تشعر بالراحة.
وقالت الباحثة أندريا لوبريينو غنيرس من جامعة بازل، في حديثها لشبكة (سي إن إن) الإخبارية إنه “باستخدام طريقة متطورة لتركيب كل جزء على حدة بالطرف الاصطناعي مع الأجزاء الأخرى، كان للطرف الاصطناعي تأثير التوازن، كما منح -إلى حد ما- حريّة الحركة”.
ويشار إلى أنه يتم استخدام الأطراف الاصطناعية لاستبدال أطراف أو أجزاء الجسم المفقودة، بما يتيح لمن يتطلّبها ممارسة الحياة بحريّة، ويعتقد الآن أن ذلك الإصبع هو التجسيد الأوّل للأطراف الاصطناعية القابلة للارتداء.
وأضافت الباحثة أنه “لا يوجد جهاز اصطناعي آخر معروف في العصر القديم يظهر نفس التطوّر، فهو قطعة فريدة من نوعها”.
وفي تصريحات لموقع swissinfo.ch السويسري، وصفت الباحثة القطعة بأنها استثنائية وتمثل اكتشافاً مثيراً للاهتمام. وأضافت: “لقد كانوا يرتدون الصنادل في كثير من الأحيان، لذلك يُمكن للمرء أن يتخيّل أن الشكل الجيّد للقدم كان مسألة مهمّة. إن إصبع القدم الخشبي يُظهر أنه كان لديها مستوى معيشيّاً مُعيّناً، وأنه كان هناك أيضاً حرفيون قادرون على صنع مثل هذه الأطراف الصناعية”.
وتشير “نيوزويك” إلى أن باحثين استخدموا تكنولوجيات حديثة، مثل الأشعة السينية، والتصوير المجهري، والتصوير الحاسوبي، لتحديد تفاصيل الطرف الاصطناعي، وقالوا: إنه “يمكن رؤية البراعة التقنية جيداً، لا سيّما في حركة تمديد الطرف الاصطناعي والهيكل القوي لحزام الربط”.
وأضافوا: “حقيقة أن تركيب العضو التعويضي قد تمّت بمثل هذه الطريقة الشاقة الدقيقة تشير إلى أن المالكة قد حظيت بمظهرٍ طبيعي يتّسم بالجمال ورداء مريح، كما تشير إلى أنه كان باستطاعتها الاعتماد على مُتخصصين مؤهلين تأهيلاً عالياً لتقديم ذلك”.
وأشار الموقع إلى أن بحث الجامعة لم يُنشر حتى الآن، حيث لايزال العمل متواصلاً على إصبع القدم الكبير.