مطرّزات، مقاعد جلدية، شمعدانات، أعمال خشبية منحوتة وتماثيل الشخصيات: إنها ببساطة مكتبة “بوك كابيلّا- Book Capella”، التي تم بناؤها حديثاً، وهي مستوحاة من أسلوب العمارة الأوروبية الغربية ما بين القرنين 12 و16 ميلادي، وتقع وسط مدينة سانت بطرسبرغ الروسية. وتتميز هذه المكتبة بأن لديها لقب أغلى مكتبة في العالم، لكن ما الذي تحتويه بداخلها؟ ولماذا هي الأغلى في العالم؟
قبل أن تستمتع بمقتنيات المكتبة وأجوائها الداخلية، ستضطر أولاً إلى دفع تذكرة بمبلغ يعادل نحو 125 دولار، وهذا مقابل جلسة قراءة مدتها 4 ساعات فقط! بلا شك فهذه تجربة مختلفة عن الدخول المجاني الذي يستمتع به القرّاء في مكتبات روسيا العامة.
يوجد بداخل هذه المكتبة 5000 كتاب من منشورات دار ألفاريت للنشر، في مدينة سانت بطرسبرغ.
كما ويتراوح متوسط سعر الكتب الفردية بين 500 و900 دولار، ويرجع تاريخ كافة الكتب إلى الفترة بين القرنين 16 و19، وهي مُقسمة في صالات منسقة، تحمل أسماء من بينها “كُتب الحرب”، و”كُتب السفر” وغيرها.
قالت مديرة هذه المكتبة إيرينا خوتيشوفا: “125 دولاراً في الزيارة الواحدة بالتأكيد ليس سعراً مُنخفضاً؛ ولكنه أقل تكلفة من تذاكر الأوبرا وعروض رقص الباليه”. كما وأضافت “الناس ليسوا مُندهشين في الحقيقة من السعر ذاته، بل هم مندهشون أن هذا هو ثمن زيارة مكتبة”.
من الجدير بالذكر أن هذه المكتبة ليست هي الوحيدة في العالم التي تُقر رسوماً لدخولها، إذ إن مكتبة لندن تتراوح رسوم العضوية السنوية بها ما بين 318 و637 دولاراً، ومبلغاً قد يصل إلى 27,430 دولار نظير الاشتراك مدى الحياة. كما أن مكتبة بورتيكو في مدينة مانشستر البريطانيّة يعادل 5,820 دولاراً نظير الاشتراك مدى الحياة ويتم تخفيضه إلى 480 دولار لمن تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.
أما مكتبة بوك كابيلّا فتبلغ عضويتها السنوية “Book Apostle” حوالي 4 آلاف دولار، في حين أن عضوية مدى الحياة “Preacher’s Book Apostle” قد تصل تكلفتها إلى 86,044 دولار.
أكثر من مجرد مكتبة
تحتوي المكتبة على مقتنيات فريدة، مثل صوراً مطابقة للأصل من مخطوطات أطالس الأقاليم الأساسية في الإمبراطورية الروسية في الستينات من القرن 18، فضلاً عن طبعة كاملة من مجلات (Niva – نيفا) السابقة للثورة، وهي مقتنيات يسعى إليها بضراوة ويتصيّدها هواة جمع التحف في جميع أنحاء العالم.
كما أن دار الفاريت، التي تأسست عام 2006، تنشر بشكل أساسي كتب التاريخ وتاريخ الفن التقليدي الروسي وكذلك الغربي. فضلاً عن إصدارات تُطبع وفقاً للطلب.
واختتمت إيرينا حديثها قائلة، “إن مكتبة Book Capella ليست مكتبة بالمعنى التقليدي وليست متحفًاً، على الرغم من مقتنيات المتحف المعروضة، كما أنها ليست مكتبة لشراء الكتب، على الرغم من أنك تستطيع شراء كتب منها، بل هي طريقة جديدة لكي يتواصل الناس مع الكتب النادرة”.