في بعض الأحيان عندما تكون إحدى غُرف الفُندق مُكتظة بزجاجات الشامبو الصغيرة وقطع الصابون ذات الأحجام المُختلفة، ينتاب البعض هوس السرقة، ويدفعهم ذلك لانتشال بضعة أشياء في حقائبهم.
وحينها، تَنْشَط لديهم غريزة اقتناء تلك الأشياء الصغيرة، يمكن أن تجدهم يتقمصون شخصية بطل فيلم The Road، فيقومون بتمشيط المكان بأكمله بحثاً على كل ما يمكنهم وضعه في شنط السفر، ولا يعترض طريقهم سوى بعض تأنيب الضمير، مع ضيق مساحة الشنطة.
قام قسم السفر في صحيفة The Telegraph البريطانية، في بحثٍ سابق، بجمع قائمة لأكثر الأشياء التي تُسرق من الفنادق، وتبيَّن لهم أن المناشف والملابس الكتانية، و البطاريات والمصابيح الكهربائية، والطعام والشراب، وكذلك أدوات المائدة وإطارات الصور هي أكثر ما يتم سرقته من الفنادق، بالإضافة إلى اللوحات الفنية، والستائر، وغيرها من الغلايات الكهربائية والكتب.
ورغم أن الزخارف الموجودة في البهو تُعَدّ تذكاراً لا يُنسى، إلا أنها رُبما تُسرق، تماماً مثلما أخرج نزيلٌ بيانو كبيراً من ساحة الاستقبال أمام الجميع، أو سرق آخر الكلبَ الخاص بأحد النزلاء الآخرين، بينما قام نزيل غيره في أميركا بإحضار سيارة نقل إلى الفندق، وأخذ كل شيء.
وإليك، قائمة بالأشياء الأكثر غرابة التي سُرِقَت من الفنادق:
1- الدب المحشو بالفرو (فندق du Vin – برمنغهام بإنكلترا)
2- الستائر والمرايا (فندق Travelodge – لندن)
3- نجفة (فندق Shangri-La – هونغ كونغ)
4- مدفأة من الرخام (فندق Four Seasons Beverly Wilshire- مدينة بيفرلي هيلز الأميركية)
5- رقم الغرفة (فندق Franklin – منطقة نايتسبريدج بلندن)
6- تماثيل نصفية (فندق Chesterfield – ماي فير بلندن)
7- سيف من القرون الوسطى، ودب خشبي طوله أربع أقدام (فندق غير معروف اسمه)
8- لوحة فنية من أعمال آندي وارهول تصل قيمتها إلى 300,000 دولار (فندق W Hong Kong – هونغ كونغ)
9- بيانو ضخم (فنادق Starwood – أميركا)
سرقة الفنادق من الناحية القانونية
يقول يعقوب تومسكاي، مؤلف الكتاب الأكثر مبيعاً Heads in Beds، الذي يحوي مُذكراته بعد قضاء عشر سنوات في مجال الفنادق، إن كانت لوازم الاستحمام المجانية هي كل ما تريده، فانطلق.
ناقشت الصحيفة البريطانية ذلك مع عدد من أصحاب الفنادق، وكانت المحتويات التي اتفقوا جميعاً على سرقتها باستمرار هي مستلزمات الحمام، ويرون أن النزيل يُبرر حصوله عليها بأنه لا يمكن إعادة استخدامها بواسطة شخص آخر غيره.
فيما تحدثت الصحيفة البريطانية مع شرطة العاصمة حول القانون الخاص بسرقة المناشف، وقال المتحدث باسم الشرطة: “بالطبع تعتبر جريمة، وإذا تلقينا مزاعم بسرقة المناشف من أحد الفنادق، فإننا نتابع الأمر”.
الفنادق تتغاضى!
يُضيف تومسكاي: “تلك المنتجات موجودة هناك من أجلك، ولا يحق لنا الطعن في أحقيتك في غسل شعرك بـ15 زجاجة شامبو برائحة اللافندر وبذور الخشخاش، وكأنك شخص لزج وغريب الأطوار”.
فيما تتغاضى إدارة الفنادق عن سرقة المستلزمات المختلفة رغم علمها بذلك، إذ تتغاضى عن اعتبار أنه من حقك الاستيلاء على عربة خدمة الغرف التي تقف خالية دون عامل، بحجة أنك توفر على العامل عناء إحضارها لغرفتك.
فيما تتركك تحزم حقائبك بعبوات من كريم اليد بزبدة اللوز، وصابون الوجه بالجوافة، ورقائق الإسبرسو، وتخرج بدون مشاكل.
وتابع: “ولا تشبه مغادرة الفندق إجراءات التفتيش التي تحدث بالمطار مثلاً، فلن يقوم مسؤول الفندق المحترم أبداً بالتطفل عليك لفتح أمتعتك كي يبحث فيها عن زجاجات الشامبو”.
ما تفعله الفنادق كي لا تحرجك وتحمي مقتنياتها
كيف إذاً تحد الفنادق من الأضرار التي تتعرض لها، دون المُخاطرة بإغضاب أو إحراج ضيوفها؟
تشجع العديد من الفنادق مثل فندق The Ritz-Carlton، على شراء الأشياء التي تروق لك، عن طريق عرضها للبيع في محل بيع الهدايا أو عبر الإنترنت.
إذ يقول روبرت ثرايكيل، المدير العام لفندق Conrad Miami: “يجب أن تبدو غرفة النزيل كأنها منزله. فإن استمتع النزيل بأحد الأشياء إلى الحد الذي يجعله يريد اصطحابه معه إلى بيته، فيمكنه القيام بذلك بكل ترحاب، ولكن، بعد دفع التكلفة”.
لذا، إن رأيت آلة صنع القهوة معروضة للبيع في ساحة الاستقبال، فاعلم أنهم يأملون أن تُخرِج الآلة التي تنفخ حقيبتك كأنها حقيبة بهلوان.