توقع تجار خضراوات وفاكهة انخفاض الأسعار خلال شهر رمضان بسبب الكميات الكبيرة التي سيتم استيرادها خلال هذه الفترة من كل عام. وأكدوا أنه رغم انتهاء موسم ساحات المنتج الوطني، فإن هذا لن يؤثر على عملية انخفاض أسعار الخضراوات والفاكهة، خاصة أن هناك الكثير من المزارع القطرية ما زالت تنتج كميات كبيرة من الخضراوات، وستقوم بتوجيهها إلى السوق المركزي وأيضاً إلى المجمعات التجارية، ما يساهم بشكل كبير في خفض الأسعار.
وأشاروا لـ «العرب» إلى أن العروض المتنوعة في جميع المجمعات التجارية والكميات الضخمة التي يتم استيرادها طوال شهر رمضان ستكون أكبر من الطلب، وهو ما يؤكد أن الأسعار المرتفعة التي سيطرت على السوق خلال الشهر الماضي لن تستمر.
كما شددوا على أن الأسعار بالفعل بدأت في الانخفاض منذ عدة أيام، وهو ما يؤكد أن الكميات الكبيرة المستوردة بدأت تصل السوق.
المستورد
ويؤكد أنيش جوزيف -مندوب شركة محاصيل بساحة الوكرة وهي الوحيدة التي تقوم ببيع الفواكه في الساحة- أن المؤكد هو انخفاض الأسعار خلال شهر رمضان بسبب الكميات الكبيرة المستوردة.
وأشار إلى أن الفترة الماضية شهدت ثباتاً كبيراً للأسعار بالنسبة للفواكه بعد فترة من الارتفاع، والسوق بدأ يسير في طريق الانخفاض خلال هذه الفترة.
وقال: «قبل شهر رمضان المبارك وخلاله تكون هناك كميات كبيرة من الفواكه بالسوق، والاعتماد على السوق المركزي لا يكون هو الطريق الوحيد أمام المستهلكين؛ لأن المجمعات التجارية الكبرى تركز أيضاً على مضاعفة كميات المستورد من الفاكهة والخضراوات؛ ولذلك تنخفض الأسعار بشكل إجباري».
كما أعلن أن انتهاء موسم البيع داخل ساحات المنتج الوطني لن يؤثر على الأسعار بالسلب، بل على العكس خاصة أن المزارع القطرية المشاركة في هذه الساحات ما زال لديها مخزون كبير من الخضراوات لبيعه خلال الفترة المقبلة، وهو ما يساهم من الكميات المستوردة على انخفاض الأسعار أو على الأقل ثباتها، خاصة أن الطلب سيكون كبيراً للغاية على الشراء خلال هذه الفترة.
الأسعار
ويشير علم لهيري -من داخل ساحة المنتج الوطني بالوكرة- إلى أن الأسعار خلال هذه الفترة في ثبات بعد فترة طويلة من الارتفاع، حيث انخفض صندوق الطماطم 10 ريالات مرة واحدة؛ ولذلك كل التوقعات تشير إلى أن الفترة المقبلة ستشهد انخفاضاً إجبارياً في أسعار الخضراوات.
وأوضح لهيري أن الكميات التي كانت تضخها المزارع القطرية خلال الفترة الأخيرة لم تكن كبيرة خاصة داخل الساحات، حيث قام الكثيرون بتخزين الكثير من هذه الكميات لعرضها في شهر رمضان من خلال السوق المركزي والمجمعات التجارية، وهو ما يساهم أيضاً في عدم تأثر السوق بانتهاء موسم البيع داخل ساحات المنتج الوطني.
كما قال: «في شهر رمضان المبارك الطلب يكون كبيراً للغاية على شراء الخضراوات؛ ولذلك يقوم التجار الكبار بالاتفاق على كميات كبيرة للاستيراد من أجل مواجهة هذا الطلب، بالإضافة إلى العروض المستمرة التي تقوم بها المجمعات التجارية، وهذا كله يساهم في انخفاض الأسعار بشكل معقول».
وعن الأسعار خلال الفترة الماضية داخل الساحة أكد أنها كانت منخفضة عما كانت عليه رغم الإقبال القليل على الشراء بسبب حرارة الجو؛ ولذلك حرص الكثير من أصحاب المزارع على تجهيز كميات ضخمة لشهر رمضان بعيداً عن الساحات وقال: «الأسعار انخفضت بشكل كبير داخل الساحات خلال الفترة الماضية، وهو مؤشر على أن الفترة المقبلة ستشهد استمرار الانخفاض أو على الأقل ثبات الأسعار».
المزارع المحلية جاهزة
ويؤكد عمر محمد -من المزرعة العالمية- أن هناك الكثير من المزارع التي شاركت داخل ساحات المنتج الوطني استمرت في البيع حتى آخر يوم رغم قيام مزارع أخرى بالتجهيز لشهر رمضان.
وقال: «رغم انخفاض الإقبال على الشراء داخل ساحات المنتج الوطني طوال الفترة الماضية ورغم انخفاض الأسعار بشكل كبير فإن الطلب على الشراء خلال الفترة المقبلة ومع قدوم شهر رمضان المبارك سيتضاعف بشكل كبير كما هو معتاد، وهذا لن يساهم في ارتفاع الأسعار بسبب الكميات الكبيرة التي سيتم عرضها في السوق سواء من المنتجات المحلية أو المستوردة».
وأوضح أن صندوق الطماطم وصل إلى 10 ريالات بعد أن كان حتى وقت قريب بـ25 ريالاً، والأمر نفسه بالنسبة للخيار الذي أصبح بـ9 ريالات والفلفل بـ10 ريالات والباذنجان بـ14 ريالاً، وهي أسعار تؤكد أن الوضع أصبح أكثر تحسناً من الشهر الماضي.
وشدد على أن المزرعة العالمية جاهزة بكل قوة لعرض كميات كبيرة من الخضراوات للسوق المركزي والمجمعات التجارية للمساهمة في تحقيق أعلى منافسة مع المستورد، وهو ما يصب في النهاية لمصلحة المستهلك.
وتابع مؤكداً على أن المجمعات التجارية الكبرى سيكون لها دور كبير في خفض أسعار الخضراوات خلال الفترة المقبلة لتركيزها على العروض المستمرة، وهو ما يجبر السوق المركزي على خفض أسعاره لجذب أكبر قدر ممكن من الزبائن؛ ولذلك الكميات التي ستكون معروضة في السوق بشكل عام أكبر من الطلب.
البيع الكثير والربح القليل
وفي النهاية يشير إقبال غلام أن الأيام الماضية شهدت حالة من الركود الشديد داخل ساحات المنتج الوطني رغم انخفاض الأسعار بشكل كبير، وذلك يعود لسببين: الأول حرارة الجو والثاني تجهيز المزارع القطرية لشهر رمضان من خلال تخزين كميات كبيرة لعرضها خلال الشهر الكريم.
وأوضح غلام أن الطلب الكبير على الشراء خلال شهر رمضان لن يواجه بعرض قليل، بل على العكس تماماً ولذلك فالأسعار ستشهد انخفاضاً كبيراً وقال: «الكميات المستوردة ستكون كبيرة ومضاعفة والمنتجات المحلية ستكون موجودة والمجمعات التجارية ستعرض الكثير من العروض الترويجية التي ستنافس بها السوق المركزي، وكل ذلك سيصب في النهاية لمصلحة المستهلك».
كما أشار إلى أن عقلية التجار الكبار خلال شهر رمضان تكون مختلفة، حيث يفضلون بيع كميات كبيرة مقابل هامش ربح قليل وليس العكس، خاصة أن هناك مجمعات تجارية مثل الميرة تقوم بعروض خاصة لشهر رمضان، بالإضافة إلى مجمعات أخرى تنافس السوق المركزي وتنوع مصادر الاستيراد لكي تستقبل أكبر كَمّ من الزبائن خلال هذه الفترة.
وتوقع أن لا يؤثر انتهاء موسم البيع داخل ساحات المنتج الوطني على الأسعار، خاصة أن الفترة الماضية انخفضت فيها الأسعار رغم الإقبال الضعيف على الشراء وقال: «المزارع المحلية جاهزة ومستعدة للمنافسة بكل قوة مع المستورد خلال شهر رمضان، وهو ما يجعل الأسعار تنافسية بشكل كبير ومفيدة للمستهلك».
اختتام
اختتمت أمس السبت رسمياً مواعيد العمل بساحات المنتج الوطني للموسم الحالي (2016 – 2017) بالمزروعة والخور والذخيرة والوكرة، بعد عمل متواصل استمر 8 أشهر، بدأ في 20 أكتوبر الماضي ولمدة 3 أيام أسبوعياً (الخميس والجمعة والسبت)، من الساعة السابعة صباحاً حتى الخامسة مساء، لبيع المنتجات المحلية من الخضراوات.
وقامت جميع المزارع المشاركة في الساحات وعددها يقارب 90 مزرعة بإنهاء كافة متعلقاتها داخل الساحات، انتظاراً لأي قرارات جديدة من إدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية والبيئة خاصة بفتح الساحات في الفترة المسائية خلال شهر رمضان المبارك.
وشهدت الفترة الزمنية التي تم فيها فتح الساحات تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، إذ شهد العام الماضي 2016 العمل المتواصل لمدة 7 أشهر كاملة مقارنة بـ6 أشهر بالعام الذي سبقه 2015 و5 أشهر في العام الثاني من افتتاح الساحات 2014 و4 أشهر في العام الأول 2013، ولذلك جاء قرار فتح الساحات هذا الموسم في شهر أكتوبر حتى الآن ليكون العمل المتواصل لمدة 8 أشهر متواصلة.
وكان السيد عبدالرحمن السليطي، المشرف العام على ساحات المنتج الزراعي بإدارة الشؤون الزراعية بوزارة البلدية والبيئة، قد كشف عن وجود دراسة لفتح ساحات المنتج الزراعي خلال شهر رمضان المبارك بالفترة المسائية، وذلك بهدف توفير احتياجات الجمهور من المنتجات الزراعية المحلية والخضراوات بأسعار مناسبة.