خاص- أرقام وحقائق.. الريال القطري سينتصر في أي حرب تُشن عليه!!

بزنس كلاس – خاص

على الرغم من شراسة الحملة العدوانية على كل ما تمثله دولة قطر من مجتمع واقتصاد وموقف سياسي لا لبس فيه سوى مجموعة الأوهام التي تعشش في خيالات بعض الدول المريضة، إلا أن هذه الحملة الشعواء ركزت بشكل كبير على البعد الاقتصادي في محاولة لتركيع القطريين من خلال محاولة إلغاء التعامل بالعملة القطرية في السعودية ومن يسير في ركبها. لذلك تصورت الرياض أن إصدار مصرفها المركزي لتعليمات وقف التعامل بالريال القطري سوف يؤتي ثماره سريعاً وتنهار العملة الوطنية القطرية وبالتالي يهرع القطريين لطلب “العفو” من “الأخ الكبير”  لكن سفينة الدوحة القوية لا تهتز او حتى تتأثر برياح السموم التي تنفثها بعض الأنظمة التي أخذ الغرور منها حداً باتت غير قادرة على التمييز بين الغث والسمين، رغم اعتراف المختصين منها بأن العقوبات الاقتصادية لن تجدي نفعاً وبأن حرباً على الريال القطري سكون مصيرها الفشل، لكنهم لا يجرؤون على قول ذلك علناً خوفاً من أنظمة بلادهم التي أصيبت بالعمى وبدأت تضرب خبط عشواء. وهذا ليس مجرد كلام وإنشاء للدفاع عن الموقف القطري من مصادر قطرية بل اعتراف مؤسسات دولية مختصة بأن الحملة على الريال القطري، كما على الدوحة بالإجمال، مصيرها الفشل المحتوم. فقد ذكرت وكالة رويترز الدولية أن موازنة قطر تشير إلى أن الدوحة بإمكانها الدفاع عن عملتها لسنوات في مواجهة عقوبات اقتصادية فرضتها عليها دول خليجية أخرى، ومن ثم فإنه من المستبعد أن يقع ربط الريال بالدولار ضحية للأزمة الدبلوماسية بالمنطقة.
وينذر القرار، الذي اتخذته السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بقطع العلاقات الدبلوماسية وسبل النقل مع الدوحة هذا الأسبوع، بأثر سلبي على الميزان التجاري لقطر، لكنه سيضر أيضاً باقتصادات تلك الدول بنسب متفاوتة لكنها بالمجمل ستكون أكبر من خسائر قطر على المدى الطويل.

ولم يرضخ الريال القطري سريعا لتأثيرات الضغوط التي مارستها عليه مصارف في الإمارات والسعودية ودول أخرى مثل سريلانكا. ما اعتبره مراقبون انعكاسا طبيعيا لثقة سوق الصرف الدولية في العملة القطرية المحمية بمراكز نقد أجنبية سخية، كوّنتها قطر على مدار العقود الماضية، بفضل فوائضها المالية واستثماراتها الضخمة التي يديرها صندوق قطر السيادي. وقال عاملون في البنوك القطرية إن قطر لديها أصول تقدر بنحو 335 مليار دولار مستثمرة في صندوق الثروة السيادي التابع لها، وهذه السيولة الضخمة قادرة على حماية العملة المحلية من عمليات المضاربة.

كما أنه بصادرات البلاد من الغاز التي تدرّ عليها مليارات الدولارات شهرياً، فإن قطر تملك من القوة المالية ما يكفي لحماية بنوكها.

وقلل الخبير الاقتصادي في مؤسسة “كابيتال ايكونومكس”، جيسون توفي، من احتمالات تأثّر الاقتصاد القطري بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية التي اتخذتها كل من السعودية والامارات ضد قطر. وقال توفي إن بعض التوقعات بتأثر الريال القطري أو البنوك القطرية من إجراءات المقاطعة السعودية الإماراتية، مبالغ فيها، حيث إن البنوك القطرية تملك مستوى عاليا من السيولة.

كما أن الحكومة القطرية تملك أرصدة واحتياطات كبيرة، تمكّن البنك المركزي من التدخل لسد أية فجوة مالية. وكانت الحكومتان السعودية والإماراتية قد هددتا بسحب الإيداعات من البنوك القطرية.

وأضاف جيسون: “من المستبعد أن يتأثر الريال القطري أو أي بنك قطري من مثل هكذا قرار، نظراً إلى القوة المالية لقطر من جهة، وحصولها على عوائد معتبرة بالإسترليني والدولار من استثماراتها في الخارج”.

ويتخذ البنك المركزي في قطر، إجراءات تحوطية تحول دون هبوط الريال القطري في ظل تشديد الضغوط.
وفي انعكاس لهذا التهديد، هبط الريال، أمس الجمعة، نظراً لحساسية سعر صرف اي عملة للحدث السياسي التي تعيشه البلاد، في سوق التعاملات الآجلة بالخارج إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار، منذ ديسمبر 2015، حين أثار انخفاض أسعار النفط والغاز مخاوف بشأن جميع الاقتصادات الخليجية وليس قطر وحدها.
لكن أكبر بلد مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم يتمتع بثراء شديد يمكنه من تبديد أثر تهديد نزوح رأس المال، عبر تسييل جزء فقط من احتياطياته المالية. وطالما أن الدوحة تستطيع الاستمرار في تصدير الغاز، فمن المستبعد أن ينخفض ميزان معاملاتها الجارية كثيراً في المنطقة السالبة.
ويعني ذلك أنه من المرجح أن يكون المستوى المربوط عنده الريال مقابل الدولار في السوق الفورية، والبالغ 3.64 ريال للدولار، آمناً في المستقبل المنظور. وسيكون أي قرار بتغيير الربط بالضرورة سياسياً وليس اقتصادياً.
وتنطوي الأسعار الآجلة عند مستوياتها المتدنية التي سجلتها، أمس، على خفض لقيمة الريال بأقل من %2 خلال 12 شهراً قادمة.
ويمتنع الكثير من خبراء الاقتصاد لدى مؤسسات مالية في الخليج عن مناقشة الموقف في قطر علناً، بسبب الخلاف القائم، لكنهم يقولون على نحو غير علني إنهم يتوقعون أن تدافع قطر عن عملتها بنجاح.
وكتب كريس تيرنر، رئيس الاستراتيجية العالمية لدى «اي.إن.جي» الأوروبية: «نحن لا نتطلع إلى إلغاء ربط العملة القطرية»، لكنه وصف الضغط على الريال بأنه غير مسبوق، وقال إن تجارب دول أخرى في السنوات الخمس وعشرين الماضية تشير إلى أنه إذا تم إلغاء ربط العملة فإن الريال قد يهبط بما لا يقل عن %20.
وقال جيسون توفي، الخبير الاقتصادي المعني بالشرق الأوسط لدى «كابيتال أيكونوميكس» في لندن، إنه لا يتوقع التخلي عن ربط الريال بالدولار، وحتى الرياض، التي تربط عملتها بالدولار للحفاظ على ثقة المستثمرين، والحد من التقلبات في إيراداتها النفطية، قد تكون راغبة في تجنب دفع قطر نحو هذه الخطوة.

السابق
عودة الدفعة الثانية من القوات القطرية المشاركة بقوات التحالف العربي
التالي
الأسواق المحلية تفيض بالمنتجات التركية.. وإقبال كبير على الشراء