أردوغان في الخليج لرأب الصدع.. أبوظبي عرضت عليه صفقة “دسمة”!

عواصم – وكالات – بزنس كلاس:

يبدأ الرئيس التركي رجب طيب اردوغان زيارة لمنطقة الخليج مطلع الأسبوع القادم على أمل المساعدة بالتوصل إلى حل للأزمة الخليجية في الوقت الذي اختلفت فيه الاراء حول ماهية الدور التركي ومدى تقبل أطراف الأزمة لدور أنقرة في أي تسوية محتملة للأزمة الأكثر خطورة التي تضر بالخليج حسب معظم المراقبين والمتابعين. وتأتي الزيارة التركية للخليج وسط تسريبات إعلامية خطيرة عن قيام الإمارات بتقديم عرض “مغرٍ” لأنقرة من خلال تسليمها عناصر معرض أردوغان الأحطر  فتح الله غولن الموجودين بالإمارات مقبل تسليم أنقرة لأبوظبي عناصر الإخوان المسلمين.

فقد قال موقع ميدل إيست أي البريطاني الثلاثاء 18 يوليو/ تموز 2017، إن الإمارات عرضت على تركيا صفقة يُسلَّم فيها أعضاء من جماعة فتح الله غولن إلى أنقرة مقابل أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين وفقاً لما نقله صحفي تركي.  وقال كنان أكين الصحفي في جريدة يانيكاج التركية، بأن مسؤولاً إماراتياً رفيعاً أخبره أنه لا توجد لديهم مشكلة مع وجود القاعدة العسكرية التركية في قطر مادامت أنقرة على استعداد لإعادة تسعة مواطنين إماراتيين ينتمون إلى الإخوان المسلمين ويقيمون حالياً في تركيا.

وبحسب ميديل إيست آي فإن عبدالله سلطان النعيمي المسؤول بوزارة الخارجية الإماراتية قال في تصريح له “هناك 9 إرهابيين في تركيا هم مواطنون لدولتنا ويعملون ضمن هذه المنظمة ونحن نريد عودتهم. السيد حاقان (فيدان رئيس جهاز الاستخبارات التركي) يعلم جيداً من هم”.

لم يذكر التقرير متى قدمت الإمارات هذا العرض إلى تركيا. وأضاف النعيمي الإمارات تتفهم مخاوف تركيا تجاه أتباع فتح الله غولن رجل الدين التركي المقيم بأميركا والذي تتهمه السلطات التركية بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز الماضي. وصنفت تركيا حركة غولن باعتبارها منظمة إرهابية وأطقت عليها اسم FETO (مجموعة فتح الله الإرهابية).

وقال النعيمي “تمثل جماعة الإخوان المسلمين بالنسبة لنا ما تمثله FETO بالنسبة لكم (تركيا). ليس لدينا اعتراضات على ذلك. المشكلة تكمن في الموقف تجاه الإخوان المسلمين. نحن نريد التخلص من الجماعات الإرهابية”، بحسب الموقع البريطاني. وأشار النعيمي أيضاً إلى أن الإمارات اعتقلت وأعادت جنرالين من أتباع غولن كانا يعملان لدى قوات الناتو التركية في أفغانستان إلى تركيا كبادرة لحسن نية.

ووفقاً لما ذكره النعيمي “سلمنا جنرالين من FETO كانا مسافرين إلى أفغانستان عبر دبي وأعدناهما إلى تركيا. نتوقع من تركيا أن تبدي نفس الحساسية تجاه الإرهابيين الذين يعملون ضدنا”.

هذا وتمثل الإمارات مركزاً للترانزيت بالنسبة للطائرات المتجهة إلى أفريقيا وآسيا. حركة غولن شديدة النشاط في شرق وجنوب إفريقيا وكذلك في جنوب شرق آسيا.

تورط الإمارات في محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا

لكن المسؤولين الأتراك أشاروا في مناسبات عدة إلى تورط دولة خليجية في تمويل محاولة الانقلاب في تركيا دون ذكر اسم هذه الدولة.

الشهر الماضي قال الصحفي المقرب من الحكومة التركية محمد أسيت إن هذه الدولة هي الإمارات.

وأضاف إن الإمارات دفعت ثلاثة مليارات دولار لمخططي الانقلاب، مستنداً في ادعاءاته إلى إشارات أدلى بها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في مناسبة خاصة قبل سبعة أشهر، كما ذكر ميديل إيست آي.

وفقاً لأسيت قال أوغلو خلال إحدى المناقشات “نحن نعلم أن هناك دولة دفعت 3 مليارات من الدولارات لدعم محاولة الانقلاب في تركيا للإطاحة بالحكومة، والدولة التي فعلت ذلك هي دولة مسلمة”.

من جانب آخر، ذكر تقرير لوكالة بلومبرغ أن أردوغان سينخرط بصورةٍ أعمق في الأزمة القطرية عبر زياراتٍ إلى السعودية، والكويت، وقطر بدءاً من الأحد المقبل، 23 يوليو/تموز 2017. واعتبر التقرير أن هذا الجهد الدبلوماسي لأردوغان قد يكون متعلِّقاً بحماية المصالح التركية الإقليمية بقدر تعلُّقه بإيجاد سبيلٍ للخروج من الأزمة المستمرة منذ ستة أسابيع.

وتُعَد أنقرة حليفاً حيوياً لقطر وهو ما تجلى بوضوح منذ عزل الأخيرة من جانب التحالف الرباعي الذي تقوده السعودية في الخامس من يونيو/حزيران 2017؛ فأرسلت لها الغذاء ووسَّعت وجودها العسكري هناك، كما ستجريان مناوراتٍ عسكرية مشتركة في وقتٍ لاحق من هذا الشهر.

وفي إشارةٍ على أنَّها تبحث عن توسيع ذلك الدور، قال وزير الدفاع التركي فكري إيشيق إنَّ جولة أردوغان التي تستمر ليومين وتتضمن زيارة شركاء تجاريين رئيسيين ستهدف لـ”تخفيف التوتُّرات بدلاً من تأجيج عدم الاستقرار”، مع التأكيد في الوقت نفسه على ضرورة احترام سيادة قطر. وقال إيشيق في أنقرة الإثنين، 17 يوليو/تموز 2017: “نقول إنَّ السعودية وباقي الدول الأخرى عليها بالأساس أن تجلس على طاولةٍ وتحل هذا الأمر عبر الحوار السلمي. وتركيا مستعدة لتقديم أي مساعدة من أجل تحقيق هذا الغرض”.

 

مأزق

 

وشكلت الأزمة القطرية مأزقاً لأنقرة منذ اندلاعها في مطلع يونيو/حزيران 2017 ، فقد سارع الرئيس التركي الذي لبلاده علاقات جيدة مع طرفي الأزمة واتصل بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأجرى محادثات مع المسؤولين الإيرانيين إلى جانب أطراف الأزمة، في مسعى لنزع فتيل التوتر بين الجانبين كما استقبلت تركيا وزير خارجية البحرين لبحث الأزمة دون أن تثمر جهود أردوغان عن شيء يذكر.

ولم تلق دعوة أردوغان الدول الخليجية إلى التهدئة ورفع الحصار الجوي والبري المفروض على قطر آذاناً صاغية في الأوساط الخليجية، بل شنت بعض الصحف السعودية حملة على تركيا متهمة إياها بدعم قطر في إطار ما تصفه بدعم مشروع “جماعة الإخوان المسلمين، حسب تقرير لـ”بي بي سي”.

ورأت “بي بي سي “أنه يبدو أن أردوغان توصل إلى قناعة مفادها أن هامش المناورة أمام تركيا قد تضاءل إلى حد بعيد وأن عليه اتخاذ موقف واضح من الأزمة والوقوف إلى جانب إحداهما، فاختار قطر، مخاطراً بالعلاقة مع السعودية التي شهدت تحسناً ملحوظاً منذ تولي الملك سلمان الحكم بعد فترة من البرود بسبب التباين الصارخ في موقفي البلدين من الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي.

مسارعة البرلمان التركي إلى المصادقة على الاتفاق العسكري بين تركيا وقطر كانت بمثابة رسالة تركية إلى القوى الإقليمة وأهمها السعودية مفادها أن تركيا معنية بهذه الأزمة إلى حد بعيد ولن تقف مكتوفة الأيدي في حال تدهورت الأوضاع في المنطقة.
وصف الرئيس التركي في تصريحات لاحقة، الإجراءات التي اتخذتها الدول المقاطعة ضد قطر بأنها “حصار غير شرعي”، معتبراً إياها تعدياً على سيادة قطر.
وأكد دعمه للرد القطري على الشروط المقدمة من قبل الدول المقاطعة.
واعتبر أن الدعوة لإغلاق القاعدة التركية في قطر تمثل “عدم احترام” لتركيا.
وكشف أن تركيا عرضت أيضاً إقامة قاعدة عسكرية في السعودية ولكن الرياض لم ترد.

السابق
“تنورة” خلود تقودها إلى النيابة العامة!!
التالي
دي خيا يصدم مورينيو باعتراف يخص ريال مدريد!