أبوظبي تعترف: اخترقنا أجواء قطر!!

وكالات – بزنس كلاس:

أكد خبراء أن إعلان الإمارات العربية المتحدة أنها ستستخدم مساراً عسكرياً جديداً لطائراتها بعيداً عن قطر يؤكد أن طائراتها كانت تخترق في السابق دون تنسيق الأجواء القطرية.
وهذا ما سجلته الرادارات القطرية الأيام الماضية وقامت بناء على ذلك بتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ومنظمة الطيران المدني.
وكان المسؤول العسكري الإماراتي العميد الركن طيار هلال سعيد القبيسي قد قال في مؤتمر صحفي بالعاصمة أبوظبي أمس: «تلقينا أوامر بعدم التصعيد والحفاظ على أمن وسلامة المنطقة». وأضاف أن الطائرات العسكرية الإماراتية ستسلك مسارات بديلة فوق السعودية لتفادي احتمال أن تعترضها طائرات حربية قطرية.
واعتبر الإعلامي القطري عبدالعزيز آل إسحاق، أن التعليمات التي تحدث عنها المسؤول الإماراتي هي، بلا شك، جاءت من الولايات المتحدة الأمريكية، مشيراً إلى أن أمريكا أوقفت أي تعاون عسكري في بداية الأزمة، بالإضافة إلى ما كشفته تصريحات ستيف بانون في كتابه بأن ترامب أعطى الضوء الأخضر للإمارات والسعودية لعمل عسكري في البداية.

تحذيرات أمريكية

وأضاف آل إسحاق أن صحيفة (نيويورك تايمز) كشفت أمس الأول أنه تم تحذير السعوديين من مغبة أي عمل عسكري بعد الأيام الأولى من الأزمة، ثم حذر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الإمارات والسعودية تحديداً من القيام بأي عمل عسكري في هذه الأزمة، مؤكداً أن استقرار وأمان المنطقة جزء لا يتجزأ من العمل الإستراتيجي للولايات المتحدة مما يفسر بأن التحذير جاء بلا شك من الولايات المتحدة وذلك عطفاً على تصرفات الدولتين في اليومين الماضيين.
وشدد آل إسحاق على أن إعلان الإمارات اتخاذها مسارات بديلة فوق الأجواء السعودية يؤكد أن الطائرات العسكرية الإماراتية كانت تخترق الأجواء القطرية كما قالت قطر وقامت بتقديم شكوى ضد الإمارات إلى الأمم المتحدة.
وهو على عكس ما قالته الإمارات بأن قطر اعترضت طائرة مدنية إماراتية، وأضاف: «هذا يدل على أن الطائرة العسكرية الإماراتية اخترقت الأجواء القطرية والآن بسبب الشكوى القطرية تقوم الإمارات باستخدام الأجواء السعودية كحل بديل». وبين آل إسحاق أن هذه التصريحات من قبل الإمارات هي محاولة منها لخلق نوع من القلق واستمرار هذه الأزمة بوتيرة متصاعدة وخلق حالة من عدم الاستقرار لشعوب المنطقة وحالة تجييش إعلامية مستمرة وهي محاولة لإرضاء غرورهم في هذه الأزمة.

توثيق الخروقات

وكانت قطر قد تقدمت بمذكرة للأمم المتحدة حول الانتهاك الإماراتي للأجواء القطرية، وقالت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني مندوب قطر الدائم لدى الأمم المتحدة إن قطر قد وجهت رسالتين متتاليتين حول حادثتين وخروقات لمجالنا الجوي من قبل دولة الإمارات، وقمنا بهذه الخطوة لتوثيق المعلومة هذه، حيث من المهم أن تخطر الدول الأعضاء مجلس الأمن بما تراه أنه يؤثر على السلم والأمن للدولة وللمحيط الذي تعيش فيه، ولذلك قمنا بواجبنا وأخطرنا مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة.
وأضافت أن الرسائل التي وجهتها دولة الإمارات إلى مجلس الأمن كانت متوقعة، فهم تفاجأوا بأننا وثقنا خروقاتهم هذه مباشرة في الأمم المتحدة، مشددة على أن الرسائل الإماراتية لمجلس الأمن ضعيفة ولا تتناول أي شيء فعلي أو حقيقي، لأن المعلومات التي قدموها غير دقيقة، وهي فقط خطوة كردة فعل على الرسائل التي وجهناها للمجلس.
وأكدت أن المسألة برمتها واضحة، فأي خروقات لمجالنا الجوي خط أحمر لن نقبلها، منوهة إلى أن المسؤولين بالدولة سيتخذون الخطوات المقبلة فيما يتعلق بأي تصعيد آخر من قبل الإمارات.

مزاعم إماراتية

وكانت الإمارات قد قالت الأسبوع الماضي إن طائرات حربية قطرية اعترضت طائرتين مدنيتين إماراتيتين في طريقهما إلى البحرين لكن قطر نفت ذلك وقالت إنه «عار عن الصحة». كما اتهمت الإمارات طائرات حربية قطرية بأنها تصرفت بشكل مستفز مع ثلاث طائرات عسكرية إماراتية في المجال الجوي الدولي يومي 27 ديسمبر و12 يناير.
وحسب خبراء فإن فيديو اعتراض الطائرات المزعوم الذي بثته البحرين ومن ثم تداولته قنوات دول الحصار، به العديد من الأخطاء الفنية التي فندها الخبراء في مجال الطيران.

5 أخطاء فنية

وحسب اليكس ماشريس المتخصص بشؤون الطيران والمحلل لدى كبرى وسائل الإعلام الإقليمية والأجنبية من بينها «بي بي سي» و«سي إن إن» والجزيرة، فإن الفيديو الذي نشرته قناة العربية بمزاعم أن طائرات قطرية قطعت مسار طائرتين إماراتيتين خلال رحلتين اعتياديتين، يتضمن 5 أخطاء فنية واضحة وهي «لم تتحقق أي جهة دولية من صحة الفيديو، كما أن الطائرات الظاهرة في الفيديو ليست عسكرية، ولا يبين المقطع أي اعتراض لأي طائرة أخرى، أكثر من ذلك شدد ماشريس بأن منظمة (إيكاو) الدولية المعنية بسلامة عمل خطوط الطيران لم تتحقق من صحة الفيديو”.
وتابع اليكس قائلاً: بالإضافة للطائرات يمكن للرادار أن يظهر الطائرات الخفيفة والطائرات العامة بما فيها الطائرات في مطار الخور القريب والرحلات التدريبية، وعلاوة على ذلك فإن العديد من الطائرات العسكرية لا تظهر في الرادارات الثانوية المستخدمة في المطارات.
وبين المتخصص في شؤون الطيران قائلاً: لقد علمت بأن طيران الإمارات استقبل آلاف الطلبات من الإعلام العالمي يسألون عما إذا كانت طائرة 777 تعرضت لأي اعتراض من قطر كما زعمت، ولكن طيران الإمارات لم يرد على هذه الطلبات. مضيفاً: هذا غير اعتيادي، لأنه من الطبيعي أن تؤكد شركات الطيران أي اعتراض يحدث لطائراتها على الفور.

السابق
قطر للمواد الأولية: استراتيجية ثبات الأسعار
التالي
رجال أعمال قطر في الكويت.. شراكة استراتيجية