![](https://businessclass.today/wp-content/uploads/2017/02/آرسين-فينجر.jpg)
آرسين فينجر، من منا لم ينتظر قرار إقالته في الأشهر الأخيرة من كل موسم؟ هو سيناريو يتكرر منذ أكثر من 10 مواسم، الفريق يحقق نتائج جيدة ثم ينهار في جميع البطولات ويحجز إحدى المقاعد الأولى في الدوري الإنجليزي ما عدا مركز الصدارة.
من الغريب جداً أن تنتظر إدارة نادٍ كبير على مدرب لم يحقق لقب الدوري 12 عام، كما لم يتوج بلقب دوري أبطال أوروبا خلال 20 عام، هذا يحدث فقط في آرسنال لأنه بالأساس لا يملك عقلية الأندية الكبيرة وإن ظهر كذلك من حيث امتلاك النجوم والقيمة التسويقية.
مشكلة آرسنال الحقيقة أن سقف الطموحات دائماً منخفض مهما كانت قوة الفريق وملاءمة الظروف المحيطة، فالأهداف التي يتم وضعها قبل انطلاق الموسم لا تشمل الفوز على الألقاب وإنما المنافسة عليها فقط، وهذا هو الفارق بين الجانرز وأندية عملاقة مثل ريال مدريد، بايرن ميونخ، برشلونة، يوفنتوس، وحتى مانشستر يونايتد والسيتي وإن كانا لا يمران بأوقات طيبة.
هناك عدة أدلة تؤكد هذه النظرية أهمها تصريحات آرسين فينجر المستمرة والتي يتفاخر بها بأنه يحجز مقعد مؤهل لدوري أبطال أوروبا كل موسم رغم غيابه عن منصة التتويج، فهو يرى أن فريق يضم لاعبين بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني طموحه اللعب في التشامبيونزليج فقط!
الدليل الثاني هو أن فينجر ما زال في منصبه حتى يومنا هذا، وهناك حديث عن إمكانية تجديد عقده في الأسابيع المقبلة، مما يعني أنه يحقق الأهداف التي يتم وضعها قبل انطلاق الموسم.
هذا يفسر لنا سبب غياب الروح القتالية عن آرسنال في معظم المباريات، فليس هناك طموحات كبيرة يسعى لها الفريق، حصد 70 إلى 80 نقطة يعد كافياً وسيحصل اللاعبين والمدرب على الثناء من قبل إدارة النادي عند نهاية الموسم.
البعض يقول أن المشكلة الرئيسية في طريقة إدارة النادي وليست من المدرب الفرنسي، فهذه هي المنهجية التي تتبعها الإدارة، وهي البقاء في الواجهة والمحافظة على نفس النسق، وإن جاءت الألقاب يكون أمراً عظيماً، وإن لم تأتي فتلك ليست مشكلة.
رغم اتفاقي التام مع هذا التفسير، لكن باعتقادي أن فينجر يتحمل مسؤولية كبيرة أيضاً، فهو يملك لاعبين بجودة من ممتازة إلى متوسطة، كما لديه خبرة كبيرة في عالم التدريب ومن المفترض أنه تعلم الكثير خلال السنوات الماضية، ورغم كل ذلك ما زال عاجزاً عن تحقيق إنجاز حقيقي طوال السنوات الماضية.
قالوا قديماً “إن لم تعرف أين تذهب فكل الطرق تفي بالغرض” هذا تماماً ما يحدث مع آرسنال وفينجر في كل موسم، فالفريق يحقق أهدافه دائماً رغم غيابه عن منصات التتويج بشكل مستمر، فلا يعقل أن تكون أهداف نادٍ بحجم آرسنال هي نفسها أهداف فريق مثل إشبيلية أو وست هام أو فيورنتينا، وطالماً أن هذه العقلية هي من تسيطر على النادي فلن نشهد أي تغيير خلال السنوات القادمة.