واشنطن بوست: لماذا تحاصرون الدوحة “صديقة الجميع”؟

واشنطن – وكالات – بزنس كلاس:

يتابع الإعلام العالمي تركيزه على الأزمة الخليجية وتداعيات الحصار الجائر الذي تحاول فرضه بعض الدول الخليجية ومصر ضد الدوحة. فقد اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” اتهام قطر بدعم الإرهاب حكمًا قاسيًا وغير عادل على الدولة السلمية وصديقة الجميع والتي تتبع بحكمة سياسة خارجية تهدف إلى تجنب الأعداء. وقال جاري واسيرمان – في مقال نشرته الصحيفة – إن قطر انتهجت عولمة ليبرالية، تنسجم مع القيم الغربية أكثر من جيرانها، وبغض النظر عن استثماراتها الضخمة في الاقتصادات الغربية، فإن سياسات قطر العامة تهدف إلى جعلها مركزا عالميا محترما.

وفي مجال السياسة الخارجية، قدمت قطر المساعدات الإنسانية، بما في ذلك 100 مليون دولار للضحايا الأمريكيين في إعصار كاترينا، ظهرت وسيطا في الصراعات الإقليمية من «إريتريا» إلى «غزة»، ووفرت ملاذا للمنفيين والمعارضين الذين ينتمون إلى طائفة واسعة من الآراء في السياسة والدين، ورحب المسؤولون الأمريكيون بوجودهم في «الدوحة»، حيث يمكن رصدهم.

وعلى الصعيد المحلي، احتضنت قطر المؤسسات التعليمية الأمريكية من خلال دعوة ست من الجامعات الأمريكية «نورث وسترن»، و«كارنيجي ميلون»، و«كلية طب وايل كورنيل»، و«تكساس A & M»، و«فرجينيا كومنولث»، و«جورج تاون» إلى المدينة تعليمية في الدوحة، ويعمل في هذه الكليات أعضاء هيئة التدريس وإداريون، مع حرية أكاديمية كاملة، وبموجب معايير جامعية خاصة بهم، ورغم أن معظم الطلبة ليسوا من مواطني قطر، فإن هذه الجامعات يتم تمويلها بالكامل، وبسخاء من قبل الدوحة.

وأكدت الصحيفة أن النساء في قطر يقدن سياراتهن الخاصة، ويحضرن دروسا تعليمية مشتركة، ويخدمن على مستويات عالية في الحكومة، وكذلك في المجتمع، فالنساء القطريات، على نحو متزايد، أفضل تعليما وأفضل استعدادا. وأنشأت قطر، شبكة «الجزيرة»، وهي القناة الإخبارية الأكثر مشاهدة على نطاق واسع في العالم العربي، وموثوق بها لأن قطر أعطتها حرية غير مسبوقة في المنطقة لتغطية الأخبار العالمية، بما في ذلك استضافة المنشقين، ومنتقدي الأنظمة الاستبدادية، ولعبت دورا في الربيع العربي بتصدرها التغطية الصادقة للمظاهرات والانتفاضات، وليس من المستغرب أن إغلاق قناة «الجزيرة» كان مطلبا رئيسيا بالنسبة للدول العربية التي تختلف مع قطر.

وفي دراسته «قطر التاريخ الحديث»، وصف البروفيسور «ألين فرومهيرز» قطر بأنها نموذج للفكر المستقل في الشرق الأوسط، وتحتضن بيئة للنقاش المفتوح وكذلك التسامح الديني. وهذا جعلها محفلا للقضايا الدولية، وقد جمع مؤتمر الدوحة المشترك للأديان بين القادة المسلمين والمسيحيين واليهود عشرات المرات، واستضافت «قطر» «تغير المناخ» في عام 2012، وقد أنفقت قطر ملايين الدولارات على مركز «سدرة» الطبي للبحوث ذي المستوى العالمي المكرس لقضايا صحة المرأة والطفل.

السابق
جيوب الأمراء.. فقراء السعودية يصرخون: أين تذهب مليارات النفط؟!!
التالي
الكويت: السيطرة على حريق اندلع بالفروانية