![](https://businessclass.today/wp-content/uploads/2018/04/سمو-الأمير-القمة-العربية.jpg)
الدوحة – بزنس كلاس:
كثرت التكهنات والأخبار في اليومين الأخيرين حول ترأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لوفد دولة قطر للمشاركة في القمة العربية المزمع عقدها غداً الأحد 15 أبريل / نيسان في السعودية بظل تزايد التوترات على خلفية الأزمة الخليجية وتداعياتها الكارثية على الجميع في ظل توتر شديد تعيشه المنطقة برمتها على وقع مواجهة عسكرية لا تبدو بعيدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية ي سوريا على الأقل.
لم تصدر وسائل الإعلام الرسمية أي خبر يتعلق بمشاركة حضرة صاحب السمو بالقمة المذكورة من عدمه في الوقت الذي أعلن فيه سابقاً عن “تطور إيجابي” في الأزمة مع مشاركة محتملة لسموه في القمة إلا أنه من الواضح بأن دول الحصار التي ترفض بتعنت صبياني وطيش يكاد يشبه الغباء أي وساطة أو حوار للوصول إلى حل الأزمة لدرجة أوصلت الولايات المتحدة إلى الإعلان صراحة عن نفاذ صبرها من تعنت الرياض وابوظبي في هذا الشأن.
إن دولة قطر التي تؤمن بالعمل العربي المشترك وبوحدة الصف الخليجي تصرفت منذ بداية الأزمة بحكمة وتروي وما زالت تحاول أن تنظر للسعودية والإمارات والبحرين ومصر على أنها دول شقيقة رغم كم العداء الضخم التي أظهرته تلك الدول، وتحاول الدوحة حتى الآن أن تتعامل بإيجابية مع أي وساطة كما فعلت منذ بداية الأزمة، إلا أن الطمع من جانب أبوظبي والتكبر من جانب الرياض قد تسببا على ما يبدو بالعمى لساسة تلك الدولتين ولا يمكن المراهنة على “عقلانية” حكام دول الحصار التي لم تدع مجالاً للشك بأنها ستذهب بعدوانها ضد قطر حتى العدوان العسكري لولا الخوف من العصا الأمريكية الغليظة التي باتت تلوح فوق رؤوسها. وبناء على مقدمات وتصريحات مسؤولي دول الحصار تبدو فرص المشاركة القطرية الفاعلة في القمة العربية بعيدة لأن الإرادة لدى دول الحصار متوفرة فقط لإلحاق أكبر أذى بدولة قطر وليس بناء تحالف عربي واسع يؤمن للعرب مكاناً واضحاً في الإقليم المشتعل الذي يعيشون فيه.
الجدير يالذكر أن السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون الإعلام، قال بأن عدد الملوك والرؤساء الذين سيشاركون فى القمة العربية الـ29 التى ستعقد فى السعودية غداً الأحد بلغ 17 ملكا ورئيسا ويعد ذلك عدد مرتفع جداً كون الأعضاء 22 دولة منهم عضوية سوريا المجمدة، وتابع بأن:”التمثيل القطرى سيكون على مستوى مندوبها الدائم لدى الجامعة وليس على مستوى الأمير”.
وفي سياق متصل، طالب السياسي الكويتي وعضو مجلس الأمة السابق «ناصر الدويلة»، أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» بعدم حضور القمة العربية المزمع عقدها، الأحد المقبل، في السعودية في ظل عدم وجود بوادر لحل الأزمة الخليجية.
وأشار «الدويلة» في الوقت نفسه أن مشروع القناة المائية التي تنوي السعودية حفرها لتشديد الحصار على قطر هي مشروع حقيقي، موضحا أن المستفيد الوحيد من المشروع هو الإمارات.
وقال في تدوينات له عبر حسابه على «تويتر»: «الأمور في الخليج لا تبشر بخير وإذا كانت هناك بعض التهدئة فهي مؤقتة ولا تحقق أي تقدم في حل الأزمه الخليجية أنصح أمير قطر أن لا يحضر بشخصه أبدا القمة العربية في الرياض فلا توجد أي بوادر لحل الأزمة مع الحملات الإعلامية المحمومة ضد قطر وأرضها وسماها وشعبها وأميرها؛ نصيحة محب صادق».
وأضاف في تغريدة أخرى أن «أي انفجار للأوضاع في الشرق الأوسط سيزيد من احتمالات الخطر ضد قطر لذلك أنصح الإخوة في قطر بأخذ الحيطة والحذر الشديد جدا في حال تفجر أي صراع في الشرق الأوسط فقطر هي جوهرة التاج لكثير من خصومها والأوضاع في المنطقه تزداد توترا دون بوادر انفراج حقيقيه فالله .. الله بالحذر والاستعداد».
واعتبر «الدويلة» أن «مشروع القناة المائية لعزل قطر مشروع حقيقي و(سيصار) إلى تنفيذه إذا فشلت باقي المحاولات لتركيع قطر والمستفيد الوحيد من حفر القناة المائية هي الإمارات وليست السعودية فمن الناحية الاستراتيجية، فعزل قطر يخدم المشروع الإماراتي في المنطقة ولا يحقق أي هدف سعودي حقيقي».
يشار إلى أنه في وقت سابق، الثلاثاء، وصل وفد دبلوماسي قطري إلى السعودية للتحضير لزيارة أمير قطر المقررة، الأحد، لحضور فعاليات القمة العربية التي تستضيفها المملكة بمدينة الظهران، بالمنطقة الشرقية.
وتلك الزيارة هي الأولى لوفد من الدوحة منذ قطع العلاقات بين السعودية وقطر.
وكان مصدر دبلوماسي عربي قد كشف قبل أيام لصحيفة «الراي» الكويتية بأن أمير قطر سيرأس وفد بلاده إلى القمة العربية.
وسبق أن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية القطرية «لولوة الخاطر»، إن الدوحة تلقت دعوة رسمية للمشاركة بالقمة العربية، موضحة أن بلادها ستشارك، دون تحديد مستوى المشاركة.
وأضافت أن ملف الأزمة الخليجية، لن يكون مطروحا على أجندة القمة العربية، لكنها استدركت: أنه «في حال تم طرح المسألة، كما أكدنا مرارا، فإننا ملتزمون بالحوار في سبيل حل الأزمة، طالما أن ذلك في حدود المحافظة على السيادة والمصالح الوطنية لدولة قطر وشعبها».
يذكر أن قطر قد شاركت في الاجتماع التحضيري للقمة، الذي عقد في مارس/آذار الماضي بالقاهرة، برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري «سلطان بن سعد المريخي».
وتأتي القمة العربية في دورتها العادية الـ29 في خضم أزمة خليجية بدأت بحصار قطر في 5 يونيو/حزيران 2017، كما تجتاح بعض دول المنطقة عدة أزمات، خاصة في سوريا واليمن وليبيا، إضافة إلى الاتهامات الموجهة لإيران بالتدخل في شؤون الدول العربية.
ويأتي خبر مشاركة حضرة صاحب السمو في القمة المذكورة من عدمه