من «أنا عربي» إلى «مزامير».. محمود درويش شاعراً حمل راية النضال

 

كان الشاعر الفلسطيني محمود درويش من أعلام العالم العربي، وكان صوتاً صداحاً لنضال الشعب الفلسطيني، اشتهر بأشعاره الرائعة على مستوى العالم والتي ركز في معظمها على عشقه لأرضه ووطنه الضائع.

ولد مجمود درويش في 13 مارس 1941 في قرية البيروة في غرب الجليل، ثم طرد مع عائلته من قريته إلى مخيمات اللاجئين في جنوب لبنان مع عشرات آلالاف من الفلسطنيين في عام 1947 وبقي هناك لمدة سنة، إلا أنه عاد إلى فلسطين واستقر في عكا وانهى دراسته الثانوية في مدارسها ومن ثم انتقل إلى حيفا.

بدأ بنشر الشعر والمقالات في الصحف والمجلات، وعندما كان في 19 من عمره، نشر أول كتبه الشعرية الذي حمل عنوان “طيور بلا أجنحة” وكان مساعد رئيس التحرير في جريدة الفجر.

غادر درويش فلسطين في عام 1970 ليكمل دراسته في الاتحاد السوفيتي، وألتحق بجامعة لومونوسوف الحكومية في موسكو لمدة سنة واحدة ثم انتقل إلى القاهرة وبيروت حيث انتخب للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في عام 1987، وبقي في منصبه لمدة ست سنوات، وكان يعمل في معاهد البحوث والنشر التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية واستقال منها في أعقاب اتفاق أوسلو.

نشر درويش أكثر من 30 مجلداً شعرياً خلال حياته المهنية وثمانية كتب نثرية، وكان مدير تحرير جريدة الجديد والفجر. وتعتبر قصيدة “سجل، أنا عربي” من أشهر الموشحات التي كتبها درويش وانتشرت في جميع أرجاء العالم، ومن أشهر قصائده “ريتا والبندقية” و”طيور الجليل” و”مزامير” وغيرها الكثير.

وتميزت كتاباته منذ بداياته بالطراز العربي التقليدي، وبدأ في سبعينيات القرن الماضي الابتعاد على الطراز الكلاسيكي واستخدم لغة مرنة وشخصية أكثر عصرية، ولم يبتعد عن السياسة في قصائده ولكنه ابتعد عن الشعارات التقليدية. تأثر درويش بالكثير من الشعراء العراقيين ومنهم عبد الوهاب البياتي وبدر شاكر السياب، وتم منعه من دخول فلسطين في عام 1973.

وفي عام 1998، نشر مجموعة من قصائد الحب بعنوان “سرير من الغريب”، وفي عام 2000، نشر كتاب عن تجربته في الاقتراب من الموت بعنوان “جدارية” بعد إجرائه لعملية جراحية في القلب في عام 1998.

حصل درويش على العديد من الجوائز ومنها جائزة “لوتس” 1969، وجائزة “لينين للسلام” من قبل الاتحاد السوفيتي في عام 1983، ولقب “فارس الفنون والآداب” من فرنسا في عام 1993، وجائزة مؤسسة “لانان للحرية الثقافية” في عام 2001، وجائزة الأمير “كلاوس” في عام 2004، بالإضافة إلى حصوله على الإكليل الذهبي في ليالي سنتروجا الشعرية وجائزة المنتدى الدولي للشعر العربي في عام 2007.

تزوج محمود درويش من الكاتبة رنا قباني وتطلاقا في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ثم تزوج من المترجمة المصرية حياة هاني، واشتهر بحبه لفتاة يهودية تدعى ريتا، ولم ينجب أي أطفال من أي زواج في حياته، خضع لعمليتي قلب مفتوح في عامي 1984، 1998.

توفي الشاعر العظيم في 9 أغسطس 2008، بعد ثلاثة أيام من خضوعه لعملية جراحية قلبية في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية عن عمر يناهز 67 سنة ودفن في قصر رامالله للثقافة.

السابق
دليلك لمعرفة السعرات الحرارية للفواكه والخضراوات
التالي
سحب صرصار تسلل إلى دماغ امرأة وظل 12 ساعة