نظمت غرفة تجارة وصناعة قطر أمس زيارات ميدانية للوفد التركي المشارك في مؤتمر غرفة قطر الثاني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، إلى عدد من نماذج تلك المشروعات في قطر، للتعرف عليها وبحث فرص التعاون والاستثمار بين رجال الأعمال الأتراك والقطريين.
وقام الوفد، الذي رافقه عدد من مسؤولي غرفة قطر ورجال الأعمال القطريين، بزيارة مزرعة «بلدنا»، في الخور، أكبر مشروع محلي خاص في مجال اللحوم والألبان ومشتقاتها، كما قام بزيارة إلى مصنع الحوامل الخشبية ومصنع البلاستيك التابعين لشركة قطر للبتروكيماويات «قابكو» في مسيعيد. وفي لقاء مع السيد قطب الدين أرزو مستشار رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية، أكد أن زيارة الوفد التركي لبعض المشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطر، تأتي في إطار التعرف على التجربة القطرية في هذا المجال، وبحث فرص الاستثمار والتعاون بين الجانبين في مجال تعزيز هذا النوع من المشاريع.
وقال أرزو، في تصريحات صحافية على هامش الزيارة أمس: إن حضور مسؤولين من اتحاد الغرف والبورصات التركية من 81 ولاية في تركيا إلى قطر، يؤكد الاهتمام البالغ من الجانب التركي بأهمية التعاون مع أصحاب الأعمال القطريين في قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
ونوه بأهمية قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد التركي، مؤكداً على أنه يمثل عصب الاقتصاد الوطني، حيث يستحوذ على نسبة كبيرة في التوظيف ويساهم بحصة بارزة من المنتجات الصناعية والصادرات التركية إلى الخارج.
علاقات عميقة
كما أكد مستشار رئيس اتحاد الغرف والبورصات التركية على عمق العلاقات المزدهرة والمتطورة في كافة المجالات بين قطر والجمهورية التركية، منوها بحرص قيادة البلدين على دفعها للأمام باستمرار. وأعرب أرزو عن تطلع بلاده إلى خطوات أكبر في السنوات القادمة، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين إلى مستويات أكبر من المستويات الحالية، مؤكداً على دور القطاع الخاص ورجال الأعمال في المرحلة المقبلة.
نموذج
من جانبه، أكد حسام فارس الرئيس التنفيذي لشركة «بلدنا» للإنتاج الحيواني، أكبر مشروع محلي خاص في مجال اللحوم والألبان ومشتقاتها، أن زيارة الوفد التركي المشارك في مؤتمر غرفة قطر الثاني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، لمزرعة «بلدنا» في الخور يعكس أهمية هذا النوع من المشاريع، التي تعتبر أساس اقتصاد أي دولة.
وقال فارس، في تصريحات صحافية على هامش زيارة الوفد التركي أمس: إن الزيارة تهدف إلى الاطلاع على النماذج القطرية في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين رجال الأعمال الأتراك والقطريين، وبحث فرص التعاون والاستثمار بين الجانبين، مؤكداً أن التجربة التركية نجحت في الكثير من نماذج هذا النوع من المشاريع.
وأضاف: «المشاريع الصغيرة والمتوسطة أساس اقتصاد أي دولة، بل إن اقتصاد الدول ينمو بنمو تلك المشاريع؛ إذ إنها توفر فرص عمل للشباب وتحرك عجلة الاقتصاد، ونحن في شركة (بلدنا) نؤمن بذلك ونحاول أن نسهم في نمو الاقتصاد الوطني».
مواصفات
وأشار إلى أن مزرعة «بلدنا»، والتي تمتد على مساحة 700 ألف متر مربع، تقدم خدمات متنوعة، كتربية الماشية وتعبئة المنتجات والتوزيع الداخلي وتصنيع العصائر والمثلجات والحلوى الشرقية.
وتابع: «كما أن المزرعة تضم مخازن تقع على مساحة 20 ألف متر مربع، وتحتوي المزرعة على قرابة 45 ألف رأس من الأغنام، تنتج 40 ألف طن من الحليب، بالإضافة إلى مقصب يتسع لنحو 300 رأس يومياً».
استثمارات
وحول استثمارات «بلدنا» ومساهماتها في السوق المحلية، قدر الرئيس التنفيذي للشركة حجم استثماراتها بنحو 400 مليون ريال، مؤكداً أن الشركة تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم والألبان في السوق المحلية والتوجه إلى التصدير بحلول عام 2026.
وأشار إلى أن «بلدنا» هي مجموعة تضم تحتها 48 شركة، تعمل في عدة مجالات، أهمها الضيافة والمواد الغذائية والزراعة، بالإضافة إلى المقاولات، مؤكداً أن المجموعة تستهدف المساهمة في نمو الاقتصاد القطري وتوفير فرص العمل لأبناء المجتمع تحقيقاً لأهداف رؤية قطر 2030». كما قام الوفد التركي بزيارة لمصنعي الحوامل الخشبية والبلاستيك التابعين لشركة قطر للبتروكيماويات «قابكو» في مسيعيد؛ حيث اطلع الوفد على منشآت التصنيع، واستمعوا إلى شرح مفصل حول آلية تصنيع تلك المنتجات.
وتعتبر «قابكو» واحدة من كبرى الشركـات الرائدة في العالم في إنتاج البولي إثيلين منخفـض الكثافــة، وتنتج الشركة منه درجات مختلفة الكثافة، والتي تعتبر مثالية لعمليات معالجة البلاستيـك الحراري الذي يتم استخدامه في مجالات مختلفة.
وفضلاً عن نشاطها الرئيسي، قامت قابكو بالاستثمار بشكل مباشر وغير مباشر في أربعة مشاريع مشتركة تساهم في تنمية قطاع البتروكيماويات في دولة قطر؛ حيث دخلت في مشاريع مشتركة مع كل من شركة قطر للفينييل وشركة قاتوفين المحدودة وشركة قطر للمنتجات البلاستيكية، ومن ثَم نتنوع في منتجات البتروكيماويات وصارت قابكو قوة إقليمية في مجال البتروكيماويات.