الدوحة – وكالات:
كشف مستثمرون ورجال أعمال في حديث لـ الشرق عن توجههم لإبرام اتفاقيات مع أكبر مؤسسات الطاقة الشمسية بعد النجاح في تجارب مماثلة، منها توقيع اتفاقيات مع شركات سولاهارت الأسترالية وسما الألمانية وآي يي بي الإيطالية بالإضافة إلى إيرسلان التركية.
وأوضح رجال الأعمال في حديثهم لـ الشرق أنه في ظل اتجاه العالم إلى الاعتماد على الطاقة البديلة ذات الفوائد الجمة في الناحيتين الاقتصادية والبيئية، يتجه القطاع الخاص اليوم إلى السير على ذات المنوال بالعمل على تفعيل هذا النشاط، فقد شهد السوق المحلي نمواً كبيراً في تجارة أجهزة الطاقة الشمسية، مع وجود خطة لتوليد 200 ميغاوات من الطاقة الشمسية.
وفي ظل اتجاه العالم إلى الاعتماد على الطاقة البديلة ذات الفوائد الجمة في الناحيتين الاقتصادية والبيئية، ها هي قطر اليوم تعتزم السير على ذات المنوال بالعمل على تفعيل هذا النشاط الذي يعد توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية أحد أهم ركائزه، خاصة وأن المؤهلات الطبيعية والمناخية التي يتوفر عليها بلدنا تسمح له بأن يصبح مستقبلا أحد الرواد في هذا المجال إذا ما تم التركيز عليه ووضعه في إطار يعطيه فرصة النمو بصورة أوسع مما هو عليه الآن ويخرجه من قوقعة الاستعمال المصغر إلى ما هو أكبر.
وفي استطلاع أجراه الشرق الاقتصادي كشف أخصائيون أن المرحلة الحالية هي الأنسب لاستخدام الطاقات البديلة في الدوحة وباقي المناطق ما سيعود بالإيجاب على مختلف القطاعات زراعية كانت أم صناعية، مؤكدين على أنهم لن يدخروا أي جهد في تقديم أي إضافة تساهم في تحقيق الهدف الذي تصبو إليه الحكومة بالتحول من الطاقة التقليدية إلى أخرى بديلة، وذلك من خلال توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة مع أكبر الشركات المختصة في هذا القطاع.
مشيرين إلى أن الاعتماد على الطاقة الشمسية وتوصيلها حتى إلى البيوت لن يكون مكلفا كما هو شائع بل سيكون أرخص خاصة إذا ما قورنت بمصاريف مولدات الديزل التي تستعمل في العزب على سبيل المثال، في حين عبر عدد من المواطنين عن إعجابهم بهذا المشروع الذي سيخلصهم من العديد من المشاكل ويدخر لهم حتى في المصاريف التي يدفعونها بغية توفير الكهرباء خاصة في المزارع والعزب البعيدة عن المدن والتي تتم إنارتها في الوقت الراهن بحرق البترول، ما بات تقليديا إذا ما قورن بآخر مستجدات هذا العصر، مطالبين الجهات المعنية بتنمية هذا القطاع بتكثيف توعية المستهلكين بالفوائد التي سيعود بها استعمال الطاقة الشمسية علينا وفي مختلف النواحي، ومن ثم فتح المجال أمام رجال الأعمال الراغبين في اقتحام هذا القطاع، الأمر الذي سيزيد من حدة المنافسة الإيجابية بين الشركات الممارسة لهذا النشاط، وتأطيرهم من خلال وضع قوانين وبرنامج عمل خاص بهم يضم العديد من المشاريع الخاصة بتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية.
طاقة اقتصادية
وفي حديث لـ الشرق قال السيد محمد الكريم العمادي رئيس مجلس إدارة شركة العمادي للطاقة الشمسية إن الزمن الذي نعيش فيه هو عصر الطاقة البديلة التي توسعت رقعة استعمالها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مضيفا أن عصر البترول لن ينتهي تماما وإنما سيقتصر مستقبلا على الصناعات البتروكيميائية فقط ، و حينها قد يجرم من يحرق البترول، من أجل توليد الكهرباء كما أن السياسات والرؤى المستقبلية في جميع دول العالم تدفع نحو الاتجاه إلى أشعة الشمس كمصدر رئيسي في توليد الطاقة في المرحلة القادمة، مؤكدا على أن قطر تعد أحد أهم هذه البلدان خاصة وأن مكوناتها الطبيعية تسمح لها بأن تصبح رائدة في هذا المجال، إذا علمنا بأنها تتمتع بتوافر نعمة الشمس طوال السنة.
متابعا حديثه قائلاً: أنه يجب الآن التركيز عليها والأخذ بأسباب استغلالها بالشكل الأمثل، ما سيعود علينا بالعديد من الفوائد من الجانبين البيئي والاقتصادي فعلى سبيل المثال ربط محطات الطاقة الشمسية بكهرباء الشبكة العامة سيسهم في خفض أحمال ذروة الاستهلاك الكهربائي الناتج عن التكييف في وقت الظهيرة، التي هي في الأصل تعتبر فترة ذروة بالنسبة للإشعاع الشمسي ، أي أن الشمس كفيلة بتغطية فائض استهلاك التبريد الناجم عن حرارتها، مفندا الشائعات التي تروج بأن الكهرباء المولدة عن طريق أشعة الشمس هي الأكثر تكلفة من باقي الأنواع، مشيراً إلى أنها منخفضة التكلفة، إذا ما قورنت بالكهرباء الناتجة عبر مولدات البترول.
وأشار محمد العمادي إلى أن شركته لا تدخر أي جهد في سبيل التعاون مع قيادتنا الرشيدة والوصول معها إلى الاعتماد بشكل كلي على الطاقة البديلة في السنوات القادمة، وذلك من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات مع أكبر المؤسسات المختصة في هذا المجال كسولاهارت الأسترالية وسما الألمانية و آي يي بي الإيطالية بالإضافة إلى إيرسلان التركية، وعن المشاريع التي تشرف عليها العمادي للطاقة الشمسية في الوقت الحالي قال: ” هي ناجحة إلى أبعد الحدود بعد أن تمكنا من استخدام العديد من التقنيات في مختلف الوضعيات التي أعد منها نظام on grid الموجود في إحدى بنايات جامعة قطر، والذي يغطي حاجياته بالكامل، زد على ذلك أسلوب الأنظمة الشمسية المنفصلة عن الشبكة الكهربائية في المناطق البعيدة التي تشهد غيابا لموزعات الكهرباء والذي يستخدم بصفة كبيرة مع شركة قطر للبترول والآبار النفطية و عدد من العزب والمخيمات، ناهيك عن إنارات الطرق والشوارع بالاعتماد على الطاقة الشمسية قي بلديات الوكرة والخور والشمال”، خاتما كلامه بدعوة الجهات المعنية بهذا القطاع بالعمل على تقنين مجال الطاقة وحمايته من الدخلاء و التخطيط لتوسيعه أكثر من خلال إطلاق مشاريع جديدة تفتح أبواب التنافس على مصراعيها للشركات الناشطة في مجال الطاقة الشمسية.
رفع التوعية
من جانبه أشاد طالب بلان صابر بتوجه حكومتنا الرشيدة للاستفادة من الطاقة الشمسية الهائلة التي تتمتع بها قطر والتي تعطينا مرونة كبيرة وتسمح لنا بالتحول إلى استخدام الطاقة البديلة بكل سهولة، خاصة وأن المرحلة القادمة قد تفرض علينا مسايرة التطور الكبير الذي يشهده قطاع الطاقة في العالم، إلا أنه رأى بأن توعية المجتمع ككل بفوائد الطاقة الشمسية اقتصادية كانت أم بيئية تأتي في المقام الأول حاليا، لأن كسر حاجز تخوف المستهلكين من تداعيات استعمال الشمس في توليد الكهرباء سيكون أهم خطوة نخطوها نحو التخلي عن الطاقة التقليدية التي يعد عمادها الرئيسي البترول.
وأضاف طالب بلان بأن إيجابيات الطاقة الشمسية لا تعد ولا تحصى فهي تقلل تدريجياً من الاعتماد على الوقود الأحفوري تطبيقاً لقوانين مكافحة الاحتباس الحراري الدولية وذلك تماشيا مع التزام الدولة بدمج 2000 ميجاوات من الطاقة النظيفة قبل حلول عام 2020، مما سيخلق فرص عمل جديدة ويشجع القطاع الصناعي على الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية، كما تساهم في تخفيض التكاليف الكهربائية بالنسبة لمستخدمي ماكينات توليد الكهرباء البترولية في صورة العزب على سبيل المثال لا الحصر.
وشهدت قطر حالة من النشاط الكبير في مختلف مشروعات الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، حيث وضعت الدوحة خطة لتوليد 200 ميغاوات من الطاقة الشمسية، تمثل ما نسبته 2% من احتياجات البلاد من الكهرباء بحلول عام 2020، أي ما يكفي لتزويد 66 ألف منزل بالطاقة.
تدعيم الاستثمار
بدوره صرح سعيد علي الغامدي بضرورة تطوير مساحة استعمال الطاقة الشمسية في قطر، باعتبارها أثبتت نجاعتها في العديد من الدول وحتى في المناطق التي استخدمت فيها هنا مثل مشروع لوسيل، ذاكرا بعض الفوائد التي تميزها عن الطاقة التقليدية، وبالأخص البيئية منها فهي تقلل من الانبعاثات الكربونية التي تؤدي إلى التلوث والعديد من المشاكل الأخرى، وحث الجهات المعنية بوضع برنامج خاص بالشركات الناشطة في توليد الطاقة الكهربائية من خلال أشعة الشمس، وتأطير عملها بصفة تسمح لها بالتوسع أكثر والانتقال من مرحلة الاستخدام المصغر إلى آخر أكبر، خاصة وأن الأيام الماضية شهدت إطلاق قطر لأول سيارة كهربائية محلية مائة بالمائة، ما يعني أن المرحلة القادمة طال أو قصر أمدها ستكون للكهرباء المنتجة من أشعة الشمس والتي ستسير حياتنا بما يبتعد كل البعد عما عهدناه من تركيز على المحروقات، كما دعا الغامدي إلى فتح الأبواب في وجه الراغبين في الاستثمار في الطاقة الشمسية وتقديم كل الدعم لهم ونشر منافسة إيجابية بينهم، قد تسمح في السنوات المقبلة بتزويد البيوت بكهرباء من هذا النوع، وليس البقاء في حيز الشركات والعزب مثلما هو عليه الحال اليوم، كما انه من المهم تخصيص مساحات من الأراضي لإنشاء محطات لتوليد الطاقة الشمسية وخدمة المشاريع .
نقلا عن صحيفة الشرق القطرية