يقدم واد الأعمال القطريون كل يوم فكرة جديدة ويحولوها إلى مشروع على أرض الواقع مانحين المشهد الاقتصادي والاجتماعي للدولة طابعاً قطرياً مميزاً في رحلة التطور الاقتصادي التي تشهدها البلاد. فوسط أجواء فريدة الأذواق، اختلط فيها عبق الزهور برائحة القهوة، فصُنِع طابع مميز وفريد عُرف بـ«فلورس أي كافيه»، وهو أحد المشاريع القطرية المميزة التي تم افتتاحها في قلب اللؤلؤة بالدوحة، وتخرج من بين أركانه فكرة مبتكرة لمقهى عصري يضم محلاً لبيع الزهور.
وفكرة المشروع قطرية أصيلة، وجديدة ترجع لصاحبتها السيدة مريم الكعبي التي أرادت أن تؤسس مكاناً خاصاً، وجامعاً لمن يحب الزهور ويعشق القهوة. ويتميز المشروع بتصميمات فخمة وأنيقة تليق برواده، كما يقدم المقهى أجود أنواع القهوة، والشاي، والحلويات، والمعجنات المنتقاة بعناية وسط مجموعة من الورود والأزهار الرائعة.
وحول فكرة المشروع قالت السيدة مريم بأن المرء أو السيدة عندما تذهب لمحلات الزهور لاختيار بعض الورود لمناسبةٍ ما لن تجد مكاناً لانتظار العملاء، وتضطر للذهاب والعودة لاحقاً، أو أخذ جولة في المحلات الأخرى حتى يتم تجهيز طلبها خاصة إذا كان المحل يقع بأحد المجمعات التجارية، من هذا المنطلق جاءت الفكرة بأنه لماذا لا يكون هناك مكان يبيع الزهور وفي نفس الوقت تتاح الفرصة للناس بالجلوس في مكان هادئ، ومميز حتى يتم تجهيز الورود التي تم اختيارها مسبقاً، بالإضافة إلى إمكانية احتساء المشروبات أو تناول بعض المأكولات الخفيفة.
وبدأت السيدة مريم العمل على تنفيذ فكرتها المبدعة هذه منذ 2015، من خلال دراستها ومعرفة كيفية دمج الفكرتين معاً، وتعاونت مع إحدى الشركات القطرية للعلاقات العامة للتسويق عن المشروع بطرق مختلفة، كما تعاملت مع موردين للزهور مباشرة من هولندا، وفي بعض الأحيان تتعامل مع موردين محليين، بالإضافة إلى أنواع خاصة من الشاي تطلبها من فرنسا، فضلاً عن أنواع العسل والمربى التي تستخدمها في المقهى.
وحول مجموعة الأزهار التي يوفرها المقهى، قالت السيدة مريم: بالطبع لدينا مجموعة من أنواع الزهور نوفرها حصرياً، ولا تتوفر في أماكن أخرى بالدوحة أهمها زهرة «أوهارا روز، والتي تتميز برائحتها الجذابة، كما أن لدينا غرفة مصممة خصيصاً لاجتماعات تجهيز باقات الأعراس سميناها «O›Hara Room»، بالإضافة إلى زهور اللافندر التي يصعب الحصول عليها رغم أن هناك مجموعة كبيرة من الناس تحبها وتسعى لاقتنائها، فضلاً عن وردة «لي لي» التي تسمى زهرة الأميرات، وتستخدم بكثرة في باقات الأعراس، ومجموعة أخرى كزهور الصبار، والبيوني، والكراسبيديا وغيرها، وأنا أحاول التجديد من فترة لأخرى تبعاً للمواسم والمناسبات، ففي فصل الشتاء الماضي مثلاً وفرنا زهرة القطن.
وعن مدى نجاح المشروع قالت السيدة مريم: أحَبّ الناس المكان كثيراً، ولاحظت منذ تأسيس المقهى وإلى الآن أن هناك إقبالاً كبيراً، حتى إني سمعت بنفسي إشادة رواد المقهى بالفكرة، كما زارني عدد كبير من الإعلاميين المعروفين، ومشاهير من خارج قطر، وأعجبتهم الفكرة والأجواء كثيراً، وهذا دائماً ما يشجعني ويحفزني لتقديم المزيد.