عواصم – بزنس كلاس:
رأى مراقبون أن نتائج الانتخابات الباكستانية لم تحظ برضى المملكة العربية السعودية وقبولها، بعد خسارة حزب نواز شريف، المعتقل بتهم تتعلق بالفساد، وفوز حزب “حركة الإنصاف” وزعيمه عمران خان، المقرب من إيران. وأن تلك المفاجأة سببت صدمة في الرياض وستؤدى إلى إرباك خلال الأيام المقبلة لاستيعاب تداعياتها والتعامل معها.
فسريعاً، وعقب صدور نتائج الانتخابات، عبرت أوساط سعودية مقربة من الحكم عن عدم رضاها عن تلك النتائج، وخشيتها من الحكومة القادمة وعلاقاتها على المملكة.
وخرج أمير سعودي بتغريدة على “تويتر”، عقب فوز عمران خان وحزبه، قال فيها: “الله يستر منه، يقال إنه ذنب من أذناب طهران”، ولكن هذه التغريدة سرعان ما تم حذفها من الحساب ولم تعد موجودة. ولم تكن هذه التغريدة الوحيدة له التي تعبر عن سخط المملكة من عمران خان، حيث صرح سابقاً لصحيفة “عكاظ” ووصف خان بأنه “مندوب قم في إسلام آباد”، وذلك في إشارة إلى علاقاته مع إيران.
تهديد لشريك أساسي
وحسب المراقبين، فإن أكثر ما يقلق السعودية من خان العلاقة المتينة التي تربطه بإيران، إذ أكد في أول خطاب له عقب فرز النتائج أن الحكومة المستقبلية لحزبه ترغب في تعزيز وتطوير العلاقات مع الدول المجاورة، بما في ذلك الجمهورية الإيرانية. وشدد عمران على أهمية علاقات باكستان مع إيران، وقال إن بلاده تتطلع إلى علاقات جيدة وحُسن جوار مع طهران.
ويقول المحاضر الكبير في معهد السياسات والأمن التابع لجامعة أوتاوا الكندية كامران بخاري: إن “باكستان هي شريك أساسي لدول الخليج وخاصة السعودية، وهناك جالية باكستانية ضخمة في هاتين الدولتين وغيرهما من دول الخليج، لذا تهتم الرياض وأبوظبي بالتغيير السياسي الذي يطرأ عليها”. ويضيف بخاري في تصريحات صحفية: “سيكون من المثير رؤية رد فعل دول الخليج، وتحديداً السعودية والإمارات، إذا تولى السلطة حزب “حركة إنصاف “بقيادة عمران خان”.
ويتابع: “إلى الآن، تعامل السعوديون والإماراتيون مع الجيش الباكستاني والحكومة بقيادة حزب الشعب الباكستاني، وأخرى بقيادة الرابطة الإسلامية، جيد، ولكن مع وصول حركة إنصاف إلى الحكم سيجدون أنفسهم في مواجهة شريك جديد في إسلام آباد”.
وعملت السعودية وباكستان على عدة أصعدة لتعزيز العلاقات، وإضفاء طابع رسمي عليها، بعد أن كان يحددها تاريخياً طبيعة العلاقات بين الملوك في الرياض ورؤساء الحكومات في إسلام آباد، وفقاً لما ذكره المعهد الملكي للخدمات المتحدة البريطاني.
وكان الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للمخابرات العامة السعودية، قد وصف سابقاً العلاقات السعودية الباكستانية بأنها “ربما تكون من أوثق العلاقات في العالم بين بلدين من دون أية معاهدة رسمية”.
ويهدد فوز خان استمرار بقاء باكستان في التحالف العسكري الإسلامي الذي شكل ويضم 41 دولة عام 2015، وسيكون أبرز المؤشرات حول تراجع أو استقرار العلاقة مع السعودية في الفترة القادمة من حكم خان. ولفترة طويلة، اتَّسمت العلاقات بين البلدين بتدفق رؤوس الأموال من جانب المستثمرين السعوديين، مقابل التعاون العسكري. ووفقاً لآخر الإحصائيات وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين في الفترة من منتصف 2012 إلى منتصف 2013 إلى 5 مليارات دولار. ولكن مع وصول خان القريب من إيران والمناهض لسياسات السعودية، تبقى تلك العلاقات والاتفاقيات محل توتر وقلق من قبل السعوديين.
ويعتبرخان من المناهضين لسياسة السعودية خاصةً في حربها على اليمن، وعبر في أحاديث لوسائل إعلام باكستانية عن معارضته مشاركة قوات باكستانية في حرب الرياض هناك. ومن المتوقع أن يبدأ في إجراء محادثات لتشكيل ائتلاف حاكم مع أحزاب أصغر.
وحصل حزب خان على 16.86 مليون صوت، في أداء جاء أفضل من المتوقع، وفي هزيمة ساحقة لحزب رئيس الوزراء السابق المسجون نواز شريف، الذي جاء في المركز الثاني وحصل على 12.89 مليون صوت، وفقاً لوكالة “رويترز”.