متابعة بزنس كلاس – الدوحة
ربما يخشى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن يغضب السعودية والإمارات فتتراجع عن جملة الصفقات الضخمة التي وقعتها مع إدارته والتي تتجاوز قيمتها 400 مليار دولار، لذلك سرعان ما نراه يطلق تصريحاً يوجه فيه أصابع الاتهام بالاتجاه الذي تحدده مصالح الاقتصادية لواشنطن أكثر من ممارسة السياسة كرئيس لأكبر قوى عظمى على ظهر الكوكب. ويبدو أن تناقض تصريحاته تجاه الأزمة الخليجية ليس سوى إحدى المشكلات التي تؤرقه هذه الأيام مع تزايد الضغوط عليه من كل حدب وصوب في الجبهة الداخلية لبلاده.
فرغم تأكيد ترمب قبل أيام أمام قادة ورؤساء أكثر من 50 دولة مشاركة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية، في الرياض، أن قطر شريك استراتيجي في الحرب على الإرهاب ، إلا أن تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي أمس باتهام قطر بتمويل الإرهاب شكّلت صدمة كبيرة في الإعلام الأمريكي.
وشنّت الصحف الأمريكية هجوماً كبيراً على الرئيس دونالد ترامب، مؤكدة أنه شخص متناقض ويريد أن يظهر للعالم وكأنه يمتلك تغيير الأحداث، متجاهلاً مصالح الولايات المتحدة الأمريكية مع أقرب حلفاءها في الشرق الأوسط مثل دولة قطر.
وتعليقاً على تصريحاته الأخيرة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره الروماني كلاوس أيوهانيس في البيت الأبيض أمس الجمعة، قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن “ترامب يقوض تصريحات وزير الخارجية تيلرسون عن قطر“، مستشهدة بأن مسؤولاً رفيع المستوى في الإدارة أقرّ بوجود اختلاف في “لهجة” ترامب مع تيلرسون، لكنه زعم “أن السياسة متسقة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “المملكة العربية السعودية خضعت أيضاً للتدقيق من أجل دعم الشبكات المتطرفة”.
“ترامب ينتقد حليف الولايات المتحدة قطر بعد ساعة من دفاع إدارته عنها“.. هكذا قالت صحيفة “فوكس” تعليقاً على تصريحات الرئيس الأمريكي الذي “يحاول إظهار قدرته على رسم الأحداث العالمية من جديد حتى يكسب نقاطاً لصالح التحرك السعودي في الخلاف”، بحسب الصحيفة، قائلة إن من يريد أن يتأكد من تناقض ترامب فعليه أن يتابع تغريداته، فبعد أن هاجم قطر، عاد وأكد في اتصال مع صاحب السمو أمير البلاد المفدى أنه مستعد للتوسط في الأزمة ليعود لاحقاً ويهاجمها…
وقالت صحيفة “ذا أتلانتيك” في تقرير لها بعنوان “رسائل ترامب المتضاربة حول قطر“، إن الرئيس الأمريكي اتهم قطر بتمويل الإرهاب بعد ساعات فقط من تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون حول ضرورة “تخفيف” الحصار على قطر. وأضافت الصحيفة أن تصريحات الرئيس جاءت في تناقض صارخ مع التعليقات التي أدلى بها تيلرسون قبل ساعات فقط.
وأشارت إلى أنها ليست المرة الأولى التي تحول فيها الولايات المتحدة موقفها منذ بدء الأزمة في قطر، مبينة أنه بعد أن أشاد ترامب سابقاً بقطع العلاقات مع قطر، أكد في وقت لاحق في اتصال مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تقديمه المساعدة لحل النزاع.
أمّا صحيفة “نيويورك تايمز” فقد رأت أن تعليقات ترامب تقوض جهود وزير خارجيته تيلرسون الذي يحاول التوسط في الخلافات الخليجية.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) التي أطلقتها قبل ساعات من تصريحات ترامب، مضيفة أن حصاراً على قطر تفرضه السعودية ودول خليجية “يعرقل” القدرة على التخطيط لعمليات على المدى البعيد في الحرب على تنظيم “داعش” الإرهابي.