انطلقت في الدوحة أعمال قمة قادة الأعمال القطرية التركية، التي عقدت على هامش معرض “إكسبو تركيا في قطر” بمركز قطر الوطني للمؤتمرات، وجمعت عددا من رجال الأعمال القطريين مع نظرائهم الأتراك لبحث مجالات وآفاق التعاون التجاري بين الطرفين.
وشهدت القمة عقد جلسات نقاشية تناولت سبل تحقيق المكاسب الاقتصادية في ظل التحولات العالمية، كما بحثت الفرص الاستثمارية المشتركة للقطاع الخاص القطري والتركي.
وقال السيد محمد بن أحمد بن طوار الكواري نائب رئيس غرفة قطر إن العلاقات بين الجانبين تعبر عن روح التعاون والرغبة المشتركة في تطوير التعاون الى مستويات أعلى خصوصا فيما يتعلق بالمبادلات التجارية والاستثمارية.
وأشار في هذا الصدد إلى ما وصلت إليه التجارة بين البلدين من نمو بلغ ثلاثة أضعاف خلال السنوات الماضية لتقترب من المليار دولار، كما نمت الاستثمارات القطرية في تركيا لتصل إلى 18 مليار دولار ولتصبح الاستثمارات القطرية في المرتبة الثانية عالميا من حيث الاستثمارات القادمة الى تركيا، مبينا أن هناك خططا مشتركة لتعزيز التعاون في قطاعات مثل الزراعية والصناعية والطاقة والسياحة.
وأضاف خلال الاجتماع أن تعزيز الاستثمارات المتبادلة بين قطر وتركيا من شأنه المساهمة في تحقيق مزيد من التقارب بين القطاع الخاص في كل من البلدين، وفتح مجالات أرحب للاستثمارات.، داعيا رجال الاعمال القطريين والأتراك الى مواصلة العمل من أجل الوصول الى المزيد من الشراكات والتحالفات والمشروعات المشتركة والمتبادلة والتي تدعم اقتصاد كل من الدولتين.
واشار بن طوار الى أن التجربة الاقتصادية للجمهورية التركية تمثل نموذجا فريدا ينبغي الاستفادة منه والاسترشاد بما حققه من إنجازات كبيرة، فقد عرف الاقتصاد التركي نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية وحقق الناتج المحلي الاجمالي نموا متزايدا ليصل الى 861 مليار دولار في العام الماضي محققا ارتفاعاً بقيمة 130 مليار دولار في 9 سنوات.
واوضح نائب رئيس غرفة قطر أن معرض “إكسبو تركيا في قطر” الذي يقام في الدوحة في الفترة من 19 إلى 21 ابريل الجاري هو ترجمة فعلية للتعاون الاقتصادي بين كل من قطر وتركيا، موضحاً أن تركيا هي أولى الوجهات الاستثمارية المفضلة لأصحاب الأعمال القطريين.
وأضاف السيد محمد بن أحمد بن طوار الكواري نائب رئيس غرفة قطر أن الشركات التركية لها سمعة عالمية في تنفيذ المشروعات بجودة عالية خاصة في مجال البنية التحتية والإنشاءات، مشيراً إلى أن تلك الشركات تقوم بدور كبير في تنفيذ المشروعات الكبرى التي تشهدها دولة قطر استعداداً لاستضافة كأس العالم 2022.
وعبر نائب رئيس الغرفة عن أمله بأن يشهد حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفاعاً خلال الفترة القادمة، خاصة في ظل حرص قادة البلدين على توفير كل سبل الدعم لرجال الأعمال والمستثمرين من البلدين لإقامة التحالفات والشراكات التي تسهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، مؤكداً أن عقد المعارض واللقاءات المشتركة يسهم بشكل كبير في تحقيق هذا التوجه.
يذكر أن التبادل التجاري بين قطر وتركيا، سجلا ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الأربع الماضية، حيث كانت الصادرات التركية إلى قطر قبل أربعة أعوام نحو 250 مليون دولار، وارتفعت مع نهاية 2016 إلى 440 مليون دولار، فيما ارتفعت صادرات دولة قطر إلى تركيا من 525 مليون دولار قبل أربع سنوات إلى 835 مليون دولار بنهاية عام 2015.
وفي ضوء السعي الدؤوب لتطوير العلاقات التجارية بين البلدين تضاعف حجم التبادل التجاري بينهما 20 مرة خلال عشر سنوات، وذلك انعكاسا للعلاقات الدبلوماسية المتميزة بين قطر وتركيا والتي تمثلت في العديد من القمم بين قادة البلدين والاتفاقيات التي وقعت في معظم المجالات.
وفي ظل الارتقاء المستمر في العلاقات التجارية بين البلدين من المتوقع أن يصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى ملياري دولار في الوقت القريب، حيث يصب تنظيم إكسبو تركيا في قطر الذي تشارك فيه أكثر من 150 شركة تركية، في هذا الهدف.
يشار إلى أن معرض إكسبو تركيا في قطر يهدف إلى جمع الشركات التركية مع نظيراتها القطرية للتعاون في أعمالها من خلال إقامة مشاريع مشتركة ونقل المعرفة والتكنولوجيا، سعيا إلى أن يقود هذا التعاون إلى أن تكون دولة قطر بوابة تجارية لتركيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتوفير منصة لرجال الأعمال القطريين والأتراك للعمل في هذا الاتجاه.
ويعكس المعرض جوانب من الثقافة التركية من خلال “المدينة الثقافية التركية” لتعريف الجمهور أكثر بنماذج متنوعة وغنية من هذه الثقافة، وهو الأمر الذي تساعد عليه تجهيزات “مركز قطر الوطني للمؤتمرات”، عدا عن كونه المكان الأمثل لتوفير الاتصال المباشر بين المستثمرين والشركات المنتجة لإقامة الشراكات أو بيع المنتجات.