خطف كريستيانو رونالدو الأضواء مرة أخرى خلال لقاء فالنسيا ويوفنتوس بعد حصوله على بطاقة حمراء حرمته من إتمام أول نصف ساعة من اللقاء فالنجم الذي اعتاد أن يكون موضع جدل بطرق عديدة فتح الطريق لنوع خاص من النقاش لم يتعلق بأهدافه ولا تحطيمه لرقم قياسي جديد بل بأحقية طرده والنهاية المبكرة لرحلة مباراته الافتتاحية بالبطولة بقميص اليوفي.
حملت هذه البطاقة رقم 11 بمسيرة رونالدو وكانت السابعة التي يحصل عليها اللاعب بشكل مباشر في حين حصل على 4 بطاقات حمراء أخرى إثر تلقي إنذارين كما تمثل هذه أول حمراء ينالها بدوري الأبطال والأولى بمسيرته منذ خروجه من كأس السوبر الإسباني مطلع الموسم الماضي حين تمت معاقبته لاحقاً بالحرمان لخمس مباريات.
باقي بطاقات رونالدو تتوزع على 4 بطاقات بالليغا “3 منها مباشرة” و4 بطاقات بالدوري الإنجليزي “2 منها مباشرة” وواحدة مباشرة أيضاً بكأس ملك إسبانيا وبالتأكيد يمثل الحصول على 11 بطاقة حمراء رقماً غير جيد بالنسبة لمهاجم لكن ما الذي دفع الدون للوصول لهذا الحد؟
من بين البطاقات الـ11 توجد بطاقة وحيدة فقط حصل عليها رونالدو نتيجة تدخل خشن خلال محاولته إيقاف هجمة وكان ذلك خلال لقاء مانشستر سيتي عام 2006 أما البطاقة الأولى فكانت نتيجة حصوله على إنذارين الأول للتمثيل والثاني للعب الكرة بعد صافرة الحكم.
من بين البطاقات التسع الباقية توجد 8 بطاقات تبدو متشابهة للغاية وترتبط بظهور رد فعل قاسٍ من رونالدو بعد تعرضه لإعاقة أو بعد إطلاق الحكم صافرته وبالتالي تسببت ردات فعل رونالدو بوصوله لعدد كبير جداً من البطاقات الحمراء.
يعرف الجميع ما يملكه رونالدو من شغف وإصرار كبيرَين وهما سبب تألقه واستمراريته فرغم بلوغه سن الـ33 لا يمكن لأحد أن يشكك بقدرة رونالدو على العطاء والاستمرار بسبب اعتنائه الكبير بنفسه وسعيه الدائم للتميز والتألق وهو ما دفعه أساساً للانتقال ليوفنتوس بحثاً عن تحدٍ جديد فرغم كل ما فاز به من ألقاب مازال رونالدو يريد إنجازات جديدة لكن لهذا الشغف جانب سلبي أيضاً.
مازال رونالدو يقوم بذات التصرفات التي كان يقوم بها بشبابه في مانشستر يونايتد من انفعالات بعد إهدار الفرص أو خلال التدخلات والاختلاف مع الخصوم فبالنسبة لرونالدو يبدو العمر مجرد رقم فعلاً سواء من حيث الحماس أو حتى التعلم من التجارب السابقة والتي يقوم بتكرارها نفسها دون أن يستفيد منها أو يتعلم كيف يكون أكثر هدوءاً.
بدون أدنى شك يمثل رونالدو شخصية استثنائية بتاريخ كرة القدم والتاريخ سيذكره حتماً بأشياء كثيرة قد لا تكون البطاقات الـ11 منها لكنها مجرد رقم يُظهر الجانب المظلم للشخصية التي تأتي بالنجاحات الكبرى فما تعرض له رونالدو لا يقلل من قيمة نجوميته وحتى أن الصحف لا تكترث لمهاجمة اللاعب أو انتقاده نتيجة عدد بطاقاته الكبير جداً.
ينجح بعض المدافعين بإنهاء مسيرتهم دون الحصول على بطاقة حمراء رغم صعوبة هذا الأمر كونهم يتحملون عبء البحث عن قطع الكرة وإنهاء بعض الهجمات بخشونة لذا يبدو رقم بطاقات رونالدو عالياً للغاية كونه مهاجم ورغم كل هذا لا نسمع من يقول أن ردات الفعل الغريبة تمثل نقطة ضعف للنجم البرتغالي حيث لا يمكن طرح أمر من آخر فحماس رونالدو لا يمكن أن يظهر دون بعض النرفزة من وقت لآخر لأنه ببساطة…الهداف التاريخي لدوري الأبطال وبطل البطولة 5 مرات والباحث عن مجد جديد بكل حماس!