وكالات – بزنس كلاس:
أكدت صحيفة لكسبرسيون أن السعودية تعيش مرحلة من الغطرسة الزائفة ، حيث قامت السلطات السعودية بعشرات الاعتقالات معظمهم لشخصيات عامة وخصائصهم المشتركة هي أنهم لم يتخذوا موقفاً ضد حصار قطر. وتضم القائمة أيضاً العديد من المثقفين الإصلاحيين الشباب الذين شاركوا بعد عام 2011 في نشر الفكر الديمقراطي في المملكة، من بينهم عبد الله المالكي ، خريج العلوم الدينية ، الذي صنع الحدث في عام 2012 من خلال نشر كتاب سعى فيه لإظهار أولوية السيادة الشعبية على الشريعة ، ومصطفى الحسن ، مؤسس منتدى لإبراز أهمية مؤسسات المجتمع المدني.
أضافت الصحيفة أن السياسة الخارجية للسعودية المحكومة بالخوف من التوسع الإيراني، كانت السبب وراء حربها في اليمن وحصارها لقطر إلا أن النتائج المرجوة للنظام الحاكم مازالت أقل من المرجوة، أما داخليا فقد فرض النظام الجديد مشروع الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الذي قدمه تحت اسم “رؤية 2030″، وهو في الحقيقة استيراد للنموذج الإماراتي الذي يفتن القيادة الجديدة.
سمعة سيئة
شبهت الصحيفة القيادة السعودية بمندوب مبيعات يقوم بجولات غربية لبيع مشروعه الاقتصادي والاجتماعي، مستخدما بالأساس دفتر الشيكات حيث إن الدبلوماسية الاقتصادية السعودية تقوم على مبدأ الدفع وتقديم التنازلات ، الذي وصل إلى الاعتراف بحق إسرائيل في الأراضي الفلسطينية مما يطرح قيام تحالف ثلاثي بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية ضد ماتعتبره الخطر الايراني. وقال التقرير إن السياسة السعودية ينطبق عليها المثل القائل ” ترى القشة في عين أخيك ولا ترى الخشبة في عينك ” حيث إن الرياض تعتبر دول أخرى مصدرا للخطر في المنطقة في الوقت الذي تغزو فيه وحلفاؤها اليمن ، وتتدخل في سوريا ، بدعم الجهاديين من جيش الإسلام وتقف وراء التفجيرات في دمشق.
وبين المقال أنه من الناحية التاريخية صورة السعودية سيئة في الغرب وعرفت تدهورا بشكل أكبر في الفترة الأخيرة ، بعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر وتورط السعوديين فيها، وتسارع هذا التدهور تزامنا مع مشاركة الرياض في “التحالف العربي” ضد الحوثيين ، الذي أثار انتقاد نشطاء حقوق الإنسان جراء جرائم الحرب في اليمن.
صفقة القرن
أكدت لكسبرسيون أن العلاقات بين إسرائيل والسعودية تعرف تنسيقا متزايدا ، حيث التقت القيادات السعودية برئيس المخابرات الإسرائيلية مؤخرا ، ويعود هذا التعاون والتنسيق بين الطرفين إلى سنين طويلة غير أن الجديد فيه هو الإعلان ، حيث إن كلا الجانبين قاما بإعداد الجمهور ذي الصلة بالتدريج ، غير أن السؤال هو كيف يتم طمس القضية الفلسطينية من أجل مصالح السعودية ، التي من المفروض أنها رمز للعروبة والإسلام على المستويات الجغرافية والتاريخية.
وأضافت الصحيفة تصاعد الرفض في الشبكات الاجتماعية للدور الذي تقوم به السعودية في مسألة القدس فلم يستوعب الرأي العام العربي كيف يمكن لدولة الحرمين الشريفين أن تضحي بالقدس ، حيث تحول هذا النقد إلى شعارات في مظاهرات ضخمة جرت في عدة دول عربية على غرار الأردن والمغرب والجزائر. هذا الموقف السعودي قال عنه خبراء الاتصالات إن الرياض تحاول بيع صورتها للجمهور ووسائل الإعلام الغربية من خلال ملفات التسويق والمال والسياسة في ملاحق الصحف. ومن جانبهم، سفراء السعودية في الدول العربية يهددون الشعوب بإخبارهم أن انتقاداتهم لن تبقى دون إجابة، وأنه سيكون هناك انتقام.
اقتصاد مترد
صحيفة أورينت الفرنسية اعتبرت أن الوضع الاقتصادي في السعودية يعاني من لعنة النفط ويعيش أزمة ويحتاج إلى إصلاحات جذرية في ظل ارتفاع الأسعار وانخفاض الحوافز ، بالإضافة إلى انخفاض أسعار النفط. حيث سجل تراجعا في النمو الاقتصادي (من 4.1٪ إلى 0.1٪ بين عامي 2015 و 2017) أدى هذا الانخفاض إلى عجز مزدوج. في ظل ارتفاع معدل البطالة 12 ٪. هذا الوضع الاقتصادي الحرج أجبر الرياض على اتخاذ إجراءات تقشف لم يسبق لها مثيل عام 2015 ، تم تخفيض الدعم الحكومي لاستهلاك الطاقة ، وخفض الرواتب في القطاع العام . واعتماد “رؤية 2030” إعلان لنهاية دولة الرفاهية على النمط السعودي. حيث لا يخلو برنامج الخطة من العقبات بسبب الجمود الكلي للاقتصاد السعودي ، حيث تتعلق التدابير بإلغاء الدعم لقطاع الطاقة بحلول عام 2020 ، ومنح حوافز لتنمية القطاع الخاص ، وإيرادات ضريبية جديدة للمساهمة في 6.6٪ من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في عام 2020 ، وأخيراً الخصخصة الجزئية (5٪) من شركة أرامكو السعودية.
سياسة خارجية فاشلة
اعتبرت صحيفة أورينت أن السعودية عانت من إخفاقات دبلوماسية كبيرة خلال السنة الماضية . بما أن الائتلاف الذي يتزعمه في اليمن متورط تماما ، مع أمل ضئيل في التحسن منذ اغتيال الرئيس السابق علي عبد الله صالح ، وأدى الصراع إلى مأساة إنسانية غير مسبوقة. وعلاوة على ذلك ، فإن حصار قطر الذي بدأ في يونيو 2017 لم يكن له التأثير المطلوب ، حيث تمكنت الدوحة من بناء تحالفات جديدة وتمكنت من تجاوز الأزمة الخليجية. كما فشلت إستراتيجية الرياض في لبنان ، حيث كان الهدف من استقالة سعد الحريري القسرية زعزعة التحالف مع حزب الله – الذي سمح له بتشكيل حكومة وحدة وطنية تحت رئاسة ميشال عون بعد أشهرمن شغور السلطة – وكان فشل الخطة السعودية وراء التماسك بين زعيم حزب الله والرئيس عون ، وشعرت السعودية بأن الوضع يفلت منها ، مما استدعى تدخل إيمانويل ماكرون لتحرير سعد الحريري وحل الأزمة.
واستنتجت الصحيفة أن السعودية تبحث عن دور في المشهد السياسي من خلال خوض حروب بالوكالة والأزمات الدبلوماسية ينتج توتر في المنطقة قائم على التنافس الاقتصادي والجيوستراتيجي للقوى الإقليمية في المنطقة.